fbpx
كيف استعان حزب الاصلاح الاخواني بقيادي من ”القاعدة“ في معارك شبوة الأخيرة؟‎
شارك الخبر

عدن – إرم نيوز
استعانت الحكومة الشرعية في اليمن، خلال المعارك الأخيرة التي اندلعت في محافظة شبوة بين قواتها وقوات النخبة الشبوانية الموالية للمجلس الانتقالي الجنوبي، ببعض الوحدات العسكرية الخارجة عن نطاق المنطقة العسكرية الثالثة، التي تضم محافظتي شبوة ومأرب.

وكان لافتًا أن القوات الموالية للشرعية قد استعانت بوحدات عسكرية تدعى ”القوات الخاصة“ التي يقودها قيادي كبير في تنظيم القاعدة في جزيرة العرب. رغم أن الحكومة اليمنية تنفي على الدوام أي صلة لها بتنظيم القاعدة في اليمن.

وهكذا وصلت إلى مدينة عتق، عاصمة محافظة شبوة، مساء الجمعة الماضي، وحدات عسكرية استقدمها قائد القوات الخاصة في بيحان غربي شبوة، المدعو ”عبدربه محمد لعكب“، وهو أحد القيادات البارزة في تنظيم القاعدة، لتنضم قواته إلى الكمّ الهائل من الوحدات والعتاد العسكري القادم من المنطقة العسكرية السادسة التي تضم محافظات الجوف وصعدة وعمران، في أقصى شمال اليمن، والمنطقة العسكرية الثانية المنتشرة في وادي حضرموت، فمن هو ”لكعب“؟ وكيف تحول من مقاتل في سفوح الجبال إلى ”عقيد“ في قوات الشرعية؟

ينحدر عبدربه لكعب، من منطقة ”النقوب“ في مديرية عسيلان شمال شبوة المتاخمة لمحافظة مأرب، وظلّ خلال الأعوام السابقة يتنقل بين محافظتي مأرب والبيضاء، بصفته قياديًا عسكريًا في تنظيم القاعدة، يشرف بنفسه على معسكرات التنظيم التأهيلية في مناطق جبلية من المحافظتين، بحسب ما تقوله مصادر محلية مطلعة.

وتشير المصادر، إلى أن لعكب، من خلال علاقاته الجيدة وقراباته الأسرية مع قادة حزب التجمع اليمني للإصلاح (الإخوان المسلمون) في شبوة، بات بشكل مفاجئ، مقاتلًا في صفوف القوات المؤيدة للحكومة الشرعية في قتالها ضد مليشيات الحوثي في مديرية بيحان، واستقطب لهذا الغرض عددًا من مقاتلي تنظيم القاعدة الذين قدموا من معسكرات التأهيل التي كان يشرف عليها.

”عقيد“ الإخوان

وعقب سيطرة القوات الموالية للحكومة الشرعية على مديرتي بيحان وعسيلان، شمال غرب محافظة شبوة، وطرد مليشيات الحوثيين منها، أصبحت مكافئة القيادي في القاعدة، عبدربه لكعب، أمرًا لا مفرّ منه، هنا عيّنته الحكومة الشرعية قائدًا للقوات الخاصة في مديرية بيحان، وتمنحه رتبة ”عقيد“، دون وضع أي اعتبار لسجله الحافل مع تنظيم القاعدة، ونشاطه ”الإرهابي“ المتصاعد خلال فترة سيطرة التنظيم على مدينة المكلا، عاصمة محافظة حضرموت، إبان انطلاق عاصفة الحزم في العام 2015.

استغل لكعب، موقعه الرسمي الجديد كقائد للقوات الخاصة في بيحان شبوة، التي يعدّها يمنيون حكرًا على قوات عسكرية موالية لحزب التجمع اليمني للإصلاح، وبدأ في تجنيد المئات من عناصر القاعدة، ليضمهم إلى صفوف قواته، وباتوا في معسكرات تزودها الحكومة الشرعية بالمعدات العسكرية وتدفع رواتبهم شهريًا، لينهوا بذلك سنوات من حياة التخفي والمعسكرات الجبلية والأودية الملتوية، بعيدًا عن أعين طائرات ”الدرونز“ الأمريكية.

وعقب الأحداث التي شهدتها مدينة عتق، عاصمة شبوة، في يونيو/حزيران الماضي، بين قوات النخبة الشبوانية وقوات اللواء 21 ميكانيكي، وحالة الاشتباك بين الطرفين التي استمرت أيامًا، نقلت الحكومة الشرعية ”العقيد“ الجديد عبدربه لكعب إلى عتق، بتوجيهات ”رئاسية“، كما تقول المصادر.

لكن لكعب احتفظ بجزء من قواته في بيحان، ربما ادخارًا للمواجهات الأخيرة، التي وصلتها هذه القوات وحسمتها لصالح الحكومة الشرعية، بفضل خبراتها القتالية العالية المكتسبة من معسكرات تنظيم القاعدة.

أخبار ذات صله