fbpx
” تقرير خاص” الوحدة اليمنية.. وسيلة إيران لتحقيق أطماع إيران بالسيطرة على عدن وتهديد الخليج والعالم
شارك الخبر

 

يافع نيوز – تقرير خاص:

لا تزال الاطماع الايرانية العدوانية بالسيطرة على العاصمة عدن مستمرة، إذ تراهن إيران على قدرة مليشيات الحوثي وحلفائها في شمال اليمن على غزو الجنوب والسيطرة على عدن، رغم طرد تلك المليشيات من عدن في النصف الثاني من العام 2015م.

 

لكن إيران أصبحت تعمل عبر مليشياتها الحوثية تحت عنوان ” حماية الوحدة اليمنية ” تلك الوحدة السياسية بين دولتي الجنوب والشمال التي فشلت وتحولت منذ عامها الاول في 1990 إلى خطر يهدد الجنوب والشمال بل ويهدد الخليج والمنطقة العربية أجمع كخطأ استراتيجي خطير، ادى الى صراعات وحروب لم تتوقف حتى اللحظة.

 

واليوم اصبحت ايران تتخذ من ” الوحدة اليمنية ” عبر الحوثيين، أداة او وسيلة لتحقيق أطماع إيران في اعادة اجتياح الجنوب واحتلال عدن والسيطرة على باب المندب الجنوبي كأهم ممر عالمي تمر عبره 70 من التجارة العالمية.

 *خطر بقاء الوحدة اليمنية ولو شكلياً:

تحولت الوحدة اليمنية مع التغيرات واشتداد الصراع في المنطقة العربية، لا سيما  ” الصراع العربي الايراني ” وزيادة تدخلات ايران في شؤون الدول العربية، ومنها اليمن، تحولت الى أداة تحاول ايران عبرها دغدغة عواطف اليمنيين في شمال اليمن، لحماية ما تدعى ” الوحدة اليمنية ” فيما حقيقة الامر تتخذ ايران ذلك اسلوباً لمد نفوذها وحصار دول الخليج تحت لافتة ” الوحدة اليمنية.

ويشكل الجنوب ” جنوب اليمن ” والذي كان دولة عاصمتها عدن الى ما قبل توقيع مشروع ” الوحدة اليمنية ” حجر الزاوية في الحرب المعلنة من قبل مليشيات الحوثي على الجنوب، لتنفيذ أجندة إيران العدوانية .

ورى مراقبين أن تبدل استراتيجيات ايران باتت واضحة، من خلال إدارتهم لمعركة مليشيات الحوثي تجاه الجنوب بالذات، حيث باتت تحولات مشهد الحرب باليمن، تؤكد ان الحوثيين بدأوا بترويج فكرة ” حماية الوحدة اليمنية ” التحالف مع بقية قوى شمال اليمن للدفاع عن تلك الوحدة واعادة محاولات احتلال الجنوب .

هذا الامر بحسب مراقبين، يجعل من ” الوحدة اليمنية ” أكبر المخاطر التي تهدد الامن القومي العربي والخليجي، بل وامن العالم، ما لم يتم بشكل عاجل، انهاء تلك الوحدة اليمنية والاعتماد على نتائج حلول تضمن بقاء الاوضاع باليمن كما هي عليه اليوم، مع حماية دول الخليج لجغرافيا الجنوب، ومنع اي اقتراب لمليشيات ايران في شمال اليمن نحو عدن.

ويغير هذا الخيار، ستظل التهديدات للامن القومي العربي مستمرة في حال بقاء تلك الوحدة اليمنية وان كانت شكلياً، لكون مليشيات ايران تتخذ هذا الأمر ذريعة في تحقيق اطماع إيران بالجنوب ومحاصرة واسقاط دول الخليج وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية.

 

*مصير الجنوب من مصير دول الخليج:

لا يمكن بأي حال من الاحوال الفصل بين الخليج والجنوب من حيث المخاطر والمصالح والجغرافيا والتداخل الأمني والاقتصادي وحتى السياسي.

ويؤكد التأريخ أن الجنوب لم يكن يوما إلا جزءً من الأمة العربية ومصدر أمن واستقرار لكل العالم في منطقة هامة واستراتيجية كــ”عدن وباب المندب” اللتين تشكلان ممرا للتجارة والاقتصاد ومصالح العالم وتجارته وعمقا استراتيجيا للأمن القومي العربي .

وقد أظهرت التغيرات الاخيرة في المنطقة العربية، والصراع المحتدم بين القوى الإقليمية لا سيما ( السعودية وإيران ) حقيقة ( المصير المشترك ) والترابط المتين بين ( الجنوب والخليج ) فيما شذ شمال اليمن عن ذلك بعد التخاذل الذي ظهرت به قوى الشمال التي كان يعتقد الخليج ان مواقفها الى جانبه.

وتكمن الخطورة الإستراتيجية ضد الخليج، في بقاء ما سميت ( الوحدة اليمنية 1990 ) خاصة بعد ان باتت إيران وعبر مليشياتها الشمالية الحوثية ممسكة بحكم صنعاء ومحافظات اليمن الشمالي، بعد انقلابها على سلطة هادي المتماهية تجاه بقاء مليشيات الحوثي بالشمال، والفاشلة في تحريك قواتها او القوات المحسوبة عليها نحو صنعاء لاستعادتها من مليشيات ايران.

ولولا الترابط المتين والاستراتيجي بين الجنوب والخليج العربي، ما كان للتحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة أن ينشأ ويتشكل لإخماد الخطر الداهم الذي يتهدد امن الخليج والدول العربية ومصالح العالم في الجنوب وباب المندب الذي حاولت قوى الشمال ممثلة بــ( بمليشيات الحوثيين وصالح )  السيطرة عليه في البداية ضمن مخطط إيراني يهدف لمحاصرة دول الخليج وإسقاطها .

من هنا ورغم الكم الهائل من الضربات التي تلقاها الجنوب خلال ربع قرن من قبل قوى اليمن الشمالي وحكام صنعاء، والتي قوبلت بصمت مطبق من الجميع، إلا أن شعب الجنوب كان عند مستوى التغيرات والأحداث الخطيرة وهب فورا للالتحام بالخليج والعودة لمكانته الطبيعية في قلب الأمة العربية، مدافعا ومنافحا عن أمن الخليج والعرب ومقدما أغلى التضحيات في التصدي لمشروع إيران وحلفاءها في المنطقة، وهو ما تحقق فعلياً، وتم قطع أيادي إيران من الجنوب.

*أهمية الجنوب وعدن وباب المندب:

عرف باب المندب الجنوبي بموقعه الهام، ومنه ارتبط بعلاقاته المباشرة بأمن واقتصاد الدول المحيطة وحتى الصناعية البعيدة، وارتباطه المباشر بــ(قناة السويس المصرية ) باعتبارهما ممران لا ينفصلان عن بعضهما ويمر عبرها اغلب السفن التجارية والنفطية في العالم .

ومن أهم العلاقات المباشرة التي اكتسبها باب المندب، علاقته بنفط الخليج وتجارته والأمن القومي العربي، باعتبار الاقتصاد الاساس الذي تقوم عليه الدول او تسقط، واذا تعرض هذا الشريان العالمي (باب المندب ) لخطر ما، فقد تتضرر بشكل مباشر كثير من الدول وأولها دول الخليج .

من اجل هذا كان تدخل التحالف العربي الذي تقوده  دول الخليج وخاصة ( السعودية والإمارات) في اللحظة الاخيرة بمثابة ( إنقاذ لدول الخليج والعرب ومصالح العالم ) من خطر داهم، كان سيؤدي الى تفاقم مشاكل كبيرة جدا لن يستطيع أحد انهاءها، خاصة اذا ما تمكن حلفاء إيران من اليمن الشمالي ” مليشيات الحوثيين ” من احكام سيطرتهم على ( باب المندب ) والذي قد يدفع الى تواجد الحركات الإرهابية أمثال القاعدة وتنظيم الدولة .

كما سيتيح فرصا عديدة لتواجد قراصنة البحر ومنها تضرر سفن التجارة العالمية ومضايقة الخليج وإحكام السيطرة عليه اقتصاديا، وخلق المشاكل في دول الخليج من خلال تغذية حركات معارضة مسلحة لإسقاط أنظمتها وكياناتها، حتى يسهل التهامها، وهذا هو مشروع إيران لما يسمى بــ ( الهلال الفارسي ) .

 

*الوحدة اليمنية وسيلة قوى الشمال لإحتلال الجنوب والخليج:

تحت عنوان ” الوحدة اليمنية ” وبعيداً عن استيعاب الواقع، لا تزال قوى الشمال الثلاث ” الحوثيين والمؤتمر والاصلاح ” الاخوان المسلمين ” تلعب أدوارها بإتقان سواء محليا أو خارجياً، ففي حين جميعهم متفقين على إعادة ” احتلالهم الجنوب  كانت الحرب الاخيرة 2015، قد خلطت عليهم الاوراق، مع تدخل التحالف العربي عندما بدأت مليشيات الحوثيين والمخلوع بالتقدم الى الجنوب بمساعدة وتساهل الاصلاح.

فذهبوا لتوزيع أدوار متقنة، من اجل منع الجنوبيين من تحرير أرضهم، وعملوا على اعاقة التحرير بمختلف الوسائل والمخططات، إلا ان إرادة الجنوبيين واهداف التحالف العربي التي استشعرت خطر سيطرة الحوثيين على عدن وباب المندب، كانت أكبر من مخططات الاصلاح والحوثيين وصالح، فتحرر الجنوب وهم غير راضين عن هذا التحرير، خوفاً من استقلال الجنوب وانهاء الوحدة اليمنية التي يعتبرها قيادات الشمال وقواه مكسباً  “مصلحياً ” لهم من أجل النهب وتجميع وبناء الثروات على حساب الشعب الجنوبي، بل وحتى على حساب الشعب الشمالي.

وسيبقى خطر مليشيات الحوثي وقوى الشمال على الجنوب قائماً، وتهيديداً لدول الخليج ومصر، والعالم، ما لم يتم انهاء هذا الخطر بحل سياسي سريع يضمن فصل الجنوب عن الشمال، بشكل أو بآخر، واقفال باب الخطر هذا الذي جعل قوى الشمال اليوم متوحدة ومتواطئة مع الحوثي لاعادة استهداف الجنوب من خلال مهاجمته لمناطق الحدود الممتدة من حضرموت شرقاً الى الصبيحة غرباً .

 

 

أخبار ذات صله