fbpx
الخارجية اليمنية من اليماني إلى الحضرمي (أباجهـل)
شارك الخبر

 

السفير علي عبد الله البجيري

كانت مهمة السفير خالد اليماني التوصل إلى التوقيع على اتفاق السويد وإلى هنا انتهى دوره ، وجاء السكرتير اول محمد السنحاني الحضرمي لينسف ما تبقى من مبادئ السياسة الخارجية اليمنية رأسا على عقب ،وهوا بهذا التصرف حدد نهايته في الخارجية اليمنية مسبقا ، انها لعبة صراع المصالح ونفوذ حزب الاصلاح الاخواني في تدمير اليمن أرضا وإنسانا.

استمعنا إلى كلمة الحضرمي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الرابعة والسبعين ،فإذا بها خارج عن الاعراف الدبلوماسية وخطوط العلاقات الدولية ،كلمة لايمكن وصفها إلا بالفشل الذريع تتعارض مع كل القيم والمفاهيم الدبلوماسية،وجائت متناغمة مع استسلام ثلاثة الوية عسكرية تتبع للجيش الاخواني بكامل رجالها وعتادها في جبهة صعده

دولة الشرعية تتحفنا يوميا بالعجائب، انها الشرعية الرخوة ،جل وزرائها من هذا النمط، لا يوجد فرق بين الوزير الميسري الفاسد ، والوزير الحضرمي الفاشل، يكفى أن كليهما جاء إلى المنصب عن سوء اختيار وعدم تدقيق، والاثنان الفاسد ، والفاشل يؤدى استمرارهما إلى تدمير مصالح الدولة وتدهور المؤسسات التى تقع تحت إشرافهما، والاخطر ان يأتي الفاشل لينسف في اول ظهور له المبادئ والاسس التي تقوم عليها السياسة الخارجية اليمنية

تخيلوا من سكرتير اول إلى وزير خارجية،من إداري أو مربط حقائب، او سكرتير مكتب إلى سفير دولة ، ماذا ستقدم هذه الشخصية، وماذا يستطيع ان ينجز ؟ ماذا يمكن ان يقدم لصالح تطوير العلاقات الثنائية ورعاية مصالح وطنه ومواطنيه؟ وهي المهمة الاساسية والأولى لأي دبلوماسي أين كان لقبه أوموقعه .

لم تكتفي ‘الشرعية الرخوة” بهذه الفضائح بل اقدمت على توظيف الأقارب وأولاد المسؤلين والتعيين الغير قانوني وتمديد الخدمة لمن تم احالتهم إلى المعاش وفقا لقانون الخدمة، واصبح غالبية السفراء هم من خارج كوادر وزارة الخارجية ”المحكوم عليهم بسياسة خليك في البيت في صنعاء وعدن ”

اما السياسة الخارجية اليمنية وما تعنيه من تمثيل للوطن فهذا ليس في سلم الاولويات، ولا في حسبان من يرون ان الفرصة (المالية ) محدودة وزمنها مرتبط بهذه الأوضاع الذي يعيشها الوطن ،وقد شهدنا ذلك في كلمة ”المسمى وزير الخارجية أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة ،اي سياسة خارجية واي وزير هذا بالله عليكم ؟

ان الدبلوماسية هي فن وعلم معا، وهذا العلم وهذا الفن يحتاج إلى دراية علمية ومؤهلات متخصصة ضف الى التجربة العملية، فلابد للدبلوماسي من معرفة المواضيع المتعلقة بالشؤون المهنية، وهذه المهمة كان يقوم بها ”المعهد الدبلوماسي اليمني” الذي من مهامه ان يهيئ الدبلوماسي اكان سفيرا اوزير سابق او غيره من معرفة التالي:

1 تاريخ الدبلوماسية، ومعرفة الاتجاهات السياسية لمسار الاحداث في العالم ، القانون الدولي العام، والقانون الدولي الخاص، والاتفاقيات الدبلوماسية والقنصلية المنظمة للعلاقات الدولية، قواعد البرتكول والإتكيت، وأصول المراسلات الدبلوماسية التي تستوجبها علاقات الدول، هذا بالاضافة إلى فنون التفاوض الدبلوماسي، وكيفية مواجهة الازمات، والثقافة العامة في الجغرافيا والعلاقات الاقتصادية وكيفية التعامل مع وسائل الاعلام الحديثة، وعلى ان يجيد إحد اللغات العالمية، وان يتحدث الدبلوماسي لغة الدولة التي سيبعث اليها. فأين نحن اليوم من هذه المواصفات.

شي مؤسف ان تنزلق الدبلوماسية اليمنية إلى هذا المستوى المتدني من الافعال ، بل الأخطر هو وصول التجاوزات حد الإساءة للعلاقات الثنائية مع دول التحالف العربي ومع دول الاعتماد وتلقي المذكرات الإحتجاجية من قبل الدول ، ضد ممارسات السكرتير الاول المسمى وزير الخارجية وضد بعض بعثاتنا الدبلوماسية فهل من منقذ لهذا الانزلاق الخطير لمسار الدبلوماسية اليمنية ؟.

المعذرة للاخوة في دول التحالف العربي ، فالسكرتير الاول ، لم يصدق بعد انه قد قفز من سكرتير اول في المراسيم إلى نائب وزير وبين ليلة وضحاها اصبح وزيرا للخارجية :

المسمى وزير خارجية اليمن يشكو للعالم ان” التحالف العربي منع القاعدة و الدواعش من دخول عدن في اغسطس الماضي ” ليس من على المنابر تعالج الخلافات بين الدول معالي السكرتير اول ،فالدبلوماسية التي تجهل اصولها وفنونها هي المكان الطبيعي لبحث وحل الخلافات مهما كان حجمها ، مبروك لاخوان اليمن وصول” اباجهل” لمنصب وزير الخارجية ،هذه البداية فاستعدوا للقوادم.

اختتم مقالي هذا بما قاله الدبلوماسي والسفير المصري المخضرم ،ابراهيم الفقي ”ينقسم الفاشلون إلى نصفين ،هؤلاء الذين يفكرون ولا يعملون ،وهؤلا الذين يعملون ولا يفكرون أبدا ”

 

أخبار ذات صله