fbpx
الانسحاب الإماراتي من اليمن شرعية هادي الخاسر الأكبر

 

كتب ـ عبد الخالق الحود

لاشك أن ضربات التحالف الجوية حالت منذ بدء عاصفة الحزم دون إمكانية المليشيات الحوثية المدعومة من قطر وإيران التقدم باتجاه المناطق التي تسيطر عليها قوات تابعة للحكومة الشرعية .

كما مثل الدعم السياسي والدبلوماسي الذي قدمه التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة للحكومة الشرعية دورا حيويا وهاما في دعم شرعية الرئيس هادي دوليا وعربيا وإقليميا .

في السياق ألمح الخبير العسكري والمحلل الاستراتيجي ثابت حسين الى أن الحكومة الشرعية تعلم جيدا خطورة وضعها هي حال قررت الإمارات العربية المتحدة الانسحاب من اليمن ؛ مشيرا الى أن القيادة الإماراتية تعتبر المصالح العليا لليمن وأمن المنطقة أولوية لا يمكن التفريط فيها ورهنها لحساب شخصيات سياسية يمنية موالية للدوحة وطهران .

تضحيات :

وبعيدا عن التضحيات الجسيمة التي قدمتها القوات المسلحة الإماراتية وسقوط أكثر من مائة شهيد من منتسبيها في مواقع قتالية في اليمن بينهم قيادات لا يمكن إغفال الدور الإنساني للإمارات العربية المتحدة  وتحملها إعادة تأهيل خدمات الكهرباء والمياه في كل المناطق المحررة بينها العاصمة عدن وأبين ولحج وشبوة وحضرموت والمخا وسقطرى وبعض مناطق الحديدة تلك المدينة الساحلية التي لازالت الإمارات العربية المتحدة تقدم المساعدات لعشرات الالاف من سكانها المهجرين من ديارهم بفعل الحرب .

كما أسهمت الإمارات وتحملت كلفة علاج عشرات الآلاف من المصابين والجرحى من رجال المقاومة أصيبوا في المعارك الدائرة مع الحوثيين منذ أكثر من 4 سنوات بينهم مدنيين والحديث للصحفي عبد الرحمن النقيب .

وبحسب تقارير فريق الخبراء التابع لمجلس الأمن فقد لعبت الإمارات العربية المتحدة الدور الأبرز في هزيمة الجماعات الإرهابية بينها تنظيمي القاعدة وداعش وتمكنت في وقت قياسي من إلحاق الهزيمة بالتنظيمين وتحرير محافظات ومدن ضلت تحت سيطرتهما شهور طويلة .

الإمارات أيضا قدمت أكثر من خمسة مليارات دولار دعما للجهود الإنسانية في اليمن باعتراف الأمم المتحدة ومنظمات إنسانية محلية وعربية .

وعليه فإن أي انسحاب اماراتي من اليمن سيتسبب في نكسات ستطال طرديا وعلى الفور المواطنين اليمنيين وخدمات البنى التحتية التي تخلت الحكومة الشرعية عن القيام بواجباتها حيالها .

كما سينعكس ذلك أيضا على الوضع العسكري في الجبهات التي تدعمها القوات الإماراتية منذ بداية الحرب لصالح المليشيات الحوثية والجماعات الإرهابية التي باتت تتربص خطوة من هذا القبيل .