fbpx
إلى المناضل محمد علي أحمد ..مع التقدير

المناضل محمد علي احمد (أبو سند)..

حياكم الله وسدد خطاكم

تابعت بكل تقدير كلمتك المسهبة التي القيتها في اليوم الثاني لمؤتمر شعب الجنوب وعليه اسجل لكم ملاحظاتي ان تقبلتموها وهي عن جزئية حديثكم عن الحوار:

– انك لا تحتاج إلى مبررات لذهابك الى حوار صنعاء كالذي المبررات التي سقتها في كلمتك آنفة الذكر، فلن يكون بمقدور أحد ان يمنعك من ذلك ولا باستطاعة أية قوة سياسية أو شعبية ان تصادر عنك هذا الحق في العمل السياسي، لكن طالما وانت قد خاطبت الجميع فمن حقنا ان نعبر عن راينا ونسجل لك ملاحظاتنا على ما نراه يستحق التعبير لعل ابرز هذه الملاحظة :

-هي تشديدك على ان الحوار هو المخرج لحل أي ازمة او مشكلة بين البشر. ونتفق معك من ناحية المبدأ، نتفق معك ان الحوار -أي حوار- كقيمة انسانية وحضارية هو الوسيلة الناجعة لحل المشاكل والخصومات، لكن ان كان كلامك مقصودا به حوار صنعاء على وجه التحديد- وهذا ما فهمته من كلامك-، فهنا نختلف معك حتى الصميم للأسباب الاتية:

– ان حديثك عن الخمسين بالمائة التي قيل انها من حصة الجنوب في الحوار المزمع عقده بصنعاء! فهذه لعمري أنه قمة في الاحتيال يمارسه علينا اصحاب الحوار الصنعاني المشبوه اظن انك اذكى من ان تنطلي عليه هذه الحيلة، لأن هذه النسبة هي اصلا موزعه على الاحزاب أي انه مثلا حزب الاصلاح لو صدق واختار نصف ممثليه  من الجنوبيين لذلك الحوار فهو لن يختار إلا من لا يمتّون بصلة للجنوب وقضيته السياسية باستثناء صلتهم جنوبيتهم كجغرافيا التي لا يمكن لهم الفكاك منها غصبا عنهم، ولن يختار إلا اكثر الاصلاحيين الجنوبيين عداءً وخصومة للقضية الجنوبية ولن يعدم ذلك فلديه العديد من هذا النوع من البشر للأسف. لأنه لا يعقل ان يختار هذا الحزب ممثليه من العناصر التي لديها الشجاعة ان تطرح نبض الشارع الجنوبي كما هو، فهذا الحزب  وخصوصا بالجنوب كما نعرف مربوط بشدة الى بوابة مشايخ وساسة الحصبة بصنعاء.وعلى موقف حزب الاصلاح قس بقية الاحزاب ولتكوينات  الشمالية الاخرى.

أما عن قولك ان اعتماد نصف مقاعد الحوار الصنعاني يعد اعترافا بثورة الجنوب والشمال. -فمع انني لا اعرف القصد من ذكر ثورة الشمال بمؤتمر شعب الجنوب- لكن دعني اقول لك ان هذا الاعتراف الذي تحدثت عنه سيدي الكريم وأنت خير العارفين من انه لا يساوي شيئا كون هذا الاعتراف – اذا ما اعتبرناه اعترافا اصلا- لم يصدرعن قبل هيئات حزبية أو سياسية او حتى قبيلة. أي ان حزب الاصلاح والمؤتمر وهما الحزبين الاكبر في الشمال لم يعلنان صراحة بهذا الاعتراف المفترض, وبالتالي فان التنصل منه سيكون اسرع من رد الطرف على العين. ونافلة في القول نعزز اعتقادنا بموقف حزب الاصلاح ومعه لامؤتمر الذي لم يعترفا حتى اللحظة بخطأهما بحرب 94م ولا يزال حتى اليوم يكررا نفس عقلية المحارب و والمفتي لا يتحرج قادتهما من وصف حرب 94م بانها حرب مقدسة وحرب الحفاظ على الوحدة من عبث الانفصاليين الكفرة، ناهيك عن عدم اعترافهما بان الجنوب نهب ودمر وانتزع من الخارطة فهل هؤلاء مستعدون ان يحاوروا خصم كافر انفصالي حتى نهرول سراعا نحوهم لا قدر الله؟.

-ثم هل ترى ان ثمة ارضية نظيفة مهيأة لمثل هكذا حوار؟ قطعا لا ،فإن كان السيد ياسين سعيد نعمان وهو نائب رئيس اللجنة التحضيرية ذللك الحوار يقول قبل يومين بما معناه:انه لا يمكن ان يكون هناك حوار على هذه الشاكلة دون تنفيذ النقاط العشرين الصادرة عن هذه الهيئة.! بالمجمل ان العشرين النقطة التي وضعتها لجنة الحوار نفسها لم تنفذ منها ولو نقطة واحدة بما فيها بالضرورة النقطة التي تتحدث عن اعتذار شركاء حرب 94م للجنوب واعادة ثرواته المنهوبة؟ ارجو ان تعود الى تصريحات اليدويمي والشيخ صادق الاحمر، لتعرف ان الذهاب للحوار مع هؤلاء وبظروف كالتي نراها يعد انتحارا سياسيا ومغامرة لن يكون ضررها اقل وطأة من قرار الوحدة التي دخلناه بدونبشروط عودة ولا شروط ضمانات كما تفضل في كلمتك آنفة الذكر.فإن كان لم تنفذ نقاط لجنة الحوار فكيف لو قرر  الطرف الجنوبي ان يخوض معهم الحوار وتقدم  لهم بعدة نقاط بالسقف الذي نعرف فهل سينفذونها وهم لم ينفذون نقاطهم اصلا؟!!

– ملاحظة: كنتُ قد كتبت مقالين قبل يومين بخصوص انعقاد مؤتمر شعب الجنوب وقلت فيهما بما معناه انه من الغلط اعتبار القائمين على هذا المؤتمر خارجين عن الصف الجنوبي وان التعرض او الاساءة الى هذا الجهد الجنوبي يعد عملا طائشا طالما والمؤتمرين يحاكوا ايقاع الشارع ويتماهون معه ولا زلت اكرر هذا الكلام .  اما ان يكون هذا المؤتمر جواز مرور لا قدر الله نحو حوار مبهم المعالم، حوار مشوش لا يبدي خصوم الجنوب أي اشارة تطمين على ان عام 2012م ليس عام 1994م، وبقاء عقلية هزمناكم لاتزال على حالها،فهنا ارجو ان تقبل تقبلوا اعتراضي بالخط العريض وبكل لغات العالم .!فالاختلاف بالرأي لا يفسد (للجنوب) قضية،ولكم رحيق التقدير وخالص التهنئة بنجاح مؤتمر شعبنا الجنوب).  (ولله الأمر من قبل ومن بعد).