fbpx
أصغر جندي شارك في الحرب العالمية الأولى.. عمره 8 سنوات
شارك الخبر
صورة التقطت سنة 1916 للجندي مومشيلو غافريتش

يافع نيوز – متابعة:

خلال فترة #الحرب_العالمية_الأولى انضم مئات الآلاف من الأطفال والمراهقين للقتال في صفوف مختلف جيوش الدول المتحاربة، فعلى حسب السلطات البريطانية لبى ما لا يقل عن 250 ألف شخص دون سن الـ18 “نداء الوطن” للقتال في صفوف الجيش البريطاني أثناء هذه الحرب.

من ضمن جميع الأطفال الذين شاركوا في الحرب العالمية الأولى، دوّن التاريخ اسم مومشيلو غافريتش (Momčilo Gavrić)، حيث انضم هذا الطفل للقتال ضمن صفوف الجيش الصربي، بينما لم يتجاوز عمره الثماني سنوات، ليصبح بذلك#أصغر_جندي شارك في الحرب.

ولد مومشيلو غافريتش في 1 أيار/مايو 1906 بإحدى القرى القريبة من مدينة لوزنيكا غرب صربيا، وكان الطفل الثامن لعائلته التي تضمنت 11 طفلاً. خلال شهر آب/أغسطس 1914 هاجمت القوات النمساوية قرية الطفل، وعلى إثر بعض المناوشات لم تتردد القوات النمساوية في إحراق القرية وقتل العديد من سكانها، وكان من ضمن القتلى والدا الطفل مومشيلو وسبعة من أشقائه، بينما نجا هذا الطفل ذو الثماني سنوات من الموت بأعجوبة لينطلق عقب ذلك مسرعا نحو جبل غوتشيفو القريب طلبا المساعدة. هناك التقى هذا الطفل بأفراد فرقة المدفعية الصربية السادسة، التي لم يتردد قادتها في ضم مومشيلو إلى صفوفهم كواحد من الأطفال اليتامى.

الجندي مومشيلو غافريتش برفقة عدد من زملائه في الجيش الصربي

 

 

في حدود منتصف شهر آب/أغسطس 1914 شارك الطفل مومشيلو برفقة أفراد فرقة المدفعية السادسة الصربية في “معركة سير” التي حققت خلالها صربيا نصرا ساحقاً على القوات النمساوية. على إثر ذلك، حصل مومشيلو على رتبة عريف كما تم منحه زياً عسكرياً ملائماً لحجمه، وكان عمره حينها 8 سنوات، فأصبح بذلك أصغر شخص يحصل على رتبة “عريف”.

سنة 1915 تلقت القوات الصربية هزيمة ساحقة لتقع صربيا على إثر ذلك في قبضة القوات النمساوية والألمانية. أمام هذا الوضع السيئ، أجبِر العديد من الجنود الصرب على الفرار نحو اليونان عبر مسالك برية ضيقة متحملين برودة الطقس. خلال تلك الفترة تواجد الطفل مومشيلو ضمن القوات الصربية التي توجهت نحو اليونان وكتكريم له على تحمله لمشقة السير والطقس البارد حصل هذا الطفل على العديد من الأوسمة.

الجندي مومشيلو غافريتش عقب اصابته سنة 1918

خلال فترة تواجده بمنطقة تيسالونيك اليونانية، تلقى مومشيلو تعليماً بسيطاً، ومع تعافي الجيش الصربي عاد هذا الطفل إلى صفوف فرقة المدفعية السادسة ليشارك على إثر ذلك في معركة قاجمكيلن سنة 1916. خلال هذه المعركة التقى مومشيلو بالجنرال الصربي المخضرم جيفوين ميشيتش الذي ذهل عند مشاهدته لطفل ضمن صفوف القوات الصربية، فلم يتردد في منح هذا الطفل ذي الـ10 سنوات حينها رتبة رقيب.

خلال فترة الحرب العالمية الأولى تعرض الطفل مومشيلو إلى إصابات عديدة، لكن ذلك لم يمنعه من العودة إلى صفوف#الجيش_الصربي والمشاركة في العديد من المعارك. ومع نهاية الحرب العالمية الأولى كان هذا الطفل شاهدا على نشأة يوغوسلافيا.

الجندي مومشيلو غافريتش برفقة الكولونيل توخوفيتش

عقب نهاية الحرب العالمية الأولى، عاش مومشيلو غافريتش على وقع مآس عديدة، ففي حدود سنة 1929 تعرض للاعتقال والسجن لمدة شهرين بعد اتهامه بالتهرب من الخدمة العسكرية، حيث رفض المسؤولون العسكريون حينها تصديق روايات الأخير حول مشاركته في الحرب العالمية الأولى على الرغم من إثباته ذلك بعدد من الوثائق.

إحدى الوثائق العسكرية الرسمية التي امتلكها مومشيلو غافريتش خلال فترة الحرب العالمية الأولى

كما تعرض مومشيلو للاعتقال مرتين خلال الحرب العالمية الثانية، ولم يتردد النازيون في إرساله إلى أحد معسكرات الاعتقال القريبة من بلغراد. خلال الفترة التي تلت نهاية الحرب العالمية الثانية، تعرض مومشيلو للاعتقال مجددا بعد اتهامه من قبل الشيوعيين بالتعامل والتخابر مع النازيين في زمن الحرب، لكنه نجا من الإعدام. بعدها، عاش مومشيلو “بسلام” حتى سنة 1993 حيث فارق الحياة عن عمر يناهز 87 عاماً. وكتخليد لذكراه، شيدت السلطات اليوغوسلافية نصبا تذكاريافي بلغراد تكريماً لمومشيلو، كما تم منح اسمه لأحد شوارع مدينة لوزنيكا.

 

 

  • العربية –  تونس – طه عبد الناصر رمضان
أخبار ذات صله