fbpx
الرحمة لروح اللواء محمد قاسم بن عليو

 

كتب / د.عيدروس نصر
يتوارى جيل العمالقة بصمت وهدوء في أجواء تكتظ بالصخب الأجوف ودوى التفجير والقصف المتواصل وغياب السياسة واندحار وظيفة العقل. .
بالأمس غادرنا واحد من عمالقة المؤسسة العسكرية الجنوبية منذ نوياتها الأولى في مطلع خمسينات القرن الماضي. .   .    إنه القائد اللواء محمد قاسم بن عليو صاحب التاريخ المعطر والوطنية العالية منذ مطلع شبابه.
انتسب الفقيد بن عليو إلى جيش الليوي في مطلع العام ١٩٥٢م وحصل على عدة دورات تاهيلية في مجال الإشارة واللغتين العربية والإنجليزية، في عدن وفي بريطانيا، وترقى في الرُتَب العسكرية، حتى بلغ رتبة رائد في العام ١٩٦٦م قبيل الاستقلال الوطني بعام.
وفي سنة الاستقلال عين قائدا لسلاح الدروع كأول قائد لهذا السلاح في عهد دولة الاستقلال ثم قائدا لسلاح الطيران لجيش جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية.
منذ انطلاق الحركة الوطنية الجنوبية الداعية إلى خروج الاستعمار واستقلال الجنوب (الذي كان يسمى بالجنوب العربي) بمحمياته الغربية والشرقية، كان بن عليو من المنخرطين في تنظيم الضباط الأحرار ثم في الجناح العسكري للجبهة القومية، وقد غدا المسؤول الأول عن هذا الجناح في الجيش (كما تقول سيرته الذاتية على لسان الباحث سالم الحياني).
           *              *           *
لا يتسع الحيز لتناول تفاصيل السيرة العطرة للواء بن عليو لكننا سنكتفي بالإشارة إلى ارتباط اسمه بالعديد من الأحداث الهامة مثل:
*  تأسيس أولى خلايا تنظيم الضباط الأحرار وحركة القوميين العرب ولاحقا الجبهة القومية في الجيش (المحسوب على منظومة الاستعمار).
*  دعم وتأييد الثورة السبتمبرية في صنعاء والمساهمة في حملات التبرعات المساندة للثورة والنظام الجمهوري.
* دعم انطلاق ثورة اوكتوبر والمساندة العملياتية للكثير من خلايا الجبهة القومية في مواجهة الاستعمار وتولي قيادة الجناح العسكري للجبهة القومية في الجيش.
* المساهمة في حركة ٢٠ يونيو التي أسقطت مدينة كريتر بيد الجبهة القومية وجناها المسلح في الامن والجيش.
 * وكقائد للعمل التنظيمي للجبهة القومية في الجيش فقد ارتبط اسمه بقائمة طويلة من القادة العسكريين والفدائيين المدنيين من العيار الثقيل في ذلك الزمن.
* فمن بين القيادات الفدائية في القطاع المدني يمكن الإشارة إلى كل من المناضل الفقيد عبد الله الخامري (الدكتور لاحقا والذي تولى القيادة المباشرة لجناحي الجبهة القومية في الجيش والأمن) والمناضلين عبد الباري قاسم وعلي عبد العليم وحسين الجابري ونور الدين قاسم وفضل محسن عبد الله وغيرهم من قادة العمل التنظيمي والمسلح في القطاع الفدائي المدني.
* ومن الأسماء التي ارتبطت باسمه ومواقفه النضالية من القطاع العسكري أسماء عديدة أمثال كل من العقيد حسين عثمان عشال، العقيد محمد سعيد شنظور، المقدم أحمد محمد بلعيد، الرائد محمد احمد السياري، الرائد محمد صالح أبو زنجبيله، العقيد عبد الله صالح سبعه، العقيد ناجي عبد القوي محلأي العقيد صالح حيدره الهبيلي، العقيد مهدي يسلم عشيش، العقيد أحمد محمد بن عرب العقيد الصديق احمد حسني الرائد الشهيد عبد القوي المفلحي، العقيد صالح عبد ربه بن سعادين، والعقيد صلاح عبد القوي بن سعادين وغيرهم العشرات ممن جمعوا بين العمل العسكري ودعم الثورة الاكتوبرية المسلحة. من خلال وجودهم في مؤسستي الجيش والامن.
         *             *             *
بعد العام ١٩٧٠م انتقل الفقيد بن عليو إلى العمل الدبلوماسي كملحق عسكري في سفارة اليمن الديمقراطية الشعبية في كل من موسكو والقاهرة ودمشق والخرطوم، ولاحقا عين في شركة التجارة الخارجية، حتى العام ١٩٩٠ عندما أحيل إلى التقاعد، وحيثما حل ظل الفقيد محتفظا بروحه الوطنية واعتزازه بقيم الصدق والنقاء والأمانة والوفاء التي تشبع بها منذ شبابه.
للفقيد مؤلف سيرة ذاتية (لم ينشر بعد) كما له كتابات ومنشورات جريئة بعد حرب ١٩٩٤م تناول في واحد منها قصة استحواذ أحد أساطين الحرب على عد من الأصول والممتلكات لعدد من المؤسسات منها ممتلكات مشروع طريق العسكرية – لبعوس، وإحدى التعاونيات الخدمية في محافظة شبوة وتملكها بتوجيهات قيادية من الناهب نفسه.
الرحمة للفقيد القائد الوطني اللواء محمد قاسم بن عليو ولروحه الخلود في جنة النعيم.
ولأهله وذويه ورفاقه وزملائه ورؤسائه ومرؤوسيه وكل محبيه الصبر َالسلوان.
و”إنا لله وإنا إليه راجعون”