fbpx
“المليشيات الخارجة عن الشرعية”

د. عيدروس نصر

عندما يتحدث الإعلاميون الذين يدَّعون احتكارهم نصرة الشرعية عن “المليشيات الخارجة عن الشرعية ” فإنهم إنما يقصدون قوات المقاومة الجنوبية التي انخرط أفرادها وقادتها في الحزام الأمني والنخب الأمنية المختلفة (الشبوانية والحضرمية والمهرية والسقطرية)، والمعروف عنها بأنها هي من حرر الأراضي الجنوبية من الغزو الحوثي /العفاشي في العام 2015م وتمسك اليوم بزمام الأوضاع الأمنية على تعقيداتها وتشابكات الأطراف العابثة بها.

“الميليشيات الخارجة عن الشرعية” تطارد اليوم فلول القاعدة وداعش في شبوة وتلحق بهما الهزائم المؤلمة، تماماً كما حررت حضرموت وأبين وبعض مديريات شبوة من تلك المجموعات، وسحقت مثيلاتها في عدن ولحج وغيرها من مناطق الجنوب، من قبل، والقوات “الداخلة في الشرعية” سلمت الأرض والمعسكرات والأسلحة والذخائر والمؤن لتلك الجماعات ولاذت بالفرار، وهناك من يقول أنها دونت معها محاضر استلام وتسليم وزودتها بالأقراد والقادة والخبراء، وفضلا عن كل ذلك تربض تلك الفيالق (الشرعية) على مساحات تقدر بنصف مساحة اليمن (في الجنوب طبعا) ولم تطلق رصاصة واحدة لا على الانقلابيين ولا على داعش والقاعدة (اللتان تتقاسمان الأرض والتموين مع معسكراتها) وتساهم (قوات الشرعية) في تهريب النفط والأسلحة إلى الانقلابيين ومد خطوط التواصل معهم بكامل الاريحية والطمأنينة.

وبعبارة أخرى، إذا أردت أن تكون شرعيا فإن عليك أن تدعم القاعدة وداعش وان تتستر على جرائمهما، وأن تدعم الانقلابيين وتوصل لهم الوقود والأسلحة والمؤن ، وأن تختفي وقت اشتداد الأزمة وتهرب من خوض المواجهة وأن تساهم في صفقات نهب النفط وبيعه في السوق السوداء . . .وأن لا تقاوم معتديا، ولا تناصر حقاً ولا بأس أن تشتم وتلعن وتتهم وتهدد وتتوعد من انتصروا للشرعية بصدق وسلموها أرضا بمساحة 375000 كم مربعا بعد ما حرروها من الغزاة الجدد، هي الأرض التي يدَّعي إعلاميو الشرعية أنهم يسيطرون عليها، وبذلك تصبح شرعياً من الدرجة المميزة.

هذه هي (قوات الشرعية) وتلك هي (المليشيات الخارجة عن الشرعية)، وذلك هو جوهر الصراع مع الأبواق الإعلامية التي تتقمص دور “النصير صاحب الامتياز الخاص للشرعية“.