fbpx
الجزيرة والمسيرة

 

 

لا تختلفان في شيء إلا أن الأولى تمولها دولة عربية شقيقة كانت حتى وقت قريب جزءً من التحالف العربي وانسحبت طوعيا بعد خلافات مع جاراتها العربية وفضلت أن تعمل ضد أشقائها، والثانية تمولها دولة الإمبراطورية الفارسية الحالمة بإضافة مزيد من العواصم العربية إلى حضيرتها، بما في ذلك عاصمة تلك الدولة الشقيقة.

 

الجزيرة تقول أن أبو اليمامة متمرد ولا يخضع للشرعية ويدعو إلى الانفصال وتمزيق وحدة اليمن، وبالتالي فقتله (وفق هذا المنطق) يخدم الوحدة اليمنية، والمسيرة تقول أن أبو اليمامة داعشي وقتله مطلب من مطالب مكافحة الإرهاب.

 

الجزيرة تتباكى على ترحيل الشماليين من عدن، وتضخم حوادث صغيرة وفردية وتلبسها ثوب السياسة والعنصرية، ولم تقل حرفا واحداً على الدماء الجنوبية والشمالية التي تسيل على أيدي الحوثيين والداعشيين، والمسيرة تعتبر ما تسميه ترحيل الشماليين جرائم ضد الإنسانية، وهي كما قلنا حوادث فردية مدانة، لكنها تنسى أن من يمولها هو من رحل هؤلاء وأمثالهم مئات الآلاف وأحرق منازلهم وفجر قراهم، وشقيقتها الجزيرة ساكتة عن كل هذه الأفعال المنكرة.

 

الجزيرة والمسيرة توأمان لا يفرق بينها سوى المظهر أما الجوهر فواحد.