وكان وزير الطاقة القطري سعد الكعبي، قد شدد على أن انسحاب قطر من المنظمة “ليس لأسباب سياسية”، إلا أن خبراء اعتبروا أن الأمر يمهد لتقوية تحالفات أخرى للدوحة.

وتعليقا على القرار القطري، قال رئيس قسم الاقتصاد في صحيفة الرياض، خالد الربيش، لـسكاي نيوز عربية: “لا أجد أي مبرر فني أو اقتصادي لهذه الخطوة، حتى مع تواصلي مع مجموعة من الخبراء، لم أجد له تفسيرا.. هي مجرد مراهقة سياسية”.

وتابع: “هذه الخطوة تعد مؤشرا على أن هذه الدولة تريد أن تتفرد بكل شيء، وأن تخلق لها اسما على الخارطة العالمية السياسية أو الاقتصادية، واستخدام الآلة الإعلامية للتفرقة بين الدول العربية، وللإساءة للرموز العربية وغير العربية على مساحة الوطن العربي”.

تحالفات سياسية رغم العقوبات

وأضاف الربيش: “الغريب أن هذا الإعلان جاء بالتزامن مع العقوبات المفروضة على إيران، خاصة في الجانب النفطي، ونعلم أن هناك حقل للغاز في قطر تسيطر إيران عليه وعلى إنتاجه، لكن باسم قطر”.

وأشار إلى أن هذه التقاطعات السياسية والعلاقات بين قطر والنظام الإيراني قد يكون لها بشكل أو بآخر “مبرر لخروج الدوحة من أوبك”.

وشدد على أن تأثيرات هذه الخطوة ستكون سلبية بشكل كبير على قطر، وأنها لن تستفيد منها على المدى البعيد، “خاصة فيما يتعلق بالغاز المسال”.

ولفت الربيش إلى أن قيمة قطر داخل أوبك ليست كبيرة، إذ يبلغ إنتاجها 600 ألف برميل، تستهلك منها من 80 إلى 100 ألف في الداخل، وبالتالي ما يتم تصديره هو نحو 500 ألف برميل، “وهو ليس رقما كبيرا مقارنة مع الدول الكبيرة في أوبك، مثل السعودية”.

أما فيما يتعلق بتداعيات مثل هذا القرار على الدوحة، فقال الربيش: “يمثل الأمر المراهقة السياسية التي تحكم الدوحة، بمعنى أن خروج قطر من منظمة اقتصادية مهمة على مستوى العالم، يعطي انطباعا سلبيا على تكهنات الحكم في الدوحة، لأن الأمر على المدى البعيد، يعطي إشارات للدول الكبرى بأن هذه الدولة لا يمكن الوثوق بها في الجوانب الاقتصادية”.

وأوضح: “العالم أجمع يتجه إلى التكتلات الاقتصادية وليس الخروج منها، فهناك مساحة من التفاهمات الاقتصادية بين الدول تحكم علاقاتها، لأن النفع يعود على الجميع”.