fbpx
صحيفة لندنية تتساءل.. هل تمّ جر التحالف العربي إلى الخطأ في قصف مركز اعتقال باليمن
شارك الخبر

يافع نيوز – صحف:

نفى تحالف دعم الشرعية في اليمن علمه بوجود سجناء في موقع استهدفه طيران التحالف، الأحد، بسلسلة غارات خلّفت العشرات من الضحايا بين قتلى وجرحى.

جاء ذلك بينما رأى المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث في الحادثة حافزا على سرعة انخراط الأفرقاء اليمنيين في عملية سلام، محذّرا من نفاد الوقت.

وقال المتحدث باسم التحالف الذي تقوده السعودية، العقيد الركن تركي المالكي في مؤتمر صحافي بالرياض “الميليشيات الحوثية تتحمل المسؤولية الكاملة لاتخاذها هذا الموقع لإخفاء قسري للمواطنين اليمنيين”.

وفي الأثناء تساءلت مصادر يمنية إن كانت هناك جهة ما قد تعمّدت جرّ التحالف إلى الخطأ بهدف الإساءة إلى سمعته، في وقت بدا فيه أنّه يعيد توجيه المعركة صوب مواجهة الحوثيين وكلاء إيران في اليمن بعيدا عن الخلافات الحادّة التي طرأت بين الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي وتعرّض التحالف على إثرها لحملة شرسة استهدفت وحدته وتضامن مكوّناته.

وأصبح التحالف الذي لعب دورا كبيرا في صدّ زحف الحوثيين على المناطق اليمنية ولاحقا في استعادة العديد من المناطق من سيطرتهم، إضافة إلى دوره في محاربة تنظيمي القاعدة وداعش في اليمن، في مرمى “نيران” جماعة الإخوان المسلمين ومن ورائهم قطر التي فتحت وسائل إعلامها لحملات كثيفة ومتلاحقة ضد التحالف ودوله.

وقال المالكي “ذكرت بعض التقارير أنّ اللجنة الدولية للصليب الأحمر قامت بزيارة الموقع في العديد من المناسبات. ولم يتم إبلاغ قيادة القوات المشتركة للتحالف حسب الآلية المعتمدة مع المنظمات العاملة في الداخل اليمني”.

وكان التحالف أعلن الأحد أنّه استهدف موقعا عسكريا تابعا للمتمردين اليمنيين في ذمار جنوب العاصمة اليمنية صنعاء.

وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن أكثر من 100 شخص قتلوا في سلسلة غارات شنّها طيران تحالف دعم الشرعية في اليمن على مركز اعتقال يديره الحوثيون في محافظة ذمار جنوبي العاصمة صنعاء.

ونُقل عن فرانز راوخنشتاين رئيس بعثة اللجنة في اليمن قوله “تقديراتنا تفيد بأن أكثر من مئة شخص قتلوا في القصف”. وأضاف راوخنشتاين بعدما تفقد موقع القصف أن هناك عددا قليلا من نزلاء السجن الذي يضم 170 شخصا قد نجوا.

وقال إن 40 شخصا يتلقون العلاج في المستشفيات، والعدد الباقي في عداد الموتى. وتابع المسؤول بالصليب الأحمر “رؤية هذا الدمار الهائل والجثث الملقاة بين الأنقاض أمر مريع حقا. الغضب والحزن رد فعل طبيعي على ذلك”.

ومن جهتها أظهرت صور لوكالات الأنباء العشرات من الجثث يتمّ جمعها من تحت كومات هائلة من الركام في أكياس بلاستيكية. وقالت جماعة الحوثي إن نزلاء المعتقل قبل قصفه هم من الأسرى الذين كانوا يقاتلون إلى جانب الشرعية، وكانوا على وشك الخروج في صفقة تبادل.

أما التحالف الذي تقوده السعودية فقال إن لديه أدلة تثبت أن الموقع الذي قصفه في ذمار ليل السبت الأحد “هدف عسكري” وليس معتقلا.

ووصف مارتن غريفيث مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن القصف الذي طال مركز الاعتقال بالمأساة.

ودعا في بيان مشترك مع منسقة الشؤون الإنسانية في اليمن ليز غراندي، ونشره على موقعه في الإنترنت، إلى إجراء تحقيق في حيثيات قصف المعتقل.وحثّ الأفرقاء اليمنيين على الإسراع بالانخراط في عملية سياسية لإنهاء الحرب، محذّرا من نفاد الوقت. واعتبر أنّ “التكلفة البشرية لهذه الحرب لا تطاق، ونحن بحاجة إلى وقفها”، مضيفا “اليمنيون يستحقون مستقبلا سلميا”.

وقال غريفيث “هذه المأساة تذكرنا بأن اليمن لا يستطيع الانتظار وأن الطريقة الوحيدة لإنهاء القتل والبؤس في اليمن هي إنهاء النزاع”، معربا عن أمله في أن يباشر التحالفُ التحقيقَ في هذا الحادث، ومؤكدا على ضرورة أن تسود المساءلة.

ومن جهتها بعثت غراندي التعازي لأسر الضحايا واصفة الحادث بالمروع. وقالت إن حجم الخسائر مذهل، مشيرة إلى أنّ “الشركاء في المجال الإنساني يسارعون بالإمدادات الجراحية والطبية، إلى مستشفى ذمار العام ومستشفى معبر”.

ورأى غريفيث في حادثة قصف مركز الاعتقال مناسبة لتسريع جهود البحث عن مخرج سلمي للأزمة اليمنية. وقال بعد اجتماع عقده في العاصمة الأردنية عمان مع وزيرة الخارجية السويدية مارغوت فالستروم “يجب على الأطراف العودة للانخراط بشكل عاجل في العملية السياسية لإنهاء الحرب وتخفيف الوضع الإنساني الأليم”. وفي تغريدة له على تويتر حذّر غريفيث من نفاد الوقت قائلا “لا وقت نضيعه”.

وبعد التعقيدات الخطرة التي دخلت على الملف اليمني بدا أن ضرورة الإسراع بالبحث عن مخرج سلمي للأزمة بصدد التحول إلى قناعة إقليمية ودولية عامة تشترك فيها قوى عالمية.

ومؤخرا تحدثت وسائل إعلام أميركية عن عزم واشنطن على فتح قنوات للتواصل مع المتمرّدين الحوثيين لإيجاد صيغة للسلام في اليمن، مشيرة إلى أن من ضمن التوجّه الأميركي الجديد إقناع السعودية بالجلوس إلى طاولة الحوار مع الحوثيين.

أخبار ذات صله