fbpx
فجوة الشعب .. وماذا قال عنها الزبيدي

 

كتب – أحمد سعيد كرامة
كانت الأمسية الرمضانية مع نخبة من أبناء عدن برئيس المجلس الإنتقالي الجنوبي وبعض من أعضاء هيئة رئاسة المجلس وكوادره مثمرة للغاية , من حيث الحديث بشفافية عن بعض القصور في أداء المجلس وخصوصا في الشأن الداخلي , التركيز على التقارب السياسي بين المكونات الجنوبية وقادتها أخذ حيز واهتمام أكثر مما يستحق مقارنة بالاهتمام بهموم وأزمات ومآسي الشعب الجنوبي .
عبارة قالها الرئيس الزبيدي كانت بألف كلمة حق وبألف مقال , قال يجب أللا تكون هناك فجوة بين الإنتقالي والشعب الجنوبي لأنها ستكون نهايته , الفجوة أو الهوة إن وجدت حتى لو كانت الآن صغيرة يجب ردمها وتجاوزها بسلام , اليوم نشاهد فجوة إفتعال الأزمات التي يواجها الجنوبيون بدأت تتسع وبصورة دراماتيكية .
بغض النظر عن عدم مسؤولية تحمل المجلس الإنتقالي الجنوبي ملفات الخدمات والرواتب وغيرها من الملفات الهامة والكبيرة بالنسبة لأي شعب تواق للعيش بكرامة , إذ لا يعني ذلك إعفائه من الواجب الوطني والأخلاقي بالوقوف صفا واحدا مع مطالب شعبه المشروعة , وعدم الانجرار خلف نصائح ضبط النفس حتى لا نصل لكتم النفس والموت ببطء .
على الإنتقالي عدم ترك الشعب وحيدا في مواجهة أزمات الخدمات المفتعلة من قبل كبار مسؤولي وتجار شرعية الفساد والفشل , لأنه بالطبع سيخسر تلك المواجهة غير المتكافئة , وهذا ما يحدث اليوم من أزمات مفتعلة للمشتقات النفطية وشحة مياه الشرب وإنهيار العملة الوطنية وغلاء الأسعار وتفشي الأمراض المعدية وغيرها .
ترك الشعب وحيدا في مواجهة غير متكافئة مع فاسدي وفاشلي الشرعية سيسبب فجوة كبيرة بين الإنتقالي الجنوبي الذي يعول عليه كثيرآ كحامل شرعي للقضية الجنوبية وبين شعبه , وهذا خطأ فادح وجسيم يجب تدراكه فورا .
فوبيا شق الصف الجنوبي والمناطقية ومراعاة مشاعر الأشقاء وحساسية المرحلة وخطورة الوضع يستغلها رموز الشرعية الفاسدون والفاشلون للتنكيل بالجنوبيون لدفعهم للرضوخ للابتزاز السياسي وجرهم لباب اليمن مرة أخرى , خطأ الوحدة اليمنية في عام 90م سياسي , أما ما يطلبه الرئيس هادي منا هو الذهاب كعبيد وزنابيل لال بيت الولي الإيراني بصنعاء  , وسيكون ذلك خطأ فادح وجسيم بحق الشعب الجنوبي والأجيال القادمة .
حانت لحظة رفع البطاقة الصفراء الثانية في وجه الشرعية اليمنية الفاسدة والفاشلة لأنها تجاوزت جميع الخطوط الحمراء في عدن وباقي المحافظات المحررة  , ولن يدفع الشعب الجنوبي هذه المرة لوحده فاتورة الفساد والنهب المنظم للمال العام وخيرات وثروات الجنوب وشعبه .