وأكد الجيش أن سلاح الجو استهدف الكلية الجوية في مصراتة، حيث انطلقت 3 طائرات تركية مسيّرة أسقطت جميعها دون أن تتمكن من تحقيق أهدافها، وذكر أن منطقة العمليات أصبحت بأكملها “تحت مراقبة سلاح الجو الليبي وسيطرته”.

جاء ذلك بعد أن أعلن الجيش تدمير حشود عسكرية تخص ميليشيات طرابلس، تتألف من 15 آلية مسلحة في منطقة بونجيم، وإسقاط طائرتين تركيتين مسيّرتين فوق قاعدة الجفرة الجوية.

وأضاف أن سلاح الجو يسيطر بالكامل على منطقة العمليات، مشيرا إلى أن “أي تجمع أو تحرك مسلح يعتبر هدفا مشروعا لسلاح الجو”.

وكان الجيش الليبي قد أعلن في وقت سابق أن قواته الجوية باشرت تنفيذ ضربات جوية مركزة ودقيقة، استهدفت مواقع جديدة تابعة للميليشيات المتطرفة في ضواحي العاصمة طرابلس.

وفي وقت سابق من شهر سبتمبر الجاري، أعلن المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي اللواء أحمد المسماري تمكن قوات الجيش من صد هجوم مدعوم بطائرات تركية مسيرة، نفذته ميليشيات طرابلس في محيط العاصمة.

وكان المسماري قد أوضح في مقابلة سابقة مع “سكاي نيوز عربية”، طبيعة الدور التركي وتدخلات أنقرة في بلاده، قائلا إن الجيش الليبي اكتشف تورط أنقرة في ليبيا منذ بداية معركة بنغازي في 2014.

ولفت إلى أن قوات الجيش عثرت على صور تظهر إرهابيين كانوا يقاتلونه في عملية “الكرامة” في بنغازي، وهم يتلقون العلاج في المستشفيات التركية.

وتابع أنه “بعد تحرير بنغازي، عثر الجنود على متفجرات وأسلحة وذخائر تركية، لكن أنقرة حينها كانت تحارب الجيش الوطني عبر قناعي الإخوان والقاعدة، إلا أن القناعين سقطا في معركة طرابلس التي انطلقت منذ أبريل الماضي”.

وأكد المسماري أن “الجيش يحارب العسكريين الأتراك الذين يسيطرون على الطائرات دون طيار، والخبراء الذين يدربون مسلحي ميليشيات طرابلس”، لافتا إلى أن “المتغير في معركة طرابلس هو دخول الأتراك بشكل مباشر، ولذلك قمنا بقصفهم بشكل مباشر”.

واعتبر المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي، أن هناك “معركة مفتوحة بين الجيش الوطني الليبي والأتراك” في العاصمة الليبية.

وتعليقا على الأحداث الجارية، أوضح مدير مركز الأمة للدراسات محمد الأسمر، في حديث مع “سكاي نيوز عربية” أن العمليات النوعية اللي شهدتها المنطقة الغربية من ليبيا، والتي انطلقت في السابع من سبتمبر الجاري، جاءت عندما أطلقت ميليشيات طرابلس ما سمته بـ”ساعة الصفر”، مشيرا إلى أن الميليشيات “اعتقدت أن لديها القدرة على السيطرة على كافة المحاور التي تتواجد فيها القوات الليبية”.

واعتبر الأسمر أن العمليات التي دمر من خلالها الجيش الليبي الثكنات التي يتم بها إعادة إنشاء وتركيب الطائرات التركية المسيرة، ما هي إلا خطوات “للحد بشكل كبير من التدخلات التركية في ليبيا”، مشددا على ضرورة “تحمل المجتمع الدولي لمسؤولياته بشأن ليبيا، خاصة في ظل حظر تسليح الجيش الليبي، لوقف التدخل التركي تماما”.

وتابع: “يجب التنويه إلى ضرورة قيام الجهات الدولية المعنية، وعلى رأسها البعثة الأممية ومجلس الأمن، بتطبيق القرارات التي تتخذها حيال ليبيا، خاصة حظر توريد الأسلحة وإدانة الدول الخارقة لذلك، وفي مقدمتها تركيا المتورطة بأدلة”.

الخطة التركية الإخوانية في مصراتة

وتطرق مدير مركز الأمة للدراسات في حواره مع “سكاي نيوز عربية”، إلى التحالف الإخواني التركي الليبي، الذي يتم من خلال حزبي العدالة والبناء (ذراع الإخوان في ليبيا)، والعدالة والتنمية (ذراعها في تركيا).

واستطرد قائلا: “منذ انطلاق العمليات العسكرية للجيش الليبي في الرابع من أبريل الماضي، تم الاتفاق (من قبل حكومة طرابلس وميليشياتها بالتنسيق مع تركيا) على نقل كافة الصناديق السيادية والسرية إلى المصرف المركزي الليبي بمصراتة، ونقل معظم مكاتب وكالات الوزارات من طرابلس إلى مصراتة”.

وأشار الأسمر إلى عملية نقل المطار إلى مصراتة، موضحا أن “الهجمات المصطنعة التي تحدث من خلال الصراعات بين ميليشيات طرابلس، مثل الهجمات المتكررة التي شنتها ما تعرف بـ(كتيبة رحبة الدروع) على مطار طرابلس، مثلت ذريعة لنقله إلى مصراتة”.

أما عن الهدف وراء سعي حكومة فايز السراج لنقل المؤسسات الأساسية إلى مصراتة، فيعود بحسب الأسمر، إلى “الخطة البديلة” التي يعتمد عليها المخطط الإخواني.

وأضاف: “هذا التمركز الحالي في مصراتة للإخوان، هو بهدف ترتيب الأوراق والاستعداد في حالة دخول الجيش الليبي لمعاقل الإخوان والميليشيات في طرابلس، في محاولة مستميتة لخلق البدائل”.

واختتم مدير مركز الأمة للدراسات حديثه، بالتأكيد على أن الجيش الليبي على استعداد لتلك التحركات الإخوانية، وقال: “القوات الليبية لم تهمل ذلك، وهي تمارس نشاطها في القضاء على الميليشيات والجماعات المتطرفة التي تسعى لاقتحام مجال السياسة، على كافة الأراضي الليبية، وليس في طرابلس فحسب”.