fbpx
انطباعات زائر لـ “شبوة” (النخبة ..النزاهة ..والأمان)
شارك الخبر

كتب – نبيل الصوفي.
واحدة من أقبح ما تفعله شرعية إخوان من لم يطع الله، هو السطو على المجتمعات المحلية والحديث باسمها.
عاد ما قد فرعنا لتعز، واليوم قد هم يتكلمون باسم الوحدة كلها ضد شبوة.
شبوة التي تدخل قراها وأسواقها وتشعر كأنك في يمن 93.. قد كتبت لكم هنا مبكراً عن “عين بامعبد”.. قرية صغيرة صارت سوقاً، أول ما خرجت من صنعاء سافرت إلى الشحر من عدن. كانت أول سفرة لي بعد أن خرجت من صنعاء.
طردني الحوثي من صنعاء، اعتقلتني الضالع مرتين ولحج مرة وهددتني عدن مرات، وبقيت تعز تحتفي بسقوطنا.. صنعاء تنتظر المشانق.. وفي نقاط أبين كل نقطة تسألك: “شي معانا شي”.. أعرف أني دخلت نقاط أبين حين تسألني أول نقطة هذا السؤال.. مجتمع بسيط ما له في صراعات الكبار.. يرى الطريق مورداً للإعالة.
*أما في شبوة*
، *هذا المجتمع الكبير*
، *هذه الفخامة*
 في كل شيء.. يبنون منازلهم كما لو أن هذه المنازل وحدها تتشرط عليهم أن يبنوها بطريقة تقول للحياة كم هي بيوت شبوة كريمة.. ممتدة.. مرتفعة.
هذا المجتمع الذي كتبت عنه مرات ومرات، منذ أول زيارة لي في 1997م، وهو نموذج وحدة في السوء والمحاسن..
شبوة من *أول نقطة تقابلك* فيها النخبة تتوقف لتسأل نفسك: قد في جيش في اليمن بهذه الطريقة؟
*شباب، كلهم في عمر العنفوان، جيل جديد.. مرتب ونظيف، وفي نفس الوقت هادئ ويتصرف بثقة* .
لم أشعر بالأمان في شبوة قبل النخبة طيلة مروري في طرقاتها منذ عرفت شبوة، كما عرفته في عهد النخبة، أحدثكم عني بعد أسابيع من خروجي من صنعاء، بمعنى ما زلت متهماً في الجنوب كله كما في الشمال.. ولليوم فإن عيال الشرعية قابلون بعبدالملك الحوثي، أما أنا فكلا وتالله.. ما يحق لي حتى أعمل لقاءً مشتركاً جديداً.. أتوب مثلما تابوا هم من ماضيهم..
أحدثكم عني، وأنا أصل شبوة بدون أى تنسيق مع أحد.. فقط أنا وجواز سفري وسيارتي.
*نقاط النخبة، تضيئ طريقاً لم يعرف النور لعشرات السنين*..  معسكرات مضيئة، كل نقطة بماطور كهرباء وسكن وحمامات وخيام، و
*كلما وقف مار على الطريق على بُعد وصلته سيارة من النخبة تسأله حاجته للمساعدة*
*****
*ياناس هذه، ولا كانت في الأحلام*..
*شاب مرتب، يقف بحزم وأدب، لايسأل أي سؤال في السياسة، يطلب أوراقك إن كان لازماً يفتشك إن رأى.. ثم يبتسم لك وتذهب*.
*سيارة صغيرة، شاحنة.. بضائع.. كل ما يتحرك على أرض النخبة هو بأعلى درجات الأمان التي تفتقدها اليمن كلها*.
لطالما تشاكلت مع هذه النقاط، وأنا أقف بجوار اثنين عساكر ضجرين من طعم القات وبيدهما لايت يركزانه على عين السائق فيعميك..
هذا أيام عاد كان يمكن تقول إنها شبه دولة، ثم ثاروا عليها الذين يقولون يريدون التغيير، واليوم قد هم يقولون التغيير تعب، كانهم يقولون: “النخبة أتعبتنا.. ما قدرنا ننهب شيئاً، ما قدرنا نسرق شيئاً.. ماقدرنا نعمل فوضى ولا إرهاباً ولا أي شيء”..
نقاطها مضيئة.. متحمسة.. مؤدبة.. نزيهة، يالله اعملوا عليها “ثورة”، فالفساد يشتي يعيش وقد صار اليوم اسمه “الشرعية” ممسكة برقبة الوحدة لن تتركها حتى تقطع آخر نفس.
الناس زعلانين من الاسم “النخبة”.. مستكثرين أسماء جديدة، وهم يقولون إنهم دعاة التغيير..
وإلا فليس لديهم على “النخبة في شبوة وحضرموت” ولا مأخذ حقيقي واحد كتوجه وقرار وأداء.
هذا عن النخبة، لكن هناك شيء آخر عن شبوة نفسها، وصلتُ “عين بامعبد” وكتبت لكم هنا في هذه الصفحة ذهولي.. عين بامعبد لا علاقة لها بكل الصرعات في هذه البلاد، أناس تجمعوا من كل اليمن، يحمون مصالح بعض ويتركون السياسة، مسلمين الأمن للنخبة وقرارها بكل ثقة والتزام.. تدخل المطعم كأنك في التسعينات.
“تهامة” ممتدة بمطاعمها.. بنازحيها.. بتجارها طول طرقات النخبة، هل هذه وحدة وإلا لازم تتواجد قلابات علي محسن النفطية حتى نقول إنها الوحدة؟
وهذا وجع آخر لشرعية النهب والفساد.. من أين سيستمر رجال علي محسن، ومنهم عبدربه منصور هادي نفسه، إذا صار كل المجتمعات والشعوب في اليمن تتعايش بهذه الطريقة؟
أن تتحدثوا عن الوحدة، فإذا هي شبوة، وخصومها هم دهاقنة الشرعية وكل مستقل أو وطني نزيه يلتزم لخطاب التحريض ضد شبوة هو يكرر ما فعله في 2011 “حذو القذة بالقذة”.. يسير بعد “إخوان التحريض” وسيرجع بعدها يقول: زادوا عليَّ.
*غير أنه للاستدراك، فوحدة شبوة لا تشبه وحدتكم في 94، هي وحدة تحت قيادة أبناء المحافظة نفسها*.. وحدة بقانون اليوم، عِش مواطناً في عتق كما تعيش في عمران.. ما بتجي لشبوة تختبر الوحدة لتنهب وتفسد وتعمل نفسك الدولة على ابن المحافظة.. فيما في محافظتك ما زلت تتكلم عن “نقائل وأصول”.
واترك الأمن لأهل المكان.. هم أبناؤه، فوقت الحروب لن يتركوها ويهربوا، ولا سيغيرون بدلاتهم ليكونوا مع الخصم الجديد القادم من محافظاتهم البعيدة.
*لكِ الله والأمان يا شبوة*.
أخبار ذات صله