fbpx
صحيفة لندنية.. لا أفق لفشل حوار جدة سوى الحرب
شارك الخبر

يافع نيوز – العرب:

حذرت مصادر يمنية مطّلعة على أجواء حوار جدة من أن الفشل في التوصل إلى تفاهمات جدية بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي لن يترك من خيار أمام الطرفين اللذين تتسم مواقفهما بالتوتر والرغبة في التصعيد، سوى الحرب في وقت تدفع فيه أطراف إقليمية ودولية معنية بالملف اليمني إلى الحوار وتضغط لإنهاء الصراع.

وكشفت مصادر خاصة لـ”العرب” أن السعودية التي ترعى حوارا غير مباشر بين الوفد الحكومي ووفد الانتقالي، تضغط بقوة لوقف الشروط المسبقة التي يلوح بها الطرفان قبل الحوار، وخاصة الوفد الحكومي الذي يسيطر عليه حزب الإصلاح الإخواني ويعمل من خلاله على إعادة المواقع التي خسرها في المعارك الأخيرة ويخطط لاستمرار السيطرة على المؤسسات الحكومية فيما تسعى الرياض إلى إعادة بناء هذه المؤسسات بشكل تمثيلي أكثر عدلا للمساعدة على التفرغ لمواجهة الحوثيين.

وتحدثت المصادر عن حالة من التوتر تسود كواليس حوار جدة بسبب إملاءات تعمل قيادات إخوانية نافذة في الحكومة على فرضها في الحوار ما قد يعجل بمغادرة وفد المجلس الانتقالي الجنوبي باتجاه عدن.

ويقول متابعون للشأن اليمني إن دخول الولايات المتحدة على خط الأزمة اليمنية وضغطها باتجاه حوار جاد ينتهي بوقف الحرب سيمثل عنصرا ضاغطا على مختلف الأطراف اليمنية سواء الحكومة اليمنية والأطراف القريبة منها، أو الحوثيين، للاستعداد لحل سياسي تكون فيه الأولوية لليمن وليس للمكاسب الشخصية أو الحزبية أو المناطقية.

وامتنعت القيادات المحسوبة على الإصلاح عن التعاطي مع الأجندة التي قدمها التحالف العربي والخاصة بإعادة بناء الشرعية، واكتفت بممارسة الضغوط والابتزاز السياسي لانسحاب المجلس الانتقالي من المعسكرات، في الوقت الذي طالب المجلس بمعالجة شاملة للملف الأمني والعسكري في سياق إعادة ترتيب البيت اليمني وفق مقاييس تقوم على مراعاة حجم كل طرف وقدراته العسكرية والسياسية ودوره في معركة التحرير.

وأشارت مصادر “العرب” إلى أن المجلس الانتقالي فاجأ القيادات المحسوبة على الإصلاح، والتي تسيطر على الوفد الحكومي، بأدلة وقرائن ملموسة على فساد وعبث حكومي كبيرين، وخاصة ما تعلق بتوظيف ورقة الإرهاب، وهو ما أربك الطرف المقابل الذي اضطر إلى افتعال التوترات للتسريع بإنهاء الحوار.

وسعى الوفد الحكومي إلى استثمار البيان الغاضب الذي أصدرته السعودية مساء الخميس كردة فعل على تعطل أجواء الحوار، لكن الرياض عادت إلى تفسير ذلك البيان بشكل يعيد إلى المجلس الانتقالي الجنوبي حظوته كطرف أساسي في الحرب ضد الحوثيين وضد المجاميع المتطرفة الأخرى.

وبددت تصريحات السفير السعودي في اليمن محمد آل جابر حالة الالتباس التي حاول إعلام الإخوان خلقها حول البيان السعودي المتعلق بأحداث عدن والمحافظات الجنوبية.

وعبر آل جابر عن تقدير السعودية لما وصفه “تضحيات وبسالة أبناء الجنوب في مواجهة الميليشيا الحوثية المدعومة من إيران في كل الجبهات”. وأكد “أنهم يمثلون مع إخوانهم في كافة القوى الوطنية اليمنية رأس الحربة في صدر المشروع الإيراني الخبيث في اليمن”.

وعبر السفير عن إدراك السعودية لأبعاد وتعقيدات القضية الجنوبية وتأثيرها على مجريات الأحداث الأخيرة في عدن وأبين وشبوة، وإدراك “الصعوبات التي تواجهها أطراف حوار جدة أمام مختلف توجهات وأفكار ومطالب مؤيديها”، مشيرا إلى تثمين الرياض “حرص الجميع على الحوار وتجنب إراقة الدماء”.

وشدد آل جابر في سلسلة تغريدات على تويتر، في أعقاب صدور البيان السعودي، على وصف جهود السعودية والإمارات بأنها “الركيزة الأساسية في إنهاء الأزمة التي حدثت في بعض المحافظات الجنوبية”.

واعتبر مراقبون أن تصريحات السفير السعودي أكدت عددا من المبادئ التي دأبت الرياض على الالتزام بها من خلال قيادتها للتحالف العربي، ومن أبرزها وقوفها على مسافة واحدة من كل الأطراف التي انخرطت في مقاومة المشروع الإيراني في اليمن وعلى رأسها المقاومة الجنوبية والمجلس الانتقالي الجنوبي.

حزب الإصلاح يلتف على أجندة الحوار من إعادة بناء الشرعية إلى مساع لتجريد الانتقالي من مكاسبه
حزب الإصلاح يلتف على أجندة الحوار من إعادة بناء الشرعية إلى مساع لتجريد الانتقالي من مكاسبه

كما جددت التصريحات التفهم السعودي للمطالب الجنوبية، والتكامل بين دور السعودية والإمارات في حلحلة الملفات العالقة في معسكر مناهضة الانقلاب الحوثي.

ولفت مراقبون يمنيون إلى أن أهمية تصريحات السفير آل جابر تأتي  لكونها جاءت بعد ساعات من صدور بيان رسمي سعودي، سعت بعض الأطراف لتفسيره بطريقة استفزازية، ومحاولة توظيفه في إطار التناقض والارتباك السياسي الذي طرأ على أداء الحكومة اليمنية من خلال تبني أطراف داخلها لخطاب تصالحي يؤيد حوار جدة واستمرار أطراف أخرى في التأجيج الإعلامي والسياسي والعسكري.

وعبر بيان سعودي، الخميس، عن رفض الرياض التام للتصعيد الأخير والمسار الذي اتجهت إليه الأحداث في عدن وأبين وشبوة، و”الآثار التي ترتبت عليها، وعدم الاستجابة لندائها السابق بوقف التصعيد والتوجه نحو الحوار”.

ووصف البيان ما شهدته محافظات جنوب اليمني في الأيام الماضية بالفتنة، وعبر عن أسف السعودية “لنشوب هذه الفتنة بين الأشقاء في اليمن”، وتأكيدها “على ضرورة الالتزام التام والفوري وغير المشروط بفض الاشتباك ووقف إطلاق النار”.

ولوح البيان باستخدام القوة تجاه أي طرف يعمد إلى التصعيد العسكري “أو فتح معارك جانبية لا يستفيد منها سوى الميليشيا الحوثية الإرهابية المدعومة إيرانيا، والتنظيمات الأخرى المتمثلة في تنظيمي (داعش والقاعدة) في إشارة إلى التحشيد العسكري الذي يقوم حزب الإصلاح في مأرب وشبوة وفقا لتقارير إعلامية متواترة، والتي تزامنت مع تصريحات لمسؤولين في الحكومة اليمنية عبروا فيها عن رفض حوار جدة وهددوا باجتياح عدن بالقوة”.

وردا على الموقف السعودي أعلن ناشطون وإعلاميون من حزب الإصلاح، الجمعة عن إطلاق حملة إعلامية عبر مواقع التواصل الاجتماعي للتعبير عن رفض حوار جدة.

أخبار ذات صله