fbpx
وداعا الهلال الأحمر الاماراتي .. وداعا أولاد زايد العطاء والوفاء
شارك الخبر

تقرير / خالد شائع

لم أكن أعلم أن صبري سيمتد وأرى ذات يوماً دموعا تنهمر وتسيل .. لم أعلم أن للفراق أوجاع وللرحيل آهات وأنين وللوداع دموع وبكاء ونحيب. . تمنيت الا أكون اليوم من بين المودعين في حفل وداع الهلال الأحمر الإماراتي في العاصمة عدن حيث عادت بي الذاكرة ودارت بي الأحداث إلى الخلف كثيراً .

تمعنت جيداً كيف مزج الهلال الأحمر الإماراتي ألوان الحياة وجعلها تطغى على عتمة السواد الدامس الذي كان يغطي العاصمة عدن بعد صيف العام 2015م.

تذكرت مواقف أولئك الرجال الذين رسموا لوحة الحياة على أسوار وأبواب العاصمة عدن وازالوا عتمة الدمار وسواد الخراب وركام وحطام الأحداث وبقايا ومخلفات غزو بربري غاشم كهنوتي إمامي أصاب مناحي وجوانب الحياة في عدن .

العشرون من أكتوبر من العام 2019 م يوم الحزن الأكبر والوداع المؤلم والفراق الموجع في العاصمة عدن حيث ودعنا الهلال الأحمر الإماراتي عقب انتهاء فترة عمله في العاصمة عدن.

نظرت في قاعة حفل الوداع وتأملت في الوجوه الحاضرة ورأيت نظرات الحزن التى لم اراها او تعودت عليها من سابق .. شاهدت الم الفراق الذي لم أشاهده طيلة حياتي على معالم وملامح تلك الوجوه الحاضرة .

الهلال الأحمر الإماراتي ألوان الحياة وشريان الأمل الذي تدفق صوب العاصمة عدن في ظرف استثنائي ومرحلة صعبة ومنعطف خطير .

من بين ركام وحطام الأحداث وفضلات الدمار والخراب كانت البداية والانطلاقة إلى الحياة وتطبيع العيش وإزالة مخلفات وفضلات الدمار والخراب فصول النهاية .

عندما يسطع ويبرز اسم الهلال الأحمر الإماراتي ومرحلة البداية الحرجة لا يمكن ان يغض الطرف او يتجاوز اسماء نقشت في ذاكرة سماء عدن وظلت خالدة في قمم شمسان وقلعة صيرة وعلى تراب سواحل الذهبي ” جودمور ” وعلى صخور قبلة العشاق “الغدير”، وشكلت فريق عمل متكامل من القيادة وربان سفينة الهلال الأحمر الإماراتي وانتهاء بسائقي الحافلة .

كيف لنا أن نذكر ونتذكر الهلال الأحمر الإماراتي وادواره في العاصمة عدن ولا نذكر البدايات والانطلاقة الأولى الإنسانية لدولة الإمارات العربية المتحدة في اليمن فكانت البداية من مطار عدن الدولي ومنذ ان وطئت أقدامه المطار الدولي للعاصمة عدن فكانت البداية للامتحان الحقيقة في زحام المعطيات وركام المتغيرات والمنعطف والمرحلة الأصعب .

دخل فريق العمل في هلال الإمارات خوض غمار التحدي وإعلان الجاهزية وربط الأحزمة للانطلاق مع نسائم الصباح الباكر .

لم يكن الطريق معبدا ومفروش بالورود بل كان محفوفا بالمخاطر والمتاعب والطرق والوعرة ولكن النجاح يحتاج إلى عزيمة فولاذية حديدية وتلك كانت من صفات فريق العمل في الهلال الأحمر الإماراتي .

كان أمام الهلال الأحمر الإماراتي رحلة طويلة وأهداف مرسومة وإبعاد واستراتيحيات يجب تحقيقها والوصول إلى تنفيذها.

وكانت من اولالويات فريق العمل في الهلال الأحمر كيف يستطيع إعادة تلك الأفواج والقوافل من الأطفال التي تشردت وتناثرت وتمزق

ارتباطها بالمدرسة نتيجة الأحداث الدامية في محافظة عدن جرى الغزو الحوثوعفاشي على المدينة فكان برنامج العودة الي المدارس في طليعة الاهداف المرسومة التي استطاع الهلال الأحمر الإماراتي تحقيقها في فترة زمنية قصيرة من خلال برنامح مكثف توعوي وارشادي ونزول ميداني ودعم مباشر للأطفال وتحفيزهم على العودة وإعادة ترميم المدارس وتهئية البنية والبيئية والظروف المناسبة لعودة الأطفال إلى المدارس.

كان من اهمية عمل الهلال الأحمر الإماراتي التركيز على الجانب الصحي وإعادة وترميم المستشفيات وبناء مراكز ومستشفيات جديدة إيصال وتوفير الأجهزة الطبية إلى المستشفيات.

كل ذلك كان لم يكن اذا لم تتوفر خلية عمل متجانسة تصل النهار بالليل دون كلل او ملل ، وفي ظروف وأوضاع اقل مايقال عنها كارثية.

من التحديات والعقبات التى وقفت في طريق الهلال الأحمر الإماراتي واستطاع التغلب عليها هي تباعد المناطق وصعوبة الوصول إليها إضافة الى وعورة الطرق ووعورة المناطق نفسها.

كل تلك التحديات والصعاب والعقاب كانت دافعا وعاملا قويا من أجل النجاح في دهاليز وارقة الهلال الأحمر الإماراتي.

فرغم كل ذلك فقد استطاع الهلال الأحمر الإماراتي الوصول إلى مناطق لم يصلها قبله أحد وأسماء مناطق غائبة وممسوحة من الخارطة الجغرافية.

لم يقتصر الهلال الأحمر الإماراتي في خوض مرحلة البناء والأعمار في العاصمة عدن والمحافظات المحررة على فرد او إثنين او أكثر من ذلك بل كان خلية عمل متكاملة متناغمة على أوتار وإيقاع الحب والتعاون والبناء والبر والإحسان وعلى اوبريت حب عدن واعمارها كانت قصة نجاح من البداية إلى النهاية.

إنتهج الهلال الأحمر الإماراتي منهج التعاون والجد والاجتهاد في مهام المهمات المناطة اليه في عمله .

فالجميع خلية نحل تتنقل وتعمل ليل ونهار و تحت هدف واحد وسقف اواحد هو انتشال عدن وأهلها من الركام وبؤر ومستنقعات مخلفات الحرب التي اجهضت على العاصمة عدن.

وجاء الهلال الأحمر الإماراتي ليكون قارب النجاة إلى بر وشواطئ الأمان في محافظة عدن .

لأنها أرض زايد ولانهم أولاد زايد الخير والعطاء فإن بغير النجاح والتآلق لا يرضون بديل او حل غيره .

عمل الكل والجميع بوتيرة عالية وبجهود منقطع النظير من اجل إكمال الطريق في العاصمة عدن والمحافظات المجاورة .

في العشرين من أكتوبر نقول وداعا أيادي الخير والعطاء والبر والإحسان .

في العشرين من أكتوبر نقول وداعا لمن إمتزجت كل حبة من عرق جبينه على تراب ارض عدن الطاهرة وارتوت بها ينابيع الإعمار وانهار البناء في ربوع عدن الحبيبة .

بوجع الفراق وألم الرحيل وأنين الوداع نقول وداعا الهلال الأحمر الإماراتي .. وداعا أولاد زايد الخير ..

واليوم ومن عدن والمحافظات الجنوبية المحررة نشهد الأثر ونعرف الخطى بأن من ارض الجنوب مر الهلال الأحمر الإماراتي وكان نسمة حب وعبير خير وينابيع وانهار متدفقة من سيل الحياة .

أخبار ذات صله