fbpx
في سر الثورة والحرية

 

من خلال قراءة اﻟﻮاﻗﻊ وإنطلاقا ﻣﻦ ﺛﻮاﺑﺖ مبدئية ﻫﻲ أﺳﺎس ﻛﻞ الأمم اﻟﺘﻲ ضخ فيها الدﻣﺎء المتعطشة ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻬﺎ أن ﺗﻌﻴﺪ رﺳﻢ حرية الشعوب التي ﺗﺘﻘﺪم اليوم ﻋﻠﻰ الحرﻳﺔ السياسة وﺗﻔﻮﻗﻬﺎ ﻣﻘﺎﻣﺎ إلا أن الحرية السياسية تظل المحك الذي تتقاتل عليه السدنة ويمكن اﻟﻘﻮل أن الحرﻳﺔ اﻟﻔﺮدﻳﺔ تلوذ نحو تحقيق الموجبات الإيدلوجية قضية الذات اﻷﺑﺪ. تميع الحرية المتفسخة ﻳﺆﺳﺲ ﻷرﺿﻴﺔ أن ﻳﺮزح الإنسان تحت القمع والديكتاتورية وﻗﺪ أﺛﺒت اﻟﺘﺎرﻳﺦ أﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎك ﺷﻌﺐ أستطاع الحرﻳﺔ على أسس اﻟﻮﺟﻬﺔ اﻟﻨﻬﺎﺋﻴﺔ ﻟﻠﺒﻮﺻﻠﺔ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ اﻟﻜﻠﻤﺔ اﻟﻔﺼﻞ واﻟﻨﻔﻮذ اﻟﻮاﺳﻊ ﻟﻘﻠﺐ ﻧﻈﺎم الحكم واﻟﺜﻮرة اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ اﻟﻜﺒﺮى اﻟﺘﻲ ﻛﺎن ﻟﻠﺸﻌﺐ ﻓﻴﻬﺎ ﻛﻮﻧﻬﻢ وﻻﻳﺎت ﻣﺘﺤﺪة ﻛﺬﻟﻚ اﻟﺜﻮرة اﻟﺒﻮﻟﺸﻴﻔﻴﺔ تحوﻟﻮا ﻋﻦ ﻛﻮﻧﻬﻢ ﻣﺴﺘﻌﻤﺮات ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ إﻟﻰ اﻟﺮوﻣﺎﻧﻲ وﻣﺜﻠﻬﻢ ﻓﻌﻞ اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﻮن ﻓﺎﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﻮن ﻧﺎﺿﻠﻮا ﻟﻠﺘﺤﺮر ﻣﻦ اﻻﺣﺘﻼل ﻓﻲ ﻛﻞ اﻟﺜﻮرات ﻋﻠﻰ ﻣﺪى اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﻛﺎﻧﺖ الحرﻳﺔ هي اﻟﻘﻴﻤﺔ اﻷﺑﺮز واﻟﺴﻤﺔ المشترﻛﺔ الممانعون ﻳﺘﻐﺎﻓﻠﻮن ﻋﻦ ﺣﻘﻴﻘﺔ أﺟﻨﺪة وﻃﻨﻴﺔ بالطبع ﻫﺆﻻء يسيرون وﻓﻖ أﺟﻨﺪات خارجية وﻟﻴﺲ وﻓﻖ ﻻ نمتلك وﻋﻴﺎ ﻛﺎﻓﻴﺎ وﻳﻌﻤﻞ ﺣﻜﻤﺎ إﻟﻰ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ تجمع ﻣﻌﻮق اﻟﻔﻜﺮ وﻛﺘﻠﺔ اﻟﺸﻌﺐ ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺗقدم إﻟﻰ ﻛﺘﻠﺔ أدﻧﻰ ﻣﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى ﻛﻤﺎ تحيل اﻟﺸﻌﺐ ﺑﻄﺒﻴﻌﺔ الحال ﻣﺘﺤﺪث بأسمه وﻋﺎرف بمصلحته ﻓﻲ ﺟﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺎ المنطقة اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻟﺴﻠﻤﻲ ﻓﺎﻟﺜﻮرة هي “ﻣﻘﺪﻣﺔ للتغيير  “من الخنوع إﻟﻰ اﻟﺘﻤﺮد ﺛﻢ اﻟﻌﺼﻴﺎن الشعبي أو إﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺎ اﻟﺸﻌﺐ ﻓﻲ ﻣﺎ يمكن ﺗﺴﻤﻴﺘﻪ ﺑﺎﻻﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺎ الجنوب وﻫﺆﻻء ﻳﻔﺎﺟﺌﻬﻢ أن ﺘﻐﻴﻴﺮات ﻫﺬه اﻟﺜﻘﻮب ﻣﺎﺛﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﺮس ﻗﻀﻴﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ المرتبكة إﻟﻰ المساهمة ﺑﺠﻌﻞ الممانعون يفضون بممارساتهم أو آﺛﺎر وﺟﻮﻫﻬﻢ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻪ ذﻟﻚ أﻧﻬﻢ شمعة محترقة ﻣﻦ ﻓﺼﻮل ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﺜﻮرات ﻓﺎﻟﺜﻮرة تعرف ﻣﻦ ﻗﻤﻊ وﻫﻮ ﻣﺎﻳﻀﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﻓﺼﻞ ﺟﺪﻳﺪ ﻻ ﻳﺘﺸﺎﺑﻪ ﺣﺪود اﻻﺣﺘﺠﺎج اﻟﺴﻠﻤﻲ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﻛﻞ ﻣﺎ يتعرض ﻟﻪ كاتب اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﺑﺪرﺟﺔ ﻛﺒﻴﺮة إذ يضبط ذاته ﻓﻲ الإﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ المحيطة به ﻣﻔﻬﻮﻣﺎ ﺟﺪﻳﺪا ﺳﻴﺮﺑﻚ الحكيم ﻟﻠﻤﻨﻬﺞ اﻟﺴﻠﻤﻲ وتستولد ﻣﻦ اﻟﺼﻌﻮﺑﺎت ذات ﻣﻄﻠﺐ شعبي إنساني وﺑﺎﺧﺘﻴﺎرﻫﺎ اﻟﻔﺮدي ﻻ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻓﻬﻲ ﺛﻮرات ﺳﻠﻤﻴﺔ ﻣﺪﻧﻴﺔ لأنظمةاﻟﺮﺟﻞ اﻟﻮاﺣﺪ وﻫو المدلول اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ وﻫﺬه اﻟﺜﻮرات ﺗﺘﻜﺊ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﻣﻞ ﺟﺪﻳﺪ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ تمايزت ﻋﻠﻰ وﺟﻪ اﻟﺒﺴﻴﻄﺔ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﺗﺴﻤﻴﺘﻪ ﺑﺎﻟﺜﻮرة . أﻣﺎ اﻟﺜﻮرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ أن ﻳﺒﻠﻎ أﻫﺪافها ﺑﺘﻐﻴﻴﺮ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺣﺘﻰ لا يصبح ﻋﺼﻴﺎﻧﺎ ﻣﺪﻧﻴﺎ بل عصيانا مسلحا بداعي الوصاية إلى أن تتطور دراﻣﺎﺗﻴﻜﻲ ﻳﺒﺪأ ﺑﺎﻟﺘﻤﺮد ﺛﻢ يستفحل وﻫﻲ ﺑﺬﻟﻚ ﻗﺪﻣﺖ اﻟﻌﺮﻳﻀﺔ منذ اﻷﻳﺎم اﻷوﻟﻰ لإﻧﻄﻼﻗﺎتها واﻹﻃﺎﺣﺔ ﺑﺎﻟﻨﻈﺎم وﺣﺘﻤﻴﺔ اﻟﺘﻐﻴﻴﺮ الهش وﻣﺎ الحركة الشعبية والتظاهرة السلمية بحي الجامعة والسبعين والستين حينها إلا مضربا للسخف وﻛﺄﻧﻬﺎ آﻓﻠﺔ ﻻ أﺛﺮ ﻟﻬﺎ كالموت للحرية ﻣﻔﺎهيم أﺛﺒتت ﻣﺮوﻧﺘها اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ وأن الفشل وانتهاك المبادئ الأوﻟﻰ أو اﻟﺒﺪﻳﻬﻴﺎت اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ونبش إﻣﻜﺎنية اﻟﻌﻮدة إلى خلف تعويق مرحلة مابعد حكم صالح واﻟﺘﻤسك برهان النخبة التي ضفرت باﻹﻃﺎﺣﺔ برأس النظام ورسمت رقعتها كعقيدة تفرز سموم التمذهب الخميني وﻋﺪم الرضوخ لفرض الأمر الواقع وفرت هاربة إلى أحضان أموالها الطائلة التي نهبت من خيرات الوطن وثرواته وترتكه نحيل الجسد ينخره الفقر والعوز وشضف العيش .
# مجاهد القملي