يافع نيوز – خاص:
وجه الرئيس عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي كلمة هامة وتحمل رسائل محلية واقليمية ودولية.
وحصل “يافع نيوز” على نص كلمة الرئيس كاملة:
جاء فيها:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله القائل (الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ) والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه ومن والاه إلى يوم الدين.
ايها الشعب الجنوبي العظيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نطل عليكم اليوم في هذه اللحظة الدقيقة من تاريخ شعب الجنوب، لنؤكد لكم ثباتنا على عهد الرجال للرجال، الذي قطعناه على أنفسنا أمام شعبنا، بقيادة سفينة الوطن والإبحار معاً حتى الوصول إلى شاطئ الأمان الذي اختاره شعبنا وناضل لأجله طويلاً، والمتمثل باستعادة استقلال الجنوب وبناء دولته الفيدرالية المستقلة كاملة السيادة على حدود ما قبل 21 مايو 1990م، ولن نحيد عن ذلك الدرب قيد أنملة بعون الله وتوفيقه، وبثباتكم وإرادتكم وإصراركم وقدرتكم بالتغلب على التحديات واجتياز المنعطفات بثقة المؤمنين الواثقين بنصر الله.
لقد تابعنا جميعاً الاحداث التي تلت عملية اغتيال الشهيد البطل منير اليافعي “ابو اليمامة” والتي كانت بداية لمخطط اسقاط العاصمة عدن بيد الجماعات الارهابية المسنودة بقوات شمالية تعمل جميعها تحت مظلة الحكومة اليمنية بإدارة مباشرة من الجناح العسكري لجماعة الإخوان المسلمين، الا ان الإرادة الوطنية للقوات المسلحة الجنوبية كانت اقوى من مؤامراتهم، حيث انتصرنا وتخلصنا من هذه الجماعات التي كادت ان تدمر الانجازات الوطنية الجنوبية، وما تلى ذلك من تأييد شعبي عظيم في السادس عشر من اغسطس 2019م، وبعد ان تأكدنا ان العاصمة عدن بخير وأمان، التزمنا مباشرة بالتهدئة التي دعت لها قيادة التحالف العربي واوقفنا اطلاق النار، ثم استجبنا لدعوة الأشقاء في المملكة العربية السعودية وذهبنا الى مدينة جدة للتباحث حول الوضع في الجنوب.
لقد كانت دعوة المملكة العربية السعودية الشقيقة لقيادة المجلس الانتقالي للحوار في مدينة جده خطوة هامة حظيت باهتمامنا الكبير وتعاطينا معها تعاطياً ايجابياً ومسؤؤلاً حيث تبادلنا وجهات النظر مع صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلمان بن عبدالعزيز، نائب وزير الدفاع، وكذلك الفريق الركن، الأمير فهد بن تركي بن عبدالعزيز قائد القوات المشتركة، وكانت اللقاءات مثمرة وايجابية، نحو استقرار وامن المنطقة وتعزيز دور التحالف العربي ضد التمدد الايراني، الا ان ذلك لم يرق للحكومة اليمنية التي تقودها جماعة الإخوان المسلمين، والمتنفذون العسكريون وتجار الحروب، حيث قامت قواتهم العسكرية المتمركزة في مأرب مدعومة بعناصر تنظيم داعش الإرهابي والقاعدة بغزو محافظة شبوه بقوات عسكرية وجيش جرار يحمل مختلف الاسلحة الثقيلة، في تكرار كامل الأركان للغزو الذي تعرض له الجنوب في 1994م و 2015م، وعلى اثر ذلك، تفجر الموقف، بينما التزمنا بوقف اطلاق النار والتهدئة في بيان رسمي اصدرناه في يوم الجمعة الثالث والعشرين من اغسطس 2019م، استجابة لدعوة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، الا ان قرار التهدئة ووقف اطلاق النار تم استغلاله من قبل قوات الارهاب بهدف التقدم وتدمير قوات النخبة الشبوانية التي تكافح الإرهاب في عملية انتقام واضحة لصالح تنظيم القاعدة في جزيرة العرب وإعادته الى المحافظة، وخدمة لمشاريع إقليمية مشتركة بين داعمي الميليشيات الحوثية وجماعة الإخوان المسلمين، في عملية اختراق واضحة تستهدف المشروع العربي الذي تقوده دول التحالف.
ياجماهير شعبنا الجنوبي العظيم
اننا لن نحمل المسؤولية غيرنا ولن نتهم جهات داخلية او خارجية بانها خذلتنا كما تفعل ذلك ماتسمى بالحكومة اليمنية وقياداتها التي تلجأ عادةً الى التباكي وكيل الاتهامات والشتم والتجريح والاسائه حتى لدول التحالف، بل اننا نتحمل المسؤولية الكاملة بكل شجاعة لما حصل لقواتنا في شبوه، واننا نؤكد قدرتنا الكاملة على تجاوز ما حصل ونقولها بثقة عالية نستمدها من الله ومن ارادتكم ومن قناعاتنا الوطنية باننا سنعيد النخبة الشبوانية اكثر قدرة وقوة على التصدي للجحافل الإرهابية التي تركت الحوثي يسرح ويمرح بمناطقها ووجهت قواتها نحو شبوه والجنوب، في دلالة واضحة على عدم وجود اي جدية تجاه التخلص من جماعة الحوثي في الشمال، وقد فسرت العملية التي حدثت في شبوه حاجة قيادة التحالف العربي الى مراجعة الوضع في الشمال طيلة السنوات الاربع الماضية بشكل دقيق ومفصل.
يا مغاوير قواتنا الجنوبية المسلحة
اننا نقدر عالياً حماسكم واستبسالكم، واستعدادكم لخوض معركة الوطن، ونؤكد لكم ان استمرار استهدافكم من قبل اعداء الله والوطن هو ثمن وقوفكم مدافعين عن قضيتكم وعن شعبكم، وهو ثمن امتلاككم للكرامة والأنفة والوطنية التي فقدها الآخرون، ان ثباتكم على الحق ما هو الا دليلاً على صدقكم ووفائكم، واننا جميعا فخورون بكم وبدوركم البطولي في التصدي لقوى الشر والارهاب، وسنكون معكم والى جانبكم حتى تحقيق الأهداف الوطنية المنشودة في الجنوب.
ان قوات النخبة الشبوانية هي جزء لا يتجزأ من مؤسسات القوات المسلحة والأمن الجنوبي، ونتحمل مسؤولية إعادة بنائها، وإعادة اعتبارها، وهذا وعد امام الله وامامكم، سنكون معها لتعود أقوى مما كانت، وستكون قياداتها المخلصة وعناصرها الوطنية رائدة لهذا المشروع الوطني في محافظة شبوة المتمثل في اعادة فرض الأمن ومكافحة الإرهاب والتطرف، اننا نحيي صمودهم الاسطوري، وتضحياتهم واستبسالهم، نحيي وطنيتهم، وسيكون النصر حليفنا جميعاً في شبوة.
الاخوات والاخوة
كما كشف هذا العدوان السافر على أرض الجنوب، بأن ذلك الجيش القابع في معسكرات مأرب ووادي حضرموت والمهرة وأجزاء من شبوه، بما يمتلكه من عتاد وأسلحة وتجهيزات وقوة بشرية هائلة، لا يبالي بمسألة تحرير صنعاء والمناطق الواقعة تحت سيطرة الحوثي، ولا يهمه أهلها بقدر اهتمامه بفرض سيطرته على منابع ثروات الجنوب وآباره النفطية، التي استحوذت عليها وتقاسمتها قوى الغزو الفاشي إبان الاجتياح العسكري الغادر لأرض الجنوب في صيف عام 1994م، غير عابئةٍ بقرارات الشرعية الدولية المتمثلة بقراري مجلس الأمن الدولي(924- 931 لعام 1994م) ولا البيان الصادر عن اللقاء الوزاري لدول مجلس التعاون الخليجي، والتي أكدت على عدم فرض الوحدة بالقوة، ودعت إلى حوارٍ عاجل بين الطرفين لحل النزاع، ها هو اليوم العدو ذاته يبعث ميليشياته الحزبية الحاقدة مشحونة بنفس عدواني، ومدفوعة بفتوى دينية تبيح لها قتل أبناء الجنوب بحجج واهية.
لقد كشفت أحداث الأسابيع المنصرمة في عدن وأبين واخيراً في شبوة حجم التواطؤ والتنسيق والتماهي فيما بين الحوثي والإخوان المسلمين، وباقي التنظيمات الإرهابية، وهو ما وضعنا وسائر الشعب الجنوبي الثائر، أمام خيار التصدي لمخططات الأعداء، لان اي خيار آخر سوف تكون نتيجته الإضرار الكامل بقضيتنا وشعبنا ومنجزاتنا الوطنية المكتسبة.
وبرغم قدراتنا وإمكانياتنا على صد العدوان الغاشم، إلا أننا بقينا عند تعهدنا الذي قطعناه أمام التحالف، رغم مآخذنا وعتبنا على طريقة تعاملهم مع الأحداث، الذي جسد انحيازاً واضحاً للطرف الآخر رغم تعديه وعدوانه، واستخدامه لعناصر إرهابية، وانتهاجه سياسة الأرض المحروقة، وهذا لا يلغي ابداً حقنا في الدفاع عن محافظة شبوة الباسلة حتى تأمينها بشكل كامل.
وعليه، فإننا ومن موقع المسؤولية الملقاة على عاتقنا :
وختاماً، نبعث تعازينا ومواساتنا إلى أسر الشهداء، سائلين الله أن يتغمدهم بواسع رحمته وغفرانه. والشفاء للجرحى، ونعاهد الله والشعب ان دماءهم الطاهرة لن تذهب هدرا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.