fbpx
من عيون الشعر..( قلم حر)..

 

الأديب والسياسي السوداني محمد أحمد المحجوب _ تولى رئاسة الوزراء_ له موقف طريف في البرلمان السوداني، أخذ أحدهم قلمه وهو لا يشعر، ولما بحث عن قلمه ولم يجده قال أبياتا من عيون الشعر يصف فيها قلمه:

ماذا صنعتَ به وكان إذا جرَى
نَفَثَ البيانَ الحرَّ غيرَ مقيَّدِ؟
قلمٌ تحرَّرَ من قُيودِ زمانِهِ
ومضى طليقًا لا يدينُ لسيِّد
كالحيِّة الرّقطاءِ ينفثُ سُمَّهُ
إمّا غضبتُ على أثيمٍ مُعْتد
وإذا رضيتُ فما أرقَّ سُطورَهُ
نثرًا وأبهاها عُقودَ زُمرُّد
كم غادةٍ خلَدَتْ بسحْرِ بيانِهِ
فغدتْ تتيهُ بحسْنِها في المشهد
صاحبتُه زمنًا فأحسنَ صُحبتي
وَوَدِدْتُ لو يبقى يُقاسمُني غدي
يا سارقًا قلمي جَهلْتَ مكانَه
لا يعملُ الصَّمصامُ إلا في يدي……

ما أجملها من أبيات لا سيما قوله:
( قلم تحرر من قيود زمانه* ومضى طليقا لا يدين لسيد).

فهو رسالة إلى الذين تحملوا أمانة الكلمة، فقد عاد سوق النخاسة من جديد بثوب عصري، وفيه يعلن المزاد لاسترقاق العقول والأقلام بدل الأجساد..
فليحذر كل كاتب فإنها أمانة ( ستكتب شهادتهم ويسألون)، وليكن قلمه كما قال المحجوب: (ومضى طليقا لا يدين لسيد)..

✍ د.عبدالرحمن الهاشمي..