fbpx
«الشرعية» المخترقة – كتب : نورا المطيري
شارك الخبر

 

يرى المجتمع الدولي أن بيان دولة الإمارات العربية المتحدة في حق الرد والدفاع عن النفس وعن جنود التحالف العربي، قد تمتع بالشفافية والوضوح والحزم، حيث إن أي مساس بجنود التحالف العربي، مجتمعين أو منفردين، سواء من قبل الجماعات الإرهابية كالقاعدة والإصلاح وداعش، يستدعي الرد الحاسم الفوري.

دول التحالف العربي، وكثير من دول العالم، وكذلك المراقبون الدوليون، يعلمون أن الحكومة اليمنية مخترقة من قبل جماعة الإخوان الإرهابية، لذلك، فحين أصدرت الرئاسة اليمنية بيانها المثير للسخرية، بشأن حق الدفاع الإماراتي، بدا أن هذا البيان، ما هو إلا نسخة كربونية عن بيانات الإخوان، التي تتخذ من الدوحة مقرًا له، وما أكدّ ذلك، ظهور رموز الإصلاح، على قناة الجزيرة للتعليق على الأحداث.

المستغرب أكثر، أن يظهر المدعو عادل الحسني، أحد قادة تنظيم القاعدة في اليمن، ليتحدث بلغة تشبه لغة البيان المنسوب للرئاسة اليمنية، وهذا تأكيد آخر على العلاقة الوطيدة بين تنظيم القاعدة وحزب الإصلاح في اليمن، وهو الأمر الذي كشفت عنه الاستخبارات الأمريكية في مأرب، عند مداهمتها أحد مواقع القاعدة، وبينت الوثائق أن القاعدة في اليمن تتلقى تمويلها وقراراتها من الإخوان اليمني، والذي يؤكد أيضًا، أن كل ما حدث في عدن سابقًا، قد تم التخطيط له جيدًا بين الجماعات الإرهابية.

الحديث عن علاقة القاعدة وداعش بحزب الإصلاح، ومدى توغل الإصلاح في الحكومة اليمنية، يفتح شهية البعض للتحدث عن حساسية العلاقة بين أطراف التحالف وبين الحكومة اليمنية، وكيف أن أي اتهام للإصلاح الإخواني في اليمن، هو اتهام للحكومة وبعدها لشركاء التحالف، ويفعلون ذلك، لإحراج التحالف العربي، وإسكات الأصوات التي تدعم التحالف، ووصف من يفعل ذلك، بالخيانة..!

على الجانب الآخر، ولتغطية أعمالهم الإرهابية، وحسب مخططات وتعليمات واضحة من عراب الإرهاب في قطر، تحاول زمرة في اليمن، ومنهم أطراف في الحكومة، ترويج الأكاذيب بشأن الدافع وراء رغبة المجلس الانتقالي الجنوبي في فك الارتباط، متجاهلين في هذا المجال مطالبات الجنوبيين منذ ثلاثة عقود بحل الدولتين، وأن هذا المطلب، الذي لا يلقى الدعم من التحالف هو مطلب جنوبي خالص، وبالطبع فإن هدفهم من ترويج هذه الأكاذيب هو ضرب التحالف العربي، بأي ثمن.

ومع أن الإمارات، وفي كل مناسبة، تؤكد التزامها في التحالف العربي، والتزامها بالأهداف المتمثلة بدعم الحكومة اليمنية ومحاربة الإرهاب، وتخليص اليمن من أذناب إيران، والوقوف إلى جانب السعودية قلبًا وقالبًا، إلا أن الإصلاح في الحكومة اليمنية، ومعه جوقة التطبيل في قطر، والإخوان في كل مكان، يحاولون تشويه تلك الصورة، وقلب الحقائق ومحاولة تبديلها…!.

الاستجداء لن يفيد حزب الإصلاح الإخونجي، خطاب المظلومية المستهلك وكيل التُهم هنا وهناك والتعلق بها لن تحل أزمة اليمن، سيترك الحكومة اليمنية عالقة بين فكي الحوثية والإخوان، وليس هناك شك أن المخرج الوحيد هو إصلاح الحكومة، وتقليل توغل الإخوان فيها، والقبول بدعوة خادم الحرمين الشريفين للحوار في جدة.

إذا أدرك الشعب اليمني، أن حزب الإصلاح مجرد جماعة إرهابية متواطئة هدفها إرباك التحالف وهدم علاقات اليمن الاستراتيجية والدبلوماسية وأن سبب تراجع الانتصارات للجيش اليمني، يعود للخيانات المتوالية والتقاعس من قبل جماعات الإصلاح، فإن على شعب اليمن مطالبة الرئيس اليمني بإقالة كل من يثبت تورطه مع الإخوان، وقد يكون ذلك بداية لحل الأزمة في اليمن.

هل الحكومة اليمنية في أزمة؟ إذا كان الجواب نعم، فلماذا لا تُنهي أزمتها فورًا بقبول الحوار في جدة، وإذا كان لا، فلماذا تجلس في الفنادق، ولا تحارب الحوثيين؟.

 

 

نقلاً عن العرب مباشر

أخبار ذات صله