fbpx
دراما الإخوان .. تناغم وتناقض
شارك الخبر

بقلم – هاني السعدي اليافعي
لوحظ في الفترة الأخيرة دخول بعض حكومات الفكر الإخواني في مجال انتاج الأعمال الدرامية – لا سيّما التأريخي منها – مستهدفين بذلك بناء وعي مجتمعي ما
ورغم ان هذا التوجه – بما يحويه من مخالفات شرعية كتبرّجٍ للممثلات وما شابه – يتعارض مع شعار الإلتزام بتعاليم الشرع الذي يسوّقه الإخوان للناس .. ويؤكد ضدهم حقيقة ان هؤلاء القوم يستخدمون الدين وسيلةً للوصول إلى أهدافهم تحت بند (الغاية تبرر الوسيلة)
إلا أن التناغم والتوافق في طريقة كتابة سيناريو هذه المسلسلات يتناقضُ جملةً وتفصيلاً مع ما تمارسه تلكم الحكومات ضد ولاة الأمر في الدول الإسلامية الأخرى ! فتراها تترقّب عن كثب لتعظّم الخطأ الصغير وتستصغر الإنجاز الكبير ولو عَظُمْ، تتصيّد الأخطاء وتدعم المعارضين، كل ذلك تحت أسباب ومبررات واهيه جداً
فعلى سبيل المثال لا الحصر، المسلسل التركي الرائع إخراجاً وتمثيلاً (قيامة ارطغرل) يروي كيف استمات الأمير البطل ارطغرل ابن سليمان شاه في الدفاع على دولة السلاجقة المتهالكة، والتي غدت لُعبة في أيدي المغول، ولكنه مع ذلك استمر يناضل في سبيل بقاء حكم السلاجقة إلى ان مات وهو أمير سلجوقي  رغم قدرته مادياً وعسكرياً على الاستقلال عن سلطة الدولة وإنشاء إمارته الخاصة التي أنشأها بعد وفاته ابنه الأصغر عثمان غازي
مثالٌ آخر في مسلسل الإمام أحمد ابن حنبل، أمتعنا المخرج بسرد سيرة الإمام العالم الصادق الورع إمام الأمة في حينه، الذي عارض الخروج على ولي الأمر الخليفة المأمون ابن هارون الرشيد وأخوه المعتصم وابنه الواثق بالله على الرغم من فساد عقيدتهم وتبني عقيدة المعتزلة التي نادت بأن القرآن مخلوق .. بل على العكس استمر يدعو للخليفة المعتصم دعاءً صادقاً ومخلصاً رغم جلده له بنفسه حتى شارف على الموت.
وهناك العديد من الأعمال الأخرى لا يسع المجال لذكرها ولكنها ايضاً تتماثل في الطرح والإتجاه، وهنا نذكّر هؤلاء القوم بأحاديث النبي ﷺ التي تحرّم الخروج عن ولي الأمر الشرعي لما يجرّه ذلك من ويلات وفساد كبير
دمتم في طاعة
أخبار ذات صله