عزيزي جيرالد فايرستاين
سفير الولايات المتحدة الامريكية بصنعاء
لقد تابعت تصريحاتكم التي أطلقتموها في مؤتمركم الصحفي الأخير بصنعاء والتي لا شك أنكم قبل غيركم شعرتم بالخجل وظهرت عليكم حمرة الوجه وانتم تكتشفون انكم ادليتم بتصريحاتكم في المكان والزمان الغلط ، خاصة وان تصريحاتكم جاءت في مؤتمر صحفي عقد صباحا في وقت كانت جموع شعب الجنوب الثائرة العظيمة تتوافد على ساحة العروض بخورمكسر لترسم لوحة مليونية شاهدتموها عصرا.
عزيزي السفير الامريكي:
ذهلت كثيرا من الغباء الذي حملته تصريحاتكم وزاد من ذهولي انكم كنتم تتكلمون بلسان الواثق، ولن اتطرق هنا كثيرا لحديثك عن مشكلات الشمال والتي ظهر غباؤك فيها بحدة عندما نفيت أي خلاف بين الرئيس هادي واللواء محسن وعند سؤالك عن تأكدك من انعدام الخلاف قلتم بأن دليلكم هو لقاءكم الاخير باللواء محسن قبل عدة اسابيع في حين ان الخلاف المعروف بين هادي ومحسن لم تكن قد مرت عليه سوى بضعة ايام قبل مؤتمركم الصحفي، ولن اتحدث هنا عن كل ما ذكرته بشأن مشاكل صنعاء ولكني معنيا بتفنيد أكاذيبك ووقاحاتك تجاه شعب الجنوب.
عزيزي السفير الامريكي..
لقد اكسبت تصريحاتكم غير المدروسة ايران شعبية واسعة لا تستحقها وقدمتم لها خدمة مثلما قدمتموها من قبل بتسليم العراق لها ولاتباعها بعد ان دفعتم الدماء والمال في اسقاط نظام صدام حسين، وها أنتم اليوم ترددون ببلاده منقطعة النظير ما يردد في وسائل الاعلام الحزبية عن علاقة الحراك بايران وتلقي الرئيس البيض اموالا من طهران، غاضين الطرف عن حقيقة ان هناك شعبا حيا وارادة شعبية تحررية في الجنوب لا تتلقى دعما في ايران ولم تقدم لايران خدمة كتلك التي قدمها لها الامريكان بتسليمها عراق ما بعد صدام.
عزيزي السفير الامريكي..
ان ارادة شعب الجنوب ستنتصر بكم او بدونكم، وانكم الامريكان لا موقف لكم ولا مبدأ وانما تتعاملون مع من يثبت وجوده على الارض وستجدون انفسكم مرغمين على التعامل مع الثورة الجنوبية قريبا لأنها لم تقم بدعم منكم ولا تؤثر فيها مواقفكم وغروركم بدليل ان جماهير الجنوب داست على تصريحاتكم الصباحية المبكرة وواصلت مسيرتها عصرا دون ان تؤثر فيها تصريحاتكم المتعجرفة.. ولو كنت رأيت أبناء عدن وهم يتكفلون بتوزيع الوجبات الغذائية على مئات الآلاف القادمين من مختلف أنحاء الجنوب ما كنت أطلقت أكاذيبك بدعم ايران لأعظم ثورة تحررية في الجنوب .
عزيزي السفير الأمريكي ..
إذا كنت تجهل حقيقة الوضع التاريخي للوحدة المزعومة في الجنوب فهذه مشكلتك وأنصحك بتعديد مصادر معلوماتك ، لأن الجنوب الذي تصفه بالانفصالي تم احتلاله بالمدفع والدبابة والطائرات في حرب سيئة الصيت أحرقت الأخضر واليابس وتم اخضاعه منذ ذلك العام الأسود بالقوة وطمست هويته بل حتى أسماء شهداؤه أزيلت من المدارس والشوارع ووزعت أراضيه هدايا ونهبا لكبار الوحدويين الذين تحبهم وما مقولة ومقصع وعلي محسن وعيال الأحمر عنكم ببعيد ، لقد كنا دولة يا سعادة السفير ولم نكن أصلا من فرع ومن حقنا اليوم استعادة دولتنا وسنستعيدها بالارادة الشعبية شئتم أم أبيتم لأن إرادة الشعوب لا تقهر وليس شرطا تأييدكم ورضاكم عن رغبة الشعب في الجنوب .
عزيزي جيرالد فايرستاين :
لا تحتاج الإدارة الامريكية جهدا أكبر لتكسب أكبر عدد من الكارهين لها والناقمين عليها فتوزيع نسخ من أمثالك من السفراء على دول العالم كفيل بذلك، مع استغرابي لعدم فوران السلطة في صنعاء من تصريحاتكم التي كانت أقرب إلى الوصاية عليها .
عزيزي السفير ..
أأمل أن تكون الصورة قد وصلت فما يجري في الجنوب ثورة شعبية لا تخضع للمناكفات ، وأختم بما قاله الشاعر الجنوبي الكبير ثابت عوض اليهري :
أبي الهوية الجنوبية
أبي كياني كما ما كان
انتوا لكم قوة أمريكا
واحنا لنا قوة الرحمن
