fbpx
تقرير : فعالية عن “عدن في كتابات المؤرخ حمزة علي لقمان” لأدباء الجنوب
شارك الخبر

يافع نيوز – عدن – علاء عادل حنش.
نظم اتحاد أدباء وكتاب الجنوب فرع العاصمة الجنوبية عدن فعالية ثقافية بعنوان: (عدن في كتابات المؤرخ حمزة علي لقمان)، عصر يوم الأحد 6 اكتوبر / تشرين الأول 2019م، في مقر القيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي لمديرية المعلا بالعاصمة عدن.
وبدأت الندوة الأستاذة مريم العفيف بالحديث عن أهمية مدينة عدن، وانها تشكيلة عميقة للحركة التي تجمع بين الأُطر البنائية على كافة الأصعدة.
وقالت أن: “عدن ليست منظومة تكاملية لحركة النشاط الاقتصادي فقط، بل هي تشكيلة عميقة جدًا للحركة التي تجمع بين الأُطر البنائية على كافة الأصعدة”.
وأضافت: “عدن هي الأسطورة والأم الحانية، والمكان المقدس والأثر العظيم”.
وتابعت: “عدن الحصن المنيع الذي تشعر بأمانه منذُ أن تطأ قدمك على أرضها.. وهي قبلة الخاشعين، ومن قال أن تغرها الباسم غير وضّاء كان، بلا شك، من الجاحدين”.
وأشارت العفيف إلى أن عدن تعتبر لؤلؤة العالم، وهي خارطة الروح”.
واختتم حديثه بالقول: “على جبين مُحيا هذه المدينة ولدت الحياة”، في إشارة بالغة للمكانة التي تتبوأها مدينة عدن في قلوب ساكنيها وكل من زارها.
بعدها، سرد رئيس اتحاد أدباء وكتاب الجنوب فرع عدن، الكاتب نجمي عبد المجيد أهم ما جاء في كتابات المؤرخ (حمزة علي لقمان) عن مدينة عدن.
وتحدث نجمي عن أهمية ميناء عدن قبل (700 عام)، من خلال تناوله لعدد من المواضيع التي نشرتها صحيفة (فتاة شمسان) في العام 1960م.
وقال: “لعدن أهمية كبرى في العصور الوسطى كميناء تجاري عظيم، وقد جذبت حالة عدن تلك اهتمام الدول الأجنبية لا سيما الدول الشرقية التي حاولت أن تربط مع اليمن بمعاهدات تجارية في عهد بني أيوب وبني رسول من بعدهم”.
وأضاف: “في سنة 1420م وصلت إلى ميناء عدن ثلاث سفن صينية تحمل سفراء ملك الصين الملك (الناصر أحمد)، وتحمل أيضًا هدايا عظيمة بلغت قيمتها حوالي (مليونين من الدنانير الذهبية)”.
وتابع: “عُرفت عدن كميناء منذ سبأ وحمير، فلقد كانت عدن مرسى للسفن الصغيرة والكبيرة التي تصل إليها من الهند وغيرها من بلدان الشرق، والتي كانت تحمل البضائع الثمينة أما للاستهلاك المحلي أو يُعاد شحنها إلى بلدان افريقيا ومصر والشام”.
واستطرد: “عن تساءل البعض هل احتكرت عدن التجارة مع بعض البلدان، فقد ذكر بحار يوناني زار مدينة عدن في أيام دولة حمير، وقال أن عدن احتكرت تجارة الهند ومصر”.
وأكمل نجمي: “بحكم مركز عدن العام كانت عدن ملتقى انظار التجار من مختلف البلدان خاصة الهند ومصر وافريقيا والامبراطورية الرومانية، فلقد كان الرومان ينظرون إلى عدن بعين الغيرة والحسد لا سيما أبنا حكم القيصر (كودبوس) الذي أراد أن يحول تجارة الهند إلى الموانئ المصرية رأسًا بدلًا من مرورها بعدن، ولم تكن أمامه سوى طريقة واحدة وهي تخريب ميناء عدن”.
وعن حالة عدن في تلك الفترة، قال نجمي: “كانت الحرجة التجارية مركزة في جبل صيرة وساحل صيرة والمناطق القريبة منه، وهناك كانت تلقى مراسيها، وقد وصفها الرحالة العربي (ابن بطوطة) قائلًا بأنها مرسى بلاد اليمن، وتقع على ساحل البحر الأعظم والجبال تحيط بها، ولا مدخل إليها إلا من جانب واحد، وانها مرسى أهل الهند.. وقال (ابن بطوطة) أن أهل عدن كانوا مابين صيادين وحمالين وتجار، وللتجارة عنهم أمور عظيمة”.
وأضاف: “أيضًا وصف مدينة عدن (صلاح الدين، ابن الحكيم) بقوله انه لا ينقضي أسبوع إلا ويدخل إلى الميناء عدد من السفن، فيزورها التجار حاملين بضائعهم المتنوعة ويكسب أهلاه أرباحا كبيرة”.
وأشار نجمي إلى أن “منطقة صيرة كانت تسمى (الخليج الأمامي)، ومنطقة التواهي (الخليج الخلفي) أو الخليج الغربي، وكان (دار الفرضة) يقع في صيرة، إلا أن في سنة 1725م بنى بعض التجار العرب والهنود مرسى في المعلا، وفي سنة 1864م انتقلت (دار الفرضة) من صيرة إلى المعلا، وبذلك بدأ مجد (ميناء صيرة) بالوال، وفي عام 1865م بنت الحكومة الإنجليزية (دكة) في ساحل الشيخ أحمد بالتواهي، لتصبح التواهي هي من تستقبل السفن بدلًا عن صيرة”.
وتحدث نجمي عن الجارية العبدلية التي كانت تعيش في قصر سلطان لحج وعدن (محسن فضل بن محسن فضل)، والتي مازال اسمها مجهولًا حتى اللحظة، غير أن الآثر التي خلفته كان ضخمًا، حد تعبيره.
وتطرق نجمي، في حديثه، إلى تاريخ عدن وجنوب الجزيرة العربية، وقال أن: “الحكايات متعددة التي جاءت في التراث العدني عن صيرة، ومنها أن أول القصص تذكر أن (قابيل) بعد أن قتل اخاه (هابيل) فر إلى مدينة عدن مع اخته ليحتميا فيها من ابيهما (آدام عليه السلام).. وبعد أن دفن جثة (قابيل) فوق جبل يُقال انه (جبل التعكر) أو (جبل حديد)، ظهر لهما ابليس، واغراهما بعبادة النار وبنى لهما معبد للنار فوق جبل صيرة”.
وذكر نجمي الغزو البرتغالي لعدن، وكيف دخل البرتغاليين إلى عدن، ومتى، وكم قوام الجيش الذي دخل عدن آنذاك، بالإضافة إلى المعارك الحاسمة في عدن عام 1978م، وعن أول فرقة عسكرية تأسست في عدن.
وفي ختام حديثه، سرد نجمي أحداث قصة حفر باب عدن، حيث قال: “يظهر اسم (ارم بن عاد) في جمع كبير من حاشيته، وقادة جيوشه، وهو في طريقه من أرض الاحقاف ليتفقد أحوال مملكته، ويصل موكبه إلى ضواحي (لحج)، ويرى من هناك جبل (العر)”.
وشهدت الفعالية الثقافية، التي حضرها عدد من الأدباء والمثقفين الجنوبيين والمهتمين بتاريخ مدينة عدن منهم الفنان المسرحي د. عبد السلام عامر، ورئيس القيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي لمديرية المعلا الدكتور علي عوض سالم، ورئيس إدارة المنظمات الجماهيرية الأستاذ عمر عبود عفاري، والباحث في مركز البحوث والتطوير التربوي بعدن، عضو القيادة المحلية لانتقالي المعلا عبد الله أحمد ثابت الحنشي، ورئيس نقابة خور مكسر، رئيس دائرة حقوق الإنسان الأستاذة امتثال إبراهيم أبو بكر، والأستاذ عادل يوسف، شهدت عدد من المداخلات القيمة التي تتحدث عن مدينة عدن، وتاريخها العريق.
أخبار ذات صله