وبعد أسبوع كامل من الحشد الإعلامي الخارجي وحملات أخرى عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لم يتمخض يوم الجمعة الماضي عن المظاهرات التي كان يروج لها، فلم يزد العدد عن العشرات في مناطق متفرقة.

وقال الصحفي المصري أشرف أبو الهول لـ”سكاي نيوز عربية”، إن “كل ما تدعيه القنوات العميلة في تركيا غير حقيقي. كان هناك تزييف كبير للأخبار”.

وأشار إلى أن “حملة التضليل انهزمت أمام وعي الناس الذي يعرفون رغم المصاعب الاقتصادية أن هناك جهودا كبيرة تبذل من أجل البناء”.

وقال أبو الهول إن “هناك مجهودا كبيرا يبذل من أجل تفنيد وكشف مدى كذب الصفحات المزيفة على وسائل التواصل الاجتماعي”.

“كل هذه الترهات موجودة فقط على القنوات الموجودة في قطر وتركيا، وهذا يكشف كيف يحاولون تزييف وعي المصريين وخداعهم، وهو ما يستلزم تحركا رسميا مصريا تجاه هذه الدول التي تحاول إشعال الحروب الداخلية في الدول”، حسب الإعلامي.

ملعب السوشال ميديا

وبالنسبة للكاتب الصحفي عماد الدين حسين، فإن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت الملعب الرئيسي لحركات مثل تنظيم الإخوان، فيما تراجع دور وسائل الإعلام التقليدية.

لكن حسين أشار لـ”سكاي نيوز عربية”، إلى أن حديث السيسي “كان بمثابة رسالة طمأنة للشعب بأن الوضع غير مقلق، بينما ألمح إلى أنه قد يدعو إلى تفويض شعبي جديد عبر نزول ملايين المصريين إلى الشارع، في مراهنة منه على مدى الشعبية التي يتمتع بها والوعي الذي يتحلى به المصريون في مواجهة حملات التزييف الخارجية”.

وأوضح الرئيس المصري لدى عودته من نيويورك صباح الجمعة، أن “الموضوع لا يستحق. لازم تعرفوا أن الشعب المصري بات واعيا، لا تقلقوا من أي شيء”.

وأضاف: “البعض يرسم صورة خاطئة عبارة عن كذب وتشويه. والكتائب الإلكترونية تشتغل بهدف تقديم صورة غير حقيقية”.

ووجه السيسي رسالة للمصريين بالقول “يا مصريين خلي بالكم (انتبهوا) من هذه الحرب. لا تصدقوهم. مصر مكانها كبير بشعبها”.

وكان النائب العام المصري أعلن، الخميس، استجواب نحو ألف شخص متهمين بالمشاركة في مظاهرات غير مرخصة الجمعة الماضية، وذلك بحضور محاميهم بالنيابة العامة.

واتضح من اعترافات الموقوفين أمام النيابة العامة أن دوافع التظاهر تباينت من سوء الأحوال الاقتصادية لدى البعض، ووقوع آخرين ضحية خداع صفحات وهمية دعت للتظاهر.

وكان حسين قد أشار في مقال له إلى أن “الإعلام الخارجى سقط سقطة جوهرية، حينما فبرك وزور واختلق العديد من الأخبار والفيديوهات، لكن ذلك لم يكن ليتم لولا الغياب شبه الكامل لوسائل الإعلام المصرية، لتنقل الحقيقة، وتلك مشكلة تتفاقم خطورتها يوما بعد يوم”.

وبحسب حسين، فـ”فى هذه الليلة اكتشفنا أن وسائل التواصل الاجتماعى، يمكنها أن تحل محل عشرات الأحزاب والتنظيمات، بقليل من الأخبار الصحيحة، والكثير من فبركة أخبار وفيديوهات وقصص بل وحالات وفيات، رأينا أصحابها يخرجون لينفون نبأ موتهم أو مقتلهم، للدرجة التى دفعت البعض للقول: (لا يهم ما يحدث على أرض الواقع، المهم الانطباع الذى يصل إلى المواطنين) وفى هذه الليلة، وكما قال البعض متندرا فإن (من شاهد قنوات الإخوان فقد اعتقد اندلاع ثورة شعبية شاملة، ومن شاهد القنوات الرسمية فقد كان الهدوء هو السائد، أما من شاهد القنوات الرياضية فقد كان الحدث هو احتفال جمهور الأهلي بالفوز على الزمالك!”.

ودعا حسين في مقاله إلى ضرورة “إعادة الروح والحياة للإعلام المصرى، كى يمارس دوره الطبيعى فى نقل الأحداث والوقائع بمهنية واحترافية وتنوع فى إطار القانون، ووقتها سوف ينصرف الناس تماما عن (إعلام الترامادول) الذى يأتينا من الخارج، محملا بكل أنواع الفيروسات الملوثة”.