fbpx
الحاج عبده النقيب بـ”الحِجنة” و”الفأس” سجل شرف المشاركة في جبهة حجر بالضالع
شارك الخبر

يافع نيوز – الضالع – فؤاد جباري.
 منذ بداية المواجهات في جبهات حجر السفلى،  ومنذ أن تمكنت المليشيات الحوثية من قطع خط باجة الإسفلتي الشريان الذي يربط حجر السفلى بحجر العليا وسناح، وتم محاصرة قرى حجر السفلى،  وشق الأهالي والمقاومون طريق ترابية التي كانت-ولازالت-هي الشريان الوحيد لمنطقة حجر السفلى رغم وعورتها ومسافتها الطويلة.. يرابط الحاج عبده كغيره من المرابطين في الجبهات لكن مرابطته تختلف بالوسائل والأساليب لتلتقي عند الهدف وهو مواجهة مليشيا الحوثي.
 يتناول الحاج عبده لقيمات وجبة الصباح وما إن يغسل يده إلا ويمسك بـ”الحِجنة“أو ”المَحجَن“ كما تسمى في بعض المناطق ( وهي أداة حرث يدوية يستخدمها المزارعون) والفأس قبل أن تجفا، لينطلق نحو عمله والذي يراه واجبه الوطني.
يذهب عند اشراقة شمس كل صباح ليتفقد الطريق الترابي الرابط بين حجر السفلى وحجر العليا والذي يمر من قرية الشغادر جنوباً باتجاه قريتي الشريفة وغول السقمة، والذي يعتبر -كما اسلفنا – الشريان الرئيسي والوحيد لمناطق حجر السفلى أهالي ومقاومون، وما إن يرى حجراً في الطريق إلا ويبعده أو يقتلعه، أو يرى غصن شجر يتدلى عارضاً الطريق إلا ويقطعه، أو يرى طريق قد دمرهتها السيول إلا ويردمها حتى تستوي وتصبح سهلة العبور.. وهكذا يقضي الحاج عبده ساعات النهار منهمك بالعمل دون كلل أول ملل حتى يحين الغروب فيشرع بلملمة أدواته ويعود إلى منزله مرتاح البال.
أستوقفني مشهد اليوم عندما كنت ماراً بدراجتي النارية في الطريق وقت الظهيرة وحرارة الشمس تلفح كل شيئ، رأيت الحاج عبده يتصبب عرقاً والأتربة تملى كفيه وجبينه منغمساً في العمل ومرددا بعض أبيات من الأغاني الثورية الجنوبية تارة، وتارة الأهازيج الزراعية لما يطرب به من لحن ذات شجون يتناسق مع وقع أصوات ”الحِجنة“ عند اصطدامها بالتربة، والذي يبعث في الروح النشاط والحيوية لمواصلة العمل دون كلل كما وصفه الحاج عبده لي.
 سألته عن سر صموده وإصراره على مواصلة العمل طوال هذه الفترة، فأجاب انه لايملك السلاح لكي يقاتل به الحوثيين الذي وصفهم بـ”الغزاة والمجرمين“ لذلك قرر أن يشارك وأن يكون له بصمة في مجابهة هذه المليشيات، فكان مايملكه في منزله سوى ”الفأس والحِجنة“، لذلك رأى أن عدم وجود السلاح عذر غير كافي، وقرر أن يجعل من منجله وفأسه أدوات يكون لهما دوراً في هذه المعركة.
 المواطنين والمقاومين يكنون لهذا الرجل كل الحب والإحترام لما يقوم به من عمل إنساني وثوري بدرجه أولى،  فالطريق أصبحت بفضل جهوده مسلك وشريان رئيسي وسهل يمر فيها الآلاف من المواطنين بكل أريحية،  وكذلك مسلك لعبور المواد الإغاثية والإنسانية لأهالي حجر السفلى إلى جانب تموين الجبهات بالدعم اللوجستي وغيره من الأمور الأخرى بما فيها التعزيزات واسعاف الجرحى وغيرها.
ومع هذا فإن جهود الحاج عبده بحاجة إلى تشجيع ودعم حتى يستمر في مواصلة مابدأه من عمل إنساني قبل أن يكن ثوري،  لذلك كل ما يتمناه الحاج عبده  هو ماكينة أو آلة تساعده على دك الصخور الكبيرة التي تقوى على منجله حتى يستطيع تسوية بعض الأماكن الصخرية في هذا الطريق.
أخبار ذات صله