fbpx
العراق ينتفض
شارك الخبر

نورا المطيري

كيف تستقر وتزدهر العراق وسوريا ولبنان واليمن يوماً، ويد هتلر القرن الواحد والعشرين، علي خامنئي، تعبث بها، وتحطم إنجازاتها وتفتك بشعوبها من خلال الحرس الثوري وأذرع إيران الإرهابية سواء الحشد الشعبي أو حزب الله أو الحوثية؟

الاعتقاد الخامنئي وحلم الإمبراطورية الفارسية، ومع هشاشته وعدم خضوع أي من أفكاره للمنطق والمعقول، في ظل التطور الأممي، وفي ظل سطحيته واختبائه خلف تُقية الكذب، ما زال يتقدم في عقول الجهلاء والأميين والإرهابيين، بل تراهم يقدسونه ويعتبرونه منهج حياتهم، ولا يرون في الطريق إلى الجحيم، سوى رؤية معقدة هجينة، منها الخلاص والولاء، وأنهم يحاربون العرب والسنة لتطهيرها من الأنجاس والكفار وكل ماهو غير فارسي…!

سوريا ولبنان لن تنتفض في وجه إيران في زمن يحمل فيه حزب الله السلاح، ويمارس الإرهاب بالقوة وبالخطابات العاطفية، أما اليمن، وفي ظل وجود الإصلاح في منظومة الحكم، ورفض الحوار مع الجنوبيين، فإن اليمن لن تنتفض على الحوثية الإيرانية لتحرير صنعاء من الإنقلابيين المتمردين، وسيبقى الحوثي يربض على قلبها ما دامت حكومة الفنادق تستمتع في إقامتها وتفرح لتسليم ألويتها وسلاحها للحوثية الإرهابية.

هذه ليست المشكلة فحسب، الطامة الكبرى أن العرب، خارج منطقة الخليج والشام، لا يدركون خطورة المدّ الملالي الإيراني، ويعتبرون أن تلك ليست مشكلتهم، سواء في شمال أفريقيا أو بعض دول الخليج، كقطر مثلا، التي وضعت يدها في يد محراك الشر، وتحالفت معه وتجاهلت خطورة التحالف مع الشيطان، وكأنها لم تدرك أن ما فعلته الثورة الخمينية في البحرين سوف تمتد بلا شك إلى عنق الدوحة، بشكل أو بآخر..!

العراق تنتفض، سواء بسبب الجوع والفقر والبطالة، أو بسبب الفساد، أو بسبب التدخل الإيراني السافر في سرقة خير العراق والسيطرة على الحكومة والبرلمان العراقيين وعلى الشخصيات النافذة، والرؤوس الكبيرة في بغداد، هؤلاء الذين لعبوا على وتر الطائفية طويلاً، وتطبيق الغرض الاستعماري الإيراني، فرق تسد، لتمرير أجندتهم الإيرانية المكشوفة، وتعود العجلة، فيصدق الشعب العراقي نواياهم، وينتخبونهم أملاً في التغيير، ثم يكتشفون، بين عشية وضحاها، حجم الخداع والتضليل، فيقررون انتفاضة العبور إلى المنطقة الخضراء حيث المقرات الرئيسية والحكومية، لاقتلاعهم.

سعى النظام الإيراني، ومنذ العام 1979، إلى تعزيز نفوذه الشعبي أولاً، ثم السياسي والاقتصادي والعسكري في العراق، فأعلن شعار تصدير الثورة، وبعد حرب الخليج الأولى والثانية، أعلن احتلاله بغداد رسمياً، بالسيطرة على مفاصل الحكم الرئيسية، حين أعلن محمد صادق الحسيني وقال متفاخراً: «نحتل أربع عواصم عربية (بغداد، دمشق، بيروت. صنعاء)»، ثم تحولت العراق مؤخراً إلى منصة جديدة لمهاجمة السعودية، وضرب منشآت الطاقة الحيوية، التي تغذي العالم أجمع.

إذا كان هدف انتفاضة العراق هو حل مشكلة الفقر والبطالة فحسب، بالشعارات والوعود، فإن العراق لن ينجو يوماً، وستظل العجلة تدور، ويعود الفاسدون ورجالات الملالي، للعبث بهم والضحك على ذقونهم، بغطاء إعلامي رخيص من الجزيرة والقنوات الإيرانية، أما إذا كانت تلك الانتفاضة لاقتلاع يد خامنئي والحرس الثوري ووكلاء إيران، وإزاحتهم من المشهد السياسي والعسكري، فقد تنجح الثورة العراقية في التغيير الحقيقي الذي يتأمله العراق والعراقيون.

كذلك، فإن دمشق وبيروت وصنعاء، مطالبة بانتفاضة مشابهة تزيح الاستعمار الإيراني، واتخاذ موقف حازم من تدخل طهران في شؤونها، وإنهاكها اجتماعياً واقتصادياً وسياسياً، وعلى تلك العواصم العودة للحاضنة العربية القومية، إضافة إلى توفير طريقة وآلية، تجذب انتباه الشعوب والحكومات العربية جميعاً، لمقاطعة كل ما هو فارسي أو ينتمي إليه أو يعمل بالوكالة عنه، ومحاصرتهم وردهم إلى جحورهم.

المصدر : البيان

وسوم