وأوضح الملك سلمان خلال اتصال هاتفي مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أن إعلان نتنياهو “يُعد تصعيدا بالغ الخطورة بحق الشعب الفلسطيني”، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء السعودية “واس”، الخميس.

وقال إن الخطوة الإسرائيلية تعد “انتهاكا صارخا لميثاق الأمم المتحدة والأعراف الدولية، وأن المحاولة الإسرائيلية لفرض سياسة الأمر الواقع لن تطمس الحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني”.

من ناحيته، ثمّن الرئيس الفلسطيني حرص واهتمام الملك سلمان الكبير بالقضية الفلسطينية، ومواقف السعودية الدائمة والثابتة والحازمة تجاه فلسطين وشعبها في مختلف القمم والمحافل الإقليمية والدولية.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي قد أكد في خطاب متلفز نيته ضم المستوطنات الإسرائيلية ومنطقة غور الأردن في الضفة الغربية المحتلة إذا أعيد انتخابه. ومن شأن هذه الخطوة أن تقضي فعليا على أي أمل متبق لحل الدولتين.

ارتياح فلسطيني

وقال نائب مفوض العلاقات الدولية في حركة فتح الفلسطينية، عبد الله عبد الله، إن اتصال الملك سلمان بالرئيس الفلسطيني، أثلج صدور كافة الفلسطينيين، وبعث الارتياح لدى كل شخص يتوق إلى العدالة.

وأضاف عبد الله، في مقابلة مع قناة “سكاي نيوز عربية”، أن الاتصال أكد استمرار الدعم من قيادة السعودية وشعبها للحق الفلسطيني، على كافة الصعد، إلى أن يستعيد حقه في السيادة وتقرير المصير.

وأوضح السياسي الفلسطيني أن هذا الاتصال ستكون له ثلاثة انعكاسات: أولها إقليمي، لأن هذا الموقف القوي من الرياض ينسف ما يشيعه البعض بشأن استعداد بعض الدول العربية لتطبيق خطة الإدارة الأميركية للسلام أو ما يعرف بصفقة القرن.

أما الانعكاس الثاني لموقف الرياض الحازم، بحسب عبد الله، فهو أنه يبعث رسالة إلى الأشقاء العرب حتى يبادروا إلى تقديم المزيد من المساعدة والدعم للقضية الفلسطينية التي تمر بمرحلة حساسة.

وأضاف عبد الله، أن الانعكاس الثالث لهذا الدعم من السعودية، هو أنه شكل نبراسا للعواصم العالمية، لأن المواقف الدولية التي توالت سارت في الاتجاه الذي أشار إليه الملك سلمان حين أكد أن نوايا نتنياهو تتناقض مع الشرعية الدولية.

“رهان الصمود”

وحين سئل عبد الله عن الإجراءات التي يمكن اتخاذها للوقوف في وجه خطط نتنياهو، لا سيما أن تل أبيب كسبت اعترافا من واشنطن بسيادتها على الجولان السوري والقدس، أوضح المسؤول في حركة فتح، أن الرهان هو الصمود الفلسطيني.

وأكد عبد الله أن السلطة الفلسطينية تتحرك على أكثر من جبهة من أجل كسب تأييد المواقف الدولية المؤيدة، لا سيما على الصعيدين العربي والإسلامي اللذين يشكلان عمقا لفلسطين.

ويوم الأربعاء، أعلنت منظمة التعاون الإسلامي، أنها ستعقد بناء على طلب من السعودية اجتماعا طارئا، الأحد المقبل، لبحث تهديد رئيس الوزراء الإسرائيلي.

أما في حال مضت إسرائيل قدما في مشروعها بضم أراض من الضفة الغربية، فإن ذلك قد يفتح معركة سيكوم من الصعب وقفها، بحسب عبد الله الذي أكد أن الفلسطينيين لهم تجمعات منظمة في أكثر من 80 دولة في العالم، وبالتالي فإن القضية لن تتعرض للتصفية.

وشدد عبد الله على أنه ما من شيء سيقف في وجه الفلسطينيين، في سعيهم للدفاع عن حقوقهم، قائلا: “نحن نستند إلى عمقنا العربي في ذلك”.

ويمثل غور الأردن، الذي تبلغ مساحته 2400 كيلومتر مربع، نحو 30 بالمئة من الضفة الغربية. وتقول إسرائيل منذ فترة طويلة إنها تعتزم الحفاظ على السيطرة العسكرية هناك في ظل أي اتفاق سلام مع الفلسطينيين.