fbpx
هل آن الأوان يا سيادة الرئيس .؟

فهد البرشاء

بادئ الأمر أحييك سيادة الرئيس تحية يملؤها الأسى والحزن على واقعنا البائس وحالنا (المكدود), وحيلنا (المهدود),وأبعث إليك تحايا كل أولئك (المكلومين) الذين سحقتهم السياسة , ودمرتهم طقوسها القذرة وأسيادها الفاسدين,وتناوحتهم المحن, وعصفت بهم الرزايا والجوع والحاجة والفقر والعوز ..

تحية مهما كان بؤسها والمها وسقمها إلا أنها لا تحمل (ذرة) من حقد أو غل أو كره لشخصك الكريم, فليس من الرجولة ولا من الدين (الفجور) في الخصومة والخساسة في العدواة , ولا من الأخلاق أن (نسب) ونشتم ونقذف سيادتكم بأبشع الألفاظ وأقذعها وأوسخها, فما هكذا جُبلنا, وما هكذا تربينا, وما هكذا علمنا (ديننا), ولكن أحببت أن أضع على طاولتكم المكتظة بالمشاكل والهموم شيء من أوجاع (البسطاء) ممن لا حول لهم ولاقوة, أما (الهوامير) فلا خوفاً عليهم فقد عاثوا في الأرض فساداً..

هؤلاء البسطاء والمعدمين والمسحوقين والمكلومين هم من ينتظرون من سيادتكم النظر إليهم بعين الإعتبار وبقلب (مُحب) كما عهدك الشعب من أقصاه إلى أقصاه, نظرة عميقة لواقعهم البائس وحياتهم الكالحة وهمومهم التي (أنهكتهم), وجوعهم وفقرهم وعوزهم الذي بلغ مبلغه في ظل هذا الوضع المتردي والمؤلم..

هؤلاء يا سيادة الرئيس لايبحثون عن (مناصب) , ولايتسابقون على الثروات, ولن يزاحموا أحد على الأموال الطائلة التي (تهدر) هنا وهناك دون وجه حق, وتذهب بقدرة قادر إلى (جيوب) الهوامير والمرتزقة والعملاء ومن لايخشون الله..

هؤلاء كل مايتمنونه وطن آمن،(وكسرة) خبز يابسة تسد رمق جوعهم،وشربة ماء تطفئ لهيب عطشهم،لايحلمون بمبان (سامقة)، أو بسيارات (فارهة)، أو بأرصدة مالية، أو بمرتبات مغرية،بل يبحثون عن أقل القليل مما يقتاته الفاسدون والمرتزقة والعملاء..

هؤلاء ياسيادة الرئيس هم من خرج بصدور (عارية)،وبطون (خاوية) يحملون (أكفانهم) فوق أكفهم،حينما حمي وطيس المعارك،وحينما ولى الهوامير والفاسدون الأدبار،ودس بعضهم رأسه في التراب كـ(الأنعام)،والتحف البعض الآخر رداء الذل والخزي والعار..

فهل آن الآوان ياسيادة الرئيس لأن تخفف عن كاهلهم هموم الحياة وقسوتها وتضع حداً لمهزلة الحياة التي أختلقها من لايريدون لهذا الوطن والمواطن الخير؟ هل آن الآوان كي تقول كلمتك وتقضي على من يقتاتون على مصالح البسطاء وحياتهم ويسترزقون من معاناتهم..

هل آن الآوان كي توقف هذه المهزلة التي لم يتوقع حدوثها أحد،ولم نتوقع أن تتجاوز حدود المعقول والمسموح به والمنطق،هل آن الآوان ياسيادة الرئيس كي تختار شعبك ومن وقفوا معك في محنتك وتجتث شأفة من عاثوا في الارض فساد،وتقطع دابرهم،وتبدد فسادهم وعبثيتهم..

ننتظر سيادة الرئيس منك الكثير رغم كل المؤشرات المؤلمة والمخيفة،ولكن ثقتنا في الله اولاً كبيرة ثم في ذلك القلب الطيب الذي تحمله بين (جنبيك) وروحك الطاهرة التي يحتويها جسدك..

سننتظر أن يعض الفاسدون الأنامل من الحسرة والندم،وينتشي البسطاء فرحاً وسروراً..