fbpx
احترموا الشعب الجنوبي وصونوا علاقتكم مع الإمارات
شارك الخبر

كتب/غنيم الزعبي

غير صحيح أن القوة العسكرية كانت هي العامل الأكبر في اكتساح المجلس الانتقالي لعدن ومؤسسات الحكومة، لأن الطرف الثاني أيضا مدجّج بالسلاح. ولم نسمع عن معارك طاحنة ومقاومة شرسة، بل سمعنا وشاهدنا ترحيبا ودعما وانضماما لحركة المجلس الانتقالي من أغلبية الكوادر العسكرية والحكومية في عدن.

الشعب اليمني من أكثر الشعوب صلابة ولن يفرض عليه أحد عكس ما يريد بالقوة. فحركة المجلس الانتقالي لاقت قبولا من أغلبية الشعب الجنوبي الذي فرض عليه الرئيس السابق علي عبدالله صالح الوحدة بالقوة، ولَم تتم تلك الوحدة إلا بعد معارك طاحنة مات فيها الآلاف من الطرفين. فإن كان هناك غصب وفرض واقع بالقوة فهي الوحدة بين اليمنيين وليس اختيار الشعب الجنوبي الانفصال عن الشمال. أما تحرّك الشعب اليمني الجنوبي للانفصال فتمّ، كما تقول الوقائع، على الأرض دون نزيف الدماء وسقوط قتلى، بل حصل بالتراضي والموافقة والترحيب من غالبية أبناء عدن.

لهذا استغرب جميع المراقبين عن ترك الحكومة اليمنية وتجاهلها لمواقف غالبية الشعب الجنوبي، والذهاب بعيدا إلى دولة مجاورة هي الإمارات.

هذا شأن داخلي جنوبي وإرادة شعب توافقت مع تحرّك المجلس الانتقالي الذي لو لم يُلامس تحرّكه هوى الشعب الجنوبي لرأينا معارك طاحنة وقتالا في الشوارع. عكس ذلك شاهدنا توالي التصريحات من القيادات العسكرية والسياسية الجنوبية تعلن انضمامها للمجلس الانتقالي في رغبته الانفصال عن الشمال والعودة إلى وضع الدولة المستقلة. هي إرادة شعب اختار الحرية والانفصال عن وحدة فرضت عليه بالحديد والنار.

كفى استهانة بالشعب الجنوبي، فلو كانت حركة المجلس الانتقالي عكس رغبته ولا تُوافق هواه، فلن ينفعه دعم دول العالم كلها لفرض إرادته وبسط سلطته على الأرض بهذه السهولة والانسيابية.

ما حصل هو إرادة شعب ورغبة بلاد جنوبية مستقلة في العودة إلى هوّيتها التي سلبت منها. ويجب على الحكومة اليمنية الكفّ عن تزييف الحقائق وسلب حق الشعب الجنوبي الذي اختار هذا القرار التاريخي، والتوقف عن تسميم علاقاته مع دول مجاورة ومهمّة دفعت الغالي والنفيس لحماية اليمن من العدوان الحوثي.

وهل هناك أغلى من دم الجنود الإماراتيين الذي سال على أرض اليمن. ما هكذا تورد الإبل يا حكومة اليمن. احترموا إرادة الشعب الجنوبي وحافظوا على أواصر العلاقة مع جيرانكم.

أخبار ذات صله