fbpx
الجنوبيون .. وصناعة اصنام برامج التواصل الإجتماعي

 

يحكى أن من بين الأقوام (المجتمعات) اللذين عاشوا في عصر الجاهلية ، قوم كانوا يصنعون أصنام من (التمر) ليعبدوها ، وحين يجوعون ياكلوا تلك الأصنام.
القراء الكرام بدأت مقالي بهذه المقدمة لكي اسقطها على واقعنا في مجتمع الهواء الافتراضي (مستخدمي برامج التواصل الاجتماعي ).
وعلى الرغم من كل الفوارق إلى أنني ارأى أن هذه الحكاية تكاد تشابه ما هو سائد في الهواء الافتراضي من صناعة للاصنام التي يصطلح نسميها ( أصنام التواصل الاجتماعي) ، ومع الأسف نحن من يصنعها من خلال المتابعة والتفاعل معها سلبا وايجابا.
وتبدأ حكاية هذه الصناعة – وهنا أخص في المجتمع الجنوبي – بتعمد أحد الصحفيين أو النشطاء الجنوبيين أو غير الجنوبيين – إثارة الجدل في ما يكتبه وتطعيم رأيه بالاستفزاز وتوجيهه بصورة معادية ضد الجنوب والجنوبيين ورموزهم وقادتهم.
ومع الأسف يأتي الرد من مستخدمي برامج التواصل الإجتماعي ويركز ويكثف من التعليقات والمتابعة ، ليصنع منهم أصنام تتابع ، غير مدرك أنه بهذا التفاعل حتى وان كان غير إيجابي يعطي إهتمام لأشخاص هم في الأصل قد خسروا انسانيتهم وضمائرهم ، وأخذوا مقابل رأيهم الموجه ، وصاروا مجرد أصنام تواصل اجتماعي تؤدي ما هو مطلوب منها .
طبعاً هناك الكثير من الجنوبيين الواعين أدركوا ويدركوا ذلك ، ولهذا نجدهم عملوا على مقاطعة وعدم متابعة تلك الأصنام.
القراء الكرام يبقى هذا المقال وجهة نظر لا ادعى فيها الصواب المطلق ، وعليه اقول لمجتمع التواصل الاجتماعي من أبناء الجنوب لا أريد لكم أن يبقى حالكم يشابه بل أسواء من حال القوم اللذين يصنعون صنم من تمر ليعبدوه (دون فائدة) ، وياكلوه حين يجوعون ، فأنتم تصنعوا الأصنام ولا تجوعون حتى تاكلوها ، وتستمروا في متابعتها لتكبروا من تلك الأصنام.
وكل ما أتمناه منكم يا مجتمع التواصل الاجتماعي من الجنوبيين أن تكفوا عن صنع مزيداً من تلك الأصنام بالمتابعة والتفاعل ، وحاولوا بقدر المستطاع أكل أصنام التواصل الاجتماعي التي سبق وصنعتموها من خلال اهمالها وتجاهل متابعتها ، وقطع التفاعل معها.
#فتاح_المحرمي.
15/مايو/2019م