تشهد العاصمة الليبية طرابلس، حالياً حالة من الحراك العسكري على يد المشير خليفة حفتر لتطهيرها من التنظيمات المتطرفة، بالتزامن مع مساعي الأمم المتحدة لإيجاد حلول سياسية لحالة الفوضى التي تعيشها ليبيا عقب إسقاط نظام معمر القذافي عام 2011.

وتضم طرابلس عدداً من التنظيمات والميليشيات التكفيرية المسلحة، منذ 2011، والمدعومة من قبل تركيا وقطر، وتسعى للتدمير الداخل الليبي، وتعتبر خريطة المليشيات المسلحة في طرابلس كالتالي:

أولاً: قوة الردع الخاصة
تعد قوة الردع الخاصة الأكثر تسليحاً وعدداً، وتشكلت عام 2012 في طرابلس، ويبلغ عددها ما يقرب من 5 آلاف مقاتل غالبيتهم من الشباب، ويقودها الإرهابي عبد الرؤوف كارة، ويرتبط بعلاقات واتصالات وثيقة مع حركة النهضة التونسية، وتتخذ الميليشيا المسلحة من قاعدة معيتيقة مقراً لها وتورطت في تهريب السلاح والعناصر الإرهابية من ليبيا إلى تركيا والعكس، وتمتلك قوة الردع أسلحة ثقيلة ومتوسطة ضخمة حصلت عليها من قطر وتركيا.

وتحالفت حكومة الوفاق الوطني برئاسة فائز السراج مع قوة الردع الخاصة ما دفع الأخيرة للسماح للمجلس الرئاسى الليبي، الذي يقوده السراج باتخاذ قاعدة بوستة البحرية مقرا للمجلس الرئاسي.

وتورطت “قوة الردع الخاصة”، في عمليات الاتجار بالبشر والعمل مع عصابات الجريمة في تهريب السلاح والمخدرات إلى داخل ليبيا.

وتمكنت مليشيا قوة الردع الخاصة من السيطرة على سجن الهضبة المحتجز فيه 32 شخصية من رموز النظام الليبي السابق، وسيطرت المليشيا المسلحة على طريق المطار، وهو ما يمكنها من معرفة من يدخل ويخرج إلى البلاد من شخصيات سياسية أو عسكرية.

وفى محاولة لشرعنة حكم المليشيات المسلحة، حل “المجلس الرئاسي الليبي”، مليشيا “قوة الردع الخاصة”، وضم جميع منتسبيها إلى جهاز جديد أطلق عليه جهاز الردع لمكافحة الجريمة المنظمة والتطرف.

ثانياً: كتيبة ثوار طرابلس
تشكلت كتيبة ثوار طرابلس من عشرات المقاتلين في مدينة بنغازي، على يد الإرهابي المهدي الحاراتي الذى يحمل الجنسية الأيرلندية، خلال أحداث 17 فبراير(شباط)2011، ووفرت قطر الدعم والتدريب للكتيبة خلال تلك الفترة، ويبلغ عدد المقاتلين فيها ما يقرب من 3500 مقاتل غالبيتهم من شباب صغار السن ضمتهم الكتيبة خلال الأعوام الأخيرة.

وساعدت الكتيبة حلف الناتو في استهداف مخازن الأسلحة التابعة لكتائب القذافي، في مدن الغرب الليبي بسبب وجود عناصر تتحدث لغات إنجليزية، ونظمت القوات الخاصة القطرية تدريبات لتلك العناصر في جبال نفوسة.

ويقود كتيبة ثوار طرابلس هيثم التاجوري، وهو من ضباط الشرطة السابقين، وأحد المشاركين في القتال إلى جانب المسلحين لإسقاط نظام القذافي عام 2011، وتنتشر مقار الكتيبة شرق العاصمة طرابلس وتتمركز بعض وحداتها داخل قاعدة معيتيقة، وتعمل حاليا تحت مسمى جهاز الأمن المركزي التابع لوزارة الداخلية في حكومة الوفاق التي يترأسها فائز السراج.

وتسيطر كتيبة ثوار طرابلس على حي تاجوراء وجنوب شرقي طرابلس، وبعض المناطق في سوق الجمعة بالقرب من طريق المطار وقاعدة معتيقة.

وتتهم الأمم المتحدة كتيبة ثوار طرابلس بالتورط في الاتجار بالمخدرات والعمل في الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر، والمشاركة في عمليات تهريب الوقود وغسيل الأموال بين إرهابيين فى العاصمة تونس.

ثالثاً: كتيبة بوسليم
تعد كتيبة أبو سليم من أكبر الميليشيات التي تسيطر على العاصمة طرابلس، وتشتهر باسم “غنيوة” وذلك انتساباً لقائدها عبد الغني الككلي، الذي يشتهر بلقب”غنيوة”، وبدأ حياته بالعمل في الخضروات والفواكه، وينحدر من حي بوسليم.
ويتهم المجتمع الدولي المليشيا المسلحة بممارسة العنف ضد المدنيين وممارسة الخطف والحرابة ضد المواطنين، فضلاً عن جريمتها الأخيرة بتشريد ألفي مواطن ليبي مهجرين من مدينة تاورغاء.

رابعاً: كتيبة النواصي
وتعد كتيبة النواصي رابع أكبر ميليشيا مسلحة في العاصمة طرابلس وتضم إرهابيين غالبيتهم من الجماعة الليبية المقاتلة، وتسيطر على مواقع عسكرية بالقرب من مقر المجلس الرئاسي الليبي “قاعدة بوستة البحرية”، ويقودها مصطفى قدور وهو ابن عم حافظ قدور المحافظ السابق للبنك المركزي الليبي، وتحظى الكتيبة بدعم مالي مباشر من مصرف ليبيا المركزي، وتدعم حكومة الوفاق الوطني برئاسة السراج، وتحاول المليشيا نشر الفكر المتطرف بين الشباب الليبي.

ويبلغ عدد المقاتلين في صفوف كتيبة النواصي ما يقرب من ألف مقاتل ويمتلكون أسلحة متوسطة ويحظون بدعم مباشر من علي الصلابي المتواجد في تركيا، وبدأت الكتيبة خلال الأشهر القليلة الماضية في تجنيد أعضاء الإرهابيين الفارين من درنة وبنغازي.

خامساً: الحرس الوطني
وهو مسمى تعمل تحته 4 ميليشيات تابعة للجماعة الإسلامية المقاتلة بقيادة عبد الحكيم بلحاج، ويتولى قيادتها عديد من رموز الجماعة مثل سامي الساعدي وخالد الشريف ولها العديد من المقرات لكن مقرها الرئيس في سجن الهضبة حيث يقبع عدد من رموز النظام السابق، كما عرفت هذه الميليشيات بحمايتها للمفتي المعزول.