ويفتح عودة الجنود السوريين إلى الحدود التركية الباب أمام احتمال اندلاع مواجهة أوسع، إذا دخل الجيش السوري في صراع مباشر مع القوات التركية.

وفي السابق، يحافظ الجيش السوري على انتشاره في القائم عند الحدود مع العراق، مرورا بالجزء الجنوبي لدير الزور ومناطق جنوب محافظة الرقة وباتجاه الشمال نحو حلب وغربا نحو المتوسط.

وعقب الاتفاق الجديد، تحركت وحدات من الجيش السوري باتجاه الشمال لمواجهة العدوان التركي المتواصل على البلدات والمناطق الحدودية شمالي محافظة الحسكة والرقة، حيث ارتكبت القوات التركية مجازر بحق الأهالي، وقامت باحتلال بعض المناطق وتدمير البنى التحتية فيها.

مواجهة تركية

من جانبها، أكدت تركيا أن قواتها ستقاوم الجيش السوري في حال دخل إلى شمال شرق البلاد.

وقال مستشار الرئيس التركي ياسين أقطاي، إن “الجيش السوري، الذي لم يتمكن حتى الآن من محاربة التنظيم الإرهابي (الوحدات الكردية) الذي يسعى إلى تقسيم الأراضي السورية وبناء دولة منفصلة، يستعد لمحاربة الجيش التركي، وإن كان قادرا على ذلك فليتفضل”.

ولفت أقطاي إلى احتمال اندلاع اشتباكات بين الجيشين السوري والتركي، مضيفا: “إذا حاول الجيش السوري مقاومة ما تفعله تركيا شمال شرق سوريا والوقوف أمامه، فمن الممكن أن تندلع اشتباكات بين الجيشين”.

التوغل التركي

وسيطرت القوات التركية والمقاتلون السوريون الموالون لها، على مدينة تل أبيض الحدودية، وسط احتدام المعارك شمالي سوريا، بينما أكدت أنقرة توغل قواتها بعمق 35 كم داخل الأراضي السورية.

وأكدت مصادر سيطرة القوات التركية على مدينة تل أبيض الحدودية، في اليوم الخامس منذ انطلاق العملية العسكرية التركية شمالي سوريا.

كما قالت وزارة الدفاع التركية إن القوات بقيادة تركيا سيطرت على الطريق السريع (إم4)، وهو طريق رئيسي شمالي سوريا، على بعد يتراوح بين 30 و35 كيلومترا داخل الأراضي السورية.

تغيير ديموغرافي

وتسعى تركيا إلى إحداث تغيير ديمغرافي، بإبعاد الأكراد عن الشريط الحدودي وإغراقه بمئات الآلاف من المدنيين الذين سيكونون أقرب إلى تركيا.

كما أن وضع اللاجئين في هذه المنطقة يمكن أنقرة من استخدام هذه الورقة للضغط على أوروبا، لتحصيل المزيد من المكاسب السياسية والاقتصادية

عودة داعش

وبينما تتطور المعارك في سوريا، حدث ما تخوف منه المجتمع الدولي، وفر قرابة 800 أجنبي من مسلحي داعش، من مخيم عين عيسى شمالي البلاد في أولى نتائج دخول القوات التركية للمنطقة.

وجاء فرار مسلحي داعش من السجون، بعد أيام من تحذيرات قوات سوريا الديمقراطية، التي أكدت أنها لا تملك العدد الكافي من الحراس في السجون والمخيمات، التي تضم مسلحي داعش وعائلاتهم.

ولم تكن هذه الضربة التركية الأولى، التي سمحت لداعش بأن يخرج من مراكز احتجازه، إذ استهدف الهجوم التركي منذ يومه الأول أحد السجون الذي يضم مقاتلي التنظيم.

وكثفت تركيا قصفها في محيط السجون والمخيمات، التي توجد فيها عائلات التنظيم الإرهابي، فيما يعد سعيا من أنقرة لتسهيل حركة داعش وخروجه.