fbpx
تقرير : الجنوب في مهمة التصدي للغزو الشمالي الثالث .. (بالله ثم بكم منتصرون)
شارك الخبر

يافع نيوز – كتب – رائد علي شايف
مرة بعد أخرى يجمع الأعداء قوتهم ويحشدون قطيعهم وينسجون حيلهم ومكرهم  ثم ييممون وجوههم شطر الجنوب، في مسعى همجي وقذر للعودة إلى عدن بعد أن خرجوا منها أذلة صاغرين.
انه تحالف الغزو متعدد المسميات متوحد الهدف، فالشمال بكل تكويناته وأطيافه ومعتقداته يتحد صفا واحدا بهدف الوصول إلى عدن حيث ” المليشيات الاخوانية والحوثية والتنظيمات الإرهابية والمكونات الحزبية والقبلية والهيئات المدنية والدينية  يجمعها هم واحد هو إعادة استباحة الجنوب -الأرض والإنسان- ونهب ثرواته وممتلكاته.
جيش التباب وخلايا الارهاب
خمس سنوات مضت وجيش الشرعية الإخوانية يتقوقع في تباب الشمال على بعد كيلومترات محدودة من متارس المليشيات الحوثية دون أن يخطو ولو خطوة واحدة نحو الأمام رغم الدعم المادي اللا محدود الذي يقدمه التحالف العربي، ووجد قادته في وضع كهذا فرصة للتكسب والثراء وجني الأموال الطائلة،ليتركوا الحوثي يعبث بكل مدن الشمال دون أن يحركوا ساكنا،وعندما تعلق الأمر بالحق الجنوبي نهض هذا الجيش النائم شاهرا سلاحه صوب الجنوب حيث مصلحة أمراء النهب والسلب ومصاصي الثروات مستعينين بخليط من الفصائل التابعة لهم وتحت يافطة الجيش الوطني، فيما الحقيقة تقول أنه ليس سوى عصابات قبلية ومجموعات إرهابية وتجار حروب وثلة من المتنفعين المحليين.
وحسب متابعين فأن هذا الخليط الغريب توافق أيضا مع العناصر الحوثية والتقوا جميعا بالهدف الأساسي المتمثل باستعادة الهيمنة على مقدرات وثروات شعب الجنوب، لينطلقوا من مأرب والجوف وذمار والبيضاء وعمران وتعز وغيرها من مدن الشمال باتجاه شبوة وأبين في الطريق إلى العاصمة عدن.
صرخة وصراخ
توحدت صرخة الحوثي وصراخ الإخوان في طريقهم نحو الجنوب لكنهم جميعا تاهوا في رمال شبوة ومنحدرات أبين قبل أن تطئ أقدامهم تراب عدن، حينما تصدت القوات المسلحة الجنوبية لجحافلهم ودفنت أوهامهم على امتداد الخط الواصل بين المحافظتين.
 ويقول مراقبين أنه  وعلى الرغم من حالة التضليل الإعلامي الغير مسبوق المصحوب بشراء الذمم والولاءات التي انتهجها قادة تلك العصابات لإحداث نوعا من الارباك في الشارع الجنوبي إلا أن رجال الجنوب هرعوا من كل فج عميق لتلبية داعي الوطن واستجابة لخطاب الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي وهو ما كان حينما دانت السيطرة الميدانية بشكل فوري وقبل حتى أن يرتد لتلك الجيوش الغازية طرفها ليتمكن الجنوبيين من بعثرة أوراق ومخططات جيش الوهم وتمزيق أوصالهم بين عشية وضحاها.
وتعاملت القوات المسلحة الجنوبية بحزم وحسم مع خلايا وجيوب العصابات في شوارع وازقة عدن وأبين لتواصل فرض الأمن والاستقرار بعد محاولة فاشلة للإخلال بهما، في الوقت الذي تعاملت فيه قبائل شبوة وأبين مع التعزيزات القادمة من مأرب بكل فدائية واستبسال وجرعتهم خسائر مادية وبشرية مهولة من خلال كمائن محكمة لا تبقي ولا تذر.
وحدة الجنوب
وفي خضم هذه الأحداث المتسارعة يؤكد متابعين أن  الجنوب يعيش مرحلة استثنائية أثبتت وبما لا يدع مجالا للشك وحدة الصف الجنوبي الواحد وتجاوز عدن واخواتها مراحل التفكك والتشرذم المفتعلة وأن الجنوب بات جسدا واحدا إذا اشتكى منه عضوا تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.
حالة من التكاتف والتعاضد والتلاحم الشعبي جسدتها الأيام القليلة الماضية وسط التفاف غير مسبوق خلف القيادة السياسية الجنوبية ممثلة بالمجلس الانتقالي، وقد تابع الجميع كيف سارع أحرار الجنوب للتصدي لمخططات شرعية الإخوان الإرهابية ومحاولات إسقاط عدن ومدن الجنوب الأخرى بيد التنظيمات الدموية بعدما استطاعت القوات الجنوبية دك معاقل تلك الجماعات المتطرفة المتسترة تحت جلباب الشرعية.
هذه الوحدة الجنوبية تعطي انطباعا للمراقبين للشأن اليمني أن ابناء الجنوب باتوا اليوم وأكثر من أي وقت مضى قوة واحدة تحت قيادة واحدة يسيرون في طريق واحد سعيا لاستعادة دولتهم المستقلة على كامل ترابها الوطني.
نضوج سياسي
وتمتاز المرحلة المفصلية الراهنة التي يشهدها الجنوب بتوافر قيادة سياسية جنوبية على مستوى عال من الحنكة والخبرة والدهاء السياسي، قيادة تجيد لعب الأدوار السياسية بكل إتقان وتناور ببراعة لتسجل حضورها الفاعل بالتوازي مع الحضور الميداني العسكري حيث فرض الأمر الواقع بأقل الخسائر والأضرار الأمر الذي جعل من كل الأطراف ترضخ أخيرا لسماع الصوت الجنوبي وتعترف مجبرة بقوة الحق وسطوع شمس الحقيقة.
وعلى غير المتعاهد عليه سابقا يشير محللين سياسيين أن القضية الجنوبية بات لها اليوم حاملا سياسيا قويا هو المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي تمكن من إثبات وجوده بتفويض شعبي منقطع النظير،متسلحا بحاضنة شعبية جارفة تمثل كل الطيف الجنوبي وتنتشر على كامل جغرافيا الجنوب وتسنده وتقوي ركيزته إرادة شعب جبار لا يقبل التراجع أو الانكسار ولا يرتضي بديلا عن الانتصار.
وقفة دولية
ومع انكشاف اعتماد ما يسمى بجيش الشرعية على الجماعات الإرهابية في زحفه نحو الجنوب يقول محللين أن المجتمع الدولي لن يقف متفرجا تجاه ما يحدث خصوصا وأن القوات المسلحة الجنوبية ممثلة بالأحزمة والنخب والمقاومة الجنوبية استطاعت فيما مضى تطهير مدن الجنوب من هذه الآفة ومن غير الممكن أن يسمح المجتمع الدولي بعودة تلك الجماعات مجددا وهي ترتدي الثوب الإخواني الشرعي من خلال انخراطها في صفوف ما يسمى بالجيش الوطني جنبا إلى جنب مع رجال القبائل في مشهد يعيد إلى الواجهة غزوة العام 1994م التي توجت باحتلال الجنوب بالقوة الهمجية.
ويرى المحللين أيضا أن دول التحالف العربي لم ولن تقف هي الأخرى موقف المتفرج حيال ما يجري من مؤامرة واستهداف لها من خلال صفقات واتفاقيات للشرعية الإخوانية المدعومة من قطر، مع مليشيات الحوثي المدعومة من إيران ط والتي تبسط سيطرتها على كل الشمال وذلك لاسقاط المحافظات الجنوبية المحررة في قبضة الحوثي مرة أخرى بعد سنوات من الجهود العظيمة لدول التحالف في مهمة تخليص اليمن من التمدد الإيراني،مؤكدين أن التحالف لن تنطلي عليه مثل تلك المسرحيات الهادفة لوضع إيران يدها على الممرات الدولية في عدن وباب المندب.
إمارات السند
تلعب الإمارات العربية المتحدة الشقيقة دورا محوريا ضمن التحالف العربي باليمن منذو انطلاق عاصفة الحزم في العام 2015م بقيادة المملكة العربية السعودية، حيث اسهاماتها المتعددة ودعمها اللا محدود في مختلف المجالات وبالذات على مستوى المناطق المحررة.
هذا الدور الإماراتي المشهود يقابله حالة من النكران ويجابه بنوع من الإساءة من قبل جناح الإخوان ممثلا بحزب الإصلاح المغتصب لقرار شرعية الرئيس هادي،على عكس المشهد جنوبا حيث الاستحسان الكبير والإشادة الدائمة لكل جهود دولة الإمارات الشقيقة،التي أسهمت بتقديم كل أوجه الدعم المادي واللوجستي للقوات الجنوبية في حربها ضد مليشيا الحوثي وعصابات الإرهاب.
ومؤخرا احتشد الجنوبيون بمليونية الوفاء للإمارات في كلا من عدن والمكلا معبرين عن شكرهم وامتنانهم لدولة الإمارات الشقيقة (حكومة وشعبا) على ما يقدمونه من دعم ومساندة لشعب الجنوب في تصديه لمليشيات الحوثي وعصابات الإصلاح، في الوقت الذي أدان فيه أبناء الجنوب ما تتعرض له دولة الإمارات من إساءة ونكران لدورها البارز ضمن دول التحالف في اليمن.
استمرار النفير العام
وفي ظل كل تلك المستجدات الطارئة جنوبا يلزم على كل أبناء الجنوب مواصلة أعمال الحشد والتهيئة واستمرار عمليات التعبئة والنفير العام لكل مقتدر على حمل السلاح في كل القرى والمناطق للدفاع عن الدين والأرض والعرض وحماية مكتسبات الثورة الوطنية الجنوبية والتصدي للغزو الشمالي الثالث بعد 1994م،و 2015م.
وكانت القيادة السياسية الجنوبية قد وجهت في أكثر من مناسبة دعوتها لكل أبناء الجنوب لمواصلة إعلان النفير العام والجهوزية التامة للدفاع عن الوطن في منعطف هو الأصعب ومرحلة هي الأعتى يعد تجاوزها بنجاح إيذانا للولوج نحو دولة جنوبية مدنية اتحادية  مستقلة بعد سنوات طويلة من الظلم والجور والمعاناة.
أخبار ذات صله