fbpx
اختلفوا بشرف وبشجاعة

 

منذ عامين لم اعد اهتم بما ينشر في الفيس، بمعنى لم اعد حريصا على ما ينشره جميع الأصدقاء، الا بعض المنشورات القليلة جدا، نظرا لانشغالي بالصحيفة.

منذ العام 2007م، ونحن نختلف مع جنوبيين، وبعد سنوات عادوا وأصبحوا جزءا من منظومة جنوبية تدافع عن القضية الوطنية العادلة والحقة، مع انهم كانوا يقولون فينا كل قبيح.. وهذا حقهم لأنك لا تستطيع ان تسلب أحد حقه. في منتصف العام 2008م، اعتقل أحد الناشطين الجنوبيين، واتذكر اني حينها اتصلت بمسؤول كبير في محافظة يمنية مجاورة لأبين، وطلبت منه السماح لي بزيارة صديقي وهو من أبناء شبوة، ولكنه رفض كل محاولاتي وقال إن التهمة خطيرة وهي “انه من دعاة الانفصال، وخونة للوحدة”، ولكن بعد مضي نحو ثلاث سنوات، حتى اصبح من كبار دعاة ما كان يسميه بالانفصال.

كنت في زيارة الى لودر، فتلقيت العديد من الاتصالات التي يتحدث أصحابها عن وجود خلافات وسب وتهديدات وشتم ولعن، لكن لم يصل الأمر الى تبادل اطلاق النار، مع ان تلك الأطراف لو لديها أسلحة لدشنت حربا طويلة، وهنا اتحدث عن جميع الأطراف دون استثناء.
اختلف مع الكثير من الأصدقاء والزملاء الصحافيين.. لكن أود التأكيد على اننا كزملاء صحافيين لا توجد بيننا أي قطيعة أبداً، نختلف الى حد الخصومة فيما بيننا لكن يظل “الود والاحترام قائم لأننا زملاء مهنة”، ومن يعتقد ان هناك خصومة او خلافات بين مختلف الصحافيين فهو مجنون. كلنا نلتقي على مائة واحدة “عدنان الاعجم، حسين حنشي، فتحي بن لزرق، ياسر اليافعي، باسم الشعيبي، مختار اليافعي، صالح الحنشي، صلاح العاقل، نبيل القعيطي، صالح العبيدي، صالح الناخبي، محمد مساعد، وقائمة طويلة من الصحافيين المعروفين والعاملين في مؤسسات معروفة.

اختلف مع زميلي في وجهة نظر محددة، افند ما يكتبه وبحقائق تدحض كل ما قاله، لأني ادرك ان الشتيمة واللعن والهجوم غير الأخلاقي، يقدم هذا الذي اختلف معه انه الأصدق والاحق، وان تعرضه لمثل هكذا الفاظ قبيحة، يؤكد صدق ما قال وان قال كلاما كاذبا.

اختلفوا حول أي قضية وجادل من تختلف معه بنفس المفردات السياسية المستخدمة، فلا يمكن ان تهزمه وانت تتلفظ عليه بعبارات قبيحة. خلال الأشهر الماضية وربما منذ أواخر العام الماضي، نشر اسمي ضمن مجموعة من الصحافيين الذين قال معدوا القائمة اننا تعرضنا للإهانة من قبل ضابط في التحالف العربي بعد.

مع ان الضابط المذكور اسمه في الخبر لا اعرفه ولم يسبق لي قط ان التقيت فيه وانه قد رحل عن عدن منذ أربعة اشهر على خروج تلك القائمة التي اعقبتها قوائم بذات الأسماء وبذات الصفات. كتب احد القادة الحراكيين – انه يستنكر ما حصل من إهانة للصحافيين الجنوبيين. حينها اخبرته ان الخبر كاذب، وان لا أساس له من الصحة، تجاهل كلامي وأصر على رأيه، لأدرك حينها اننا امام حرب، ويجب ان لا تكون بنفس الأدوات.

ودخلت على صفحته وفعلت ميزة الاشعارات لصفحته في فيس بوك، وقارعته الحجة بالحجة، حتى استسلم وعدل من بعض تصرفاته، بعد ان كان يعتمد على ما ينشر من تسريبات هو يدرك انها كاذبة. تظل “الشتيمة” تصرف قبيح، لن يجلب لك الا البغض من الناس، فالشاتون والشامتون لن ينتصروا في أي قضية، لأن تلك القضية فقدت ابرز شروطها وهي الاخلاق. اختلفت مع ناس كثير، لكن لم يحصل اني شتمتهم، فحتى الشخص الذي شتمني قبل اسابع، تجنبت الحديث معه لانه ليس صحافيا.

دعونا نختلف بشرف، دعونا نخوض حربا بالحجج والحقائق بالإقناع، دعونا نكون أكثر صدقا مع انفسنا، اذا لم يعجبك أي مشروع او ترى انه مشروع لن يفيد الجنوب بشيء من حقك قول رأيك فيه، ودافع عن قضيتك ومبادئك ولو كنت على خطاء. لكن ليس من حقك ان تسلب الناس حقوقهم او تشكك في عملهم واخلاصهم لقضاياهم، ليس من حقك ان تقيم عمل خصمك، فهو يخوض حربا سياسية ضدك، ويقترب من هزيمتك بالدليل انك تحاول اقناع الأخرين انه ضعيف ومهزوم.

اختلفوا ففي الاختلال منفعة لمحاولة اثبات الذات.. ليس من حقك ان تربط اي سفيه باي مشروع سياسي في الجنوب، فهذا يمثل اخلاقه، بمعنى ليس من حقك ان تضع واحد “سفيه” على انه من قيادات المجلس الانتقالي الجنوبي، او الطرف المحسوب على تيارات حكومة الشرعية، فهو في الأول والأخير يمثل نفسه، واخلاقه اكتسبه ربما منذ ما قبل ظهور هذه المشاريع السياسية. اسجل تضامني مع كل الزملاء الصحافيين الذين تعرضوا للشتيمة والسب والتخوين، انطلاق من المبادئ التي نؤمن بها.