fbpx
من هو أكرم إمام أوغلو الذي وضع حدًا لطموحات أردوغان؟
شارك الخبر

يافع نيوز – متابعات

جاء السياسي التركي أكرم إمام أوغلو من الصفوف الخلفية، واستطاع أن يحتل موقعًا متقدمًا ضمن المشهد السياسي التركي بفوزه في انتخابات الإعادة لرئاسة بلدية اسطنبول، الأحد، غير أن هذا الفوز، رغم أهميته، حمل دلالات رمزية أعمق تجلت في مقارعة السياسي الشرس لرجل تركيا القوي رجب طيب أردوغان، ووضع حد لطموحه السياسي النهم.

ومرد هذا الانطباع، حسب خبراء، هو أن أوغلو استطاع أن يهزم أردوغان في معقله الرئيس، اسطنبول، المدينة التاريخية العريقة، التي فتحت أعين أردوغان على ألاعيب السياسة، وشهوة السلطة، وشهدت صعود نجمه إلى أن وصل إلى سدة الرئاسة، ما يعني أن فوز مرشح حزب الشعب الجمهوري المعارض شكل درسًا قاسيًا لأردوغان الذي كان قد ألغى كلمة الهزيمة من قاموسه السياسي.

ويعتبر أكرم إمام أوغلو من الأسماء الصاعدة التي قدمت نفسها بقوة، من دون أي تاريخ سياسي بارز، فهو ينتمي إلى جيل الشباب (1970) نسبيًا، على عكس قيادة حزب الشعب الجمهوري، الذي ينتمي إليه، والذي يتزعمه كمال كليجدار أوغلو البالغ من العمر 71 عامًا.

وبدا أوغلو في خطاباته هادئًا، بعيدًا عن تلك النبرة الحماسية الصاخبة التي اتسمت بها خطابات أردوغان على الدوام، محاولاً استقطاب شريحة الشباب، والحرص على سمعة بلاده التي تضررت نتيجة سياسات أردوغان ”المتهورة“، حسب خبراء، ما أدى إلى تردي الوضع الاقتصادي، ناهيك عن السجل الرديء لتركيا في مجال الحريات وحقوق الإنسان، وخصوصًا بعد محاولة الانقلاب الفاشلة صيف 2016.

وينقل موقع ”أحوال تركية“، المعارض، عن بيرق إسين الأستاذ المساعد في جامعة بيلكنت في أنقرة قوله إن إمام أوغلو ”لم يستخدم الخطابات الإيديولوجية وذلك بهدف إسماع كل الناخبين ومن مختلف التوجهات والتيارات، متجنبًا إشاعة أجواء الاستقطاب“.

وبات أوغلو، الذي نجح في انتخابات الإعادة بفارق أكبرعن نسبة انتخابات آذار/ مارس التي ألغيت، المنافس القوي لأردوغان في الانتخابات الرئاسية التركية عام 2023، فقد أشارت التحليلات، منذ الآن، إلى أن رئيس بلدية اسطنبول الجديد، سيكون رئيس تركيا القادم، وفقًا لما سبق وقاله أردوغان نفسه: ”من يفز في اسطنبول يفز بتركيا“.

ولد إمام أوغلو في مدينة طرابزون، شمال شرق تركيا، على شواطئ البحر الأسود، ودرس إدارة الأعمال في جامعة اسطنبول وحصل على ماجستير في الإدارة، حسب النبذة الشخصية التي وزعها مكتبه.

وينحدر أوغلو من أسرة متدينة ومحافظة من الناحية الاجتماعية، لكنْ لها تاريخ طويل في العمل السياسي، فوالده مؤسس فرع حزب الوطن الأم بزعامة رئيس وزراء تركيا الراحل تورغوت أوزال في طرابزون.

واعترف إمام أوغلو بأنه ينحدر من أسرة محافظة، لكنه أصبح أكثر تحررًا وتبنى القيم الديمقراطية الاجتماعية خلال مرحلة دراسته الجامعية.

وعمل أوغلو في شركة بناء لعائلته قبل أن يدخل الميدان السياسي بانضمامه إلى حزب الشعب الجمهوري عام 2008، وهو الحزب العريق المرتبط باسم مصطفى كمال أتاتورك، مؤسس تركيا الحديثة.

واستطاع في عام 2014 انتزاع رئاسة بلدية حي بيليك دوزو في القسم الأوروبي من اسطنبول من حزب العدالة والتنمية، الحاكم.

واستغل حزب الشعب الجمهوري الأداء الجيد لإمام أوغلو في إدارة حي بيليك دوزو، خلال الأعوام الخمسة الماضية، فرشحه في الانتخابات الأخيرة لرئاسة بلدية اسطنبول التي تضم أكثر من عشرة ملايين ناخب و16 مليون نسمة.

وخاض إمام أغلو حملته الانتخابية منذ ذلك الوقت بجدارة وحكمة، حسب خبراء، متفاديًا إثارة الانقسام واستفزاز الناخبين، ولجأ إلى خطب ود مختلف قطاعات الناخبين من دون استثناء.

وكان يتوجه إلى الناخبين في الأحياء التي تعتبر معقل حزب العدالة والتنمية، ويتجول في شوارعها، ويتحدث إلى الناس في مسعى لكسب ود المواطنين العاديين.

ويتقاسم إمام أوغلو مع أردوغان حب كرة القدم التي مارسها هاويًا لها قبل أن يدخل في مجلس إدارة نادي طرابزون سبور في المدينة التي ولد فيها.

وفي إشارة إلى أن إلغاء الانتخابات الأولى لا يمثل سوى محطة عابرة، لم يعدّل أوغلو بيانات سيرته على حسابه على موقع ”تويتر“، حيث أبقى على وصف ”رئيس بلدية إسطنبول“، في إشارة إلى ثقته بالفوز في جولة الإعادة، وهو ما تحقق فعليًا.

وكان أوغلو فاز في جولة الإعادة لانتخابات بلدية إسطنبول، الأحد، متقدمًا على منافسه من حزب العدالة والتنمية بن علي يلدرم.

وجرت هذه جولة الإعادة بعد نحو ثلاثة أشهر من الانتخابات الأولى التي نظمت في 31 آذار/مارس، وفاز بها إمام، آنذاك، بفارق بلغ نحو 13 ألف صوت على يلدرم، لكن هذا الفارق البسيط، وصل في جولة الإعادة إلى نحو 777 ألف صوت.

أخبار ذات صله