حذرت منظمة “أوكسفام” غير الحكومية من عودة تفشي مرض الكوليرا على نطاق واسع في اليمن الغارق في نزاع مسلح ضد الحوثيين المدعومين من إيران، مع ارتفاع عدد الحالات المشتبه بها هذا العام إلى نحو مئتي ألف.

ونبهت المنظمة الخيرية في بيان أمس الخميس من “مغبة عودة ارتفاع ما هو بالفعل أسوأ تفشٍ للكوليرا بالعالم”، مشيرة الى أنه يُشتبه في إصابة نحو 195 ألف شخص بهذا المرض هذا العام.

وذكرت أوكسفام أنه في الأسبوعين الأخيرين من مارس (آذار) الماضي، “تم الإبلاغ عن ما يقرب من 2500 حالة مشتبه بها يومياً، وذلك يعد ارتفاعاً ملحوظاً عن الحالات المبلغ عنها في فبراير (شباط) هذا العام والتي وصلت الى ألف حالة يومياً”.

وبحسب البيان فإن هذا يزيد “بأكثر من عشرة أضعاف عن عدد الحالات المبلغ عنها والوفيات المرتبطة بها خلال نفس الفترة من 2018”.

ويخوض الأطباء سباقاً مع الزمن من أجل علاج المرضى والتعامل مع الانتشار الجديد للكوليرا في اليمن.

في مستشفى ميداني للنازحين في مدينة الخوخة، يحاول اليمني قاسم سليمان أن يهدئ من روع طفله علاء الذي يخضع لفحوصات للتحقق مما إذا كان مصاباً بالكوليرا.

ويقع المركز الطبي الميداني في مدينة الخوخة الخاضعة لسيطرة القوات الموالية للحكومة اليمنية في محافظة الحديدة غرب اليمن.

واستقبل المستشفى الميداني للنازحين في الخوخة الأسبوع الماضي عشر حالات ثبتت إصابتها بالكوليرا، بحسب ما يؤكد الطبيب وضاح الطيري، بالإضافة إلى حالات يشتبه بإصابتها بالكوليرا.

ويقول سليمان بعد أن توقف ابنه عن البكاء إنها المرة الثانية التي يأتي فيها إلى المركز، مشيراً إلى أن ابنه أصيب بشكل مفاجئ “باسهال شديد وتم اسعافه في المركز وقدمت له بعض الأدوية وتحسن، لكن عاد المرض فجراً وأحضرته للمركز مرة أخرى”.

وتتقيأ سيدة مسنة مصابة بالكوليرا في وعاء بجانب سريرها، بينما تحاول إحدى قريباتها مساعدتها.

ويؤكد الطبيب الطيري أنه تمت إحالة عدد من الحالات “إلى عدن وإلى مراكز أخرى، وحالات تم علاجها هنا في المركز وتحسنت”.

وقال الطبيب “نحن بصدد تجهيز مخيم خاص بالكوليرا بجانب المركز الميداني” داعياً المنظمات الإنسانية “للتعاون بشكل أسرع مع هذا الوباء المنتشر”.

وحذرت اوكسفام من أنه “في حالة استمرار الإبلاغ عن الحالات الجديدة بنفس المعدلات الحالية، فإن هذا الارتفاع المُفاجئ والحاد لانتشار الوباء سيؤدي إلى تجاوز إجمالي عدد الحالات المُبلغ عنها لعام 2017”.

الحرب في اليمن، أفقر دول شبه الجزيرة العربيّة، مستمرة منذ 2014 بين المتمرّدين الحوثيّين المدعومين من إيران، والقوّات الحكومية المعترف بها دولياً.

وتسبب النزاع بأسوأ أزمة إنسانية في العالم بحسب الأمم المتحدة، التي قالت إن أكثر من 24 مليون شخص ما زالوا يحتاجون الى مساعدة إنسانية، أي أكثر من 80% من السكان.

وأوقعت الحرب حوالى 10 آلاف قتيل وأكثر من 56 ألف جريح منذ بدء عمليات التحالف، بحسب منظمة الصحة العالمية. ويعتبر مسؤولون في المجال الانساني أن الحصيلة الفعلية أعلى بكثير.