fbpx
تريدوا رحيل الٱمارات .. !!
شارك الخبر

بقلم – علي ثابت القضيبي
   ١// طوال تأريخ الشمال ، وهو عاش في دويلاتٍ متناثرةٍ متناحرةٍ ، حتى في عهد تسلٌط الزيديّة التي أحكمت قبضتها عليه في الألف سنة وقرنين الأخيرة ، بل وفي عهد هذه الزيدية تحديداً ، فقد عُرفَ عن الشمال نكثهُ للعهود والمواثيق ، سواءٌ فيما بينه أو مع الٱخر ! ولأنّ ثقافة الغلبة والنصر الدائم ، ولو عن طريق الغدر بالٱخر ، هي الثقافة المتٱصلة فيه على مر العود ..
   ٢// بالمناسبة ، هذا الموروث مُتجذرٌ في أصول السّاسانيين في إيران ، بل وهم رغم أقليّتهم هناك – بحدود سته مليون نسمة – إلّا أنهم يحكمون القبضة على كل إيران ، فهم الحكّام والمسؤولين البارزين ، وهمُ الأثرياء والنخبة ، وهم المتسلطين على كل شعب إيران بملايينه الثمانين ومساحة أرضه المترامية الأطراف !! وجذور المتسلطين على حكم اليمن تعودُ الى تلك البقاع كما نعرفُ جميعاً ..
   ٣// الشمال ، حتى في ثقافتهِ وتسيير شؤون حياته يتّكئُ على نمط الفهلوة ، ولاعجبَ أنّ أشهر رقصاتهِ ذيوعاً – البَرَع – وهي رقصة زيدية ، فهي ترتكزُ على كيفية التّحايل على الشريك في الرقصة والغدر به بالجنبية !! ولذلك لم يتورّعوا عن الغدر بأشقّائنا المصريين عندما جاؤا للوقوف معهم بعد إنقلابهم على الإمام ، إذ كان أكثر القتلى المصريين – بحدود ٢٧ ألفاً – مصابين غِيلةً من الخلف من شركاؤهم اليمنيين في القتال ، ومذكرات أخوتنا المصريين المشاركين في هذا القتال – ١٩٦٣م – ١٩٧٠ م – تدمي القلب ..
   ٤// لا أدري لماذا لم يتّعظ أخوتنا الخليجيين في التحالف من كل هذه الدروس ، مع أنهم عايشوها مؤخراً ميدانياً ، فهم جاؤا لقتال الحوثيين المدعومين إيرانياً ، والمفروض أن كل شعب هذه الأرض يقاتل الى جانبهم ، بل المفروض في مقدمتهم ، ولكن كلٌ جبهات الشمال لم تتحرك سنتيمتراً واحداً ضد الحوثيين ، بل هم يتعايشون معاً ! وكلٌ الدلائل على الأرض تومئُ الى ذلك علانيةً ..
   ٥// الٱن ، الإصلاح ، وهو الحزب الفاعل والمُتحكم بالسلطة الشرعية ، وكلٌ قياداتهِ ( الزنداني – عبدالوهاب الٱنسي – الديلمي – حميد الأحمر – علي محسن الأحمر .. الخ ) كلهم زيود ، وهذا غائبٌ عن ذهن أخوتنا الجنوبيين الإصلاحيين ، وايضاً غائب عن كل شوافع الإصلاح في الشمال .. هذا الإصلاح يطالب الان وبإلحاحٍ برحيل الشقيقة الإمارات من اليمن ! وهذه أعجوبة ، بل هي الجحود ونكران الجميل بأبشع صوره !!
   ٦// مع الأسف يُغردُ الرئيس عبدربه محكوماً ومجبراً مع نفس الفوج الزيدي ، وبالتّبعية يتقاطرُ معه مناطقياً بعض الجنوبيين مع نفس دعوة ترحيل الأمارات ! وهذا يُعايشه الشارع هنا بكل جلاء ، بل هو يقطع في القلب عندما يُقيم المرءُ ماإجترحتهُ الإمارات وما بذلتهُ من تضحياتٍ وعطاء منقطع النّظير .. !!
   ٧// تصاعدت الدعوة الى رحيل الإمارات بعد أن تصدّت لحشود الشمال التي تكالبت على جنوبنا المُحرّر من الحوثيين ، وهذا وضعٌ طبيعي ، ولأنّ مهمة حشود الشمال هي التّوجٌه نحو الحوثي ، وإلّا لماذا سلّحها التحالف العربي ؟! وعلينا أن نقف أمام هذه الجزئية بكل تخريجاتها وتباعاتها وطويلاً ايضاً ..
   ٨// السعوديه ليست دولة ناكرة للجميل ، وهي تعرفُ قَدر الإمارات ومواقفها العروبية الصادقة والمُشرفة ، وتعرفُ مُطلق المعرفة أن الإمارات دولةً يُعَوّلُ عليها ، أي ليست كالشّمال بمكونّاته المعهودُ عنها نكران العهود والجميل دائماً وأبداً ، ولذلك فقد حصحص الحقٌ الٱن .. ونحن نحمدُ الله أننا في الجنوب كُنا أهلاً لثقةِ أخوتنا في التّحالف وبذلنا معهم الكثير ، سواءً في تحرير جغرافيتنا ، وصولاً الى جغرافيا الشمال النائم والمُتعايش مع الحوثيين ، وهذا يعني الكثير لإخوتنا في التحالف العربي .. أليس كذلك ؟!
     ✍ علي ثابت القضيبي
                    عدن .
أخبار ذات صله