fbpx
رمضان والناس في عدن
شارك الخبر

 

يافع نيوز- مريم محمد

 

كجميع المسلمين في كل أصقاع العالم ينتظر أهالي عدن كل عام شهر رمضان بالشوق والحنين للعبادة والروحانية التي يبعث بها هذا الشهر في النفوس. غير مبالين بكل الظروف السياسية والاقتصادية المتدهورة التي تعصف بالبلاد , فقد تعودوا على خلق الأمل من وسط المعاناة والألم, وإنتزاع السعادة من فكيّ الشقاء .

فالبرغم من الحرب التي تعيشها اليمن بشكل عام وتلقي بظلالها على المواطنين في الجنوب والعاصمة عدن خصوصاً التي تعاني من أزمات مستمرة في الكهرباء والرواتب وارتفاع اسعار المواد الغذائية وتدهور العملة وغيرها إلا أنها لازالت تحتفظ برونقها الجميل وأصالتها بالإحتفال بهذا الشهر الكريم وتزيين الحواري والمدن استقبالاً لهذا الشهر متحدية كل الظروف وكل قوى الشر والظلام التي تريد لها أن تموت .

 

برغم الأزمات إلا أنه شهر البركات

من وسط زحمة العابرين في الأسواق تلمح أم علاء تلك السيدة التي تسير بخطئ بطيئة وتشكي من الغلاء الكبير في أسعار المواد الغذائية خصوصاً قبل شهر رمضان الذي يحل على أهالي عدن هذا العام والحال مازال كما هو الحال في سابق الأعوام أو ربما أسوء منه فالأزمات مازالت تثقل كاهلهم والمعاناة مازالت عنوان حياة الكثير منهم , تقول أم علاء ربة منزل لأربعة من الأطفال الذين يحتاجون الكثير منها في ظل مرض زوجها , وملامح الحزن والتعب تكتسيها  “أن رمضان هذا العام صعب جداً في ظل ظروف سيئة جعلت منها تجاهد من أجل الحصول على لقمة العيش , لكنها مازالت تؤمن بأن هذا شهر الخير والبركة وبتراحم الناس ستمر أيامه أفضل من غيره من الشهور”.

 

تجارة رابحة

هناك في شارع آخر حيث تجهز أم محمد نفسها وأطفالها الذين سيفترشون هذا الرصيف في

رمضان ويبيعون ماتحضره أمهم من طعام ومقليات يبيعونها

ويكسبون منها لقمة العيش , تقول أم محمد “حلّ رمضان علينا ككل عام تصاحبه الأزمات والارتفاع الجنوني بأسعار المواد الغذائية وبالرغم من صعوبة الأوضاع المعيشية وتدهور العملة الذي أدى إلى ارتفاع كل شيئ فإننا عملنا على استغلال هذا الشهر في كسب الرزق الحلال والعمل على مشروعي الصغير الذي أقوم فيه بإعداد بعض الأطباق وارسال اطفالي لبيعها كل يوم مما يساعدني كثيراً في تجاوز هذه الظروف وقهرها , لذلك فرمضان يعتبر شهر خير وتجارة رابحة لي في العبادة وكسب الرزق الحلال” .

 

أساسيات رمضان أصبحت كماليات

أما الشاب وجدي الذي يبدو حالة ككثير من الأسر هذا العام , فلا ترى فيه ملامح الاستعداد لهذا الشهر ومايتطلبه من حاجيات , يقول: “رمضان هذا العام بالنسبة للجزء الكبير من المواطنين صعب جداً من ناحية الحالة المعيشية بسبب انقطاع الرواتب وارتفاع اسعار المواد الغذائية وعدم ايجاد حلول من قبل الحكومة لارتفاع سعر الدولار وتحكم التجار بالأسعار بسبب عدم وجود رقابة علی عملية البيع”.

ويضيف “رمضان هذا العام ليس كرمضان الاعوام السابقة والأساسيات التي كنا نعدها في رمضان الاعوام الماضية تعتبر الان بالنسبة للمواطن كأنها من الكماليات, وسوف يُستغنى عنها في رمضان هذا العام, لان المواطن ليس عنده القدرة الشرائية لاحتياجات رمضان كما كان سابقا. إضافة الى ذلك انقطاع الكهرباء مع ارتفاع درجة الحرارة وهذا الامر يصعب الصيام, أيضاً رمضان هذا العام يعتبر كأي شهر وليس هناك اي جديد يضاف له كما كان في الاعوام السابقة بسبب الظروف المعيشية الصعبة  التي أدت الى تقلص العادات والتقاليد الرمضانية مما يعني ان رمضان يكون اكثر من عادي وشهر مثل كل شهورالسنة”.

 

شهر خير وحكومة شر

الحاج عبده سعيد الذي ارهقه الوقوف في ذلك الطابور أمام أحد محلات المواد الغذائية لشراء مايمكنه شراؤه من حاجيات استعداداً لشهر الصيام , يقول “شهر رمضان شهر للعبادة والصيام والشهر الذي تتربط به الشياطين إلا أن شياطين بلدنا من المسؤولين ومختلقي الأزمات في الحكومة يرفضوا إلا أن يكون لهم نصيب وافر بالشر من دعائنا , وكما يلاحظ الجميع كيف هي الظروف المعيشية التي نعيشها من أنقطاعات كبيرة في الكهرباء خصوصاً من قدوم شهر رمضان والذي نتمنى أن تتوفر به الخدمات الأساسية مثل الكهرباء خصوصاً وأن عدن تشهد درجات حرارة مرتفعة . أيضاً ضعف عملتنا الذي أدى إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية بشكل جنوني , حيث لايكفي الراتب لشراء الحاجات الأساسية, فأنا وعبر هذا المنبر أطالب كل السلطة والحكومة بالرحمة بالشعب وتقديم الخدمات لهم على الأقل في هذا الشهر” .

 

الظروف الاقتصادية حدّت من الطقوس الرمضانية العدنية

أما الشاب عبدالسلام فيقول “يهل علينا شهر رمضان الكريم وسط معاناة كبيرة للمواطنين وخصوصاً الاسر العدنية, حيث  تعاني من وطأة حرارة الصيف في رمضان مع تزايد الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي والمياه وهذا مايعكر صفو الحياة في المدينة. وبالرغم من أن لعدن نكهة خاصة في رمضان؛ في الطقوس الرمضانية التي تمارس في كل عام منها الأطعمة المتنوعة في وجبتي الإفطار والسحور والألعاب الشعبية  للأطفال في الحواري وشراء الأشياء التي تتعلق برمضان سواء للمنزل أو الطعام وتزيين الشوارع بالزينة الخاصة برمضان وهي عبارة عن اضواء بداخل فانوس صغير يعلق في الشوارع, وزحمة المشترين والبائعين , لكن كل هذا اصبح خلال هذه الأيام في تناقص بسبب هبوط العملة المحلية وارتفاع العملة الصعبة مما أدى إلى ارتفاع الاسعار الذي بدوره ادى الى تزايد اسعار المواد الغذائية التي تعتبر شريان رئيسي في حياة السكان اضافة الى ازمة الرواتب وانقطاعها لبعض القطاعات الخاصة. كل هذه الظروف جعلت طقوس رمضان في مدينة عدن العتيقة تعرقل ولا تسمو لما كانت عليه”.

أخبار ذات صله