fbpx
المليشيات تغرق صنعاء بصور الصماد وتسخّر المساجد للحشد
شارك الخبر

يافع نيوز- متابعات

عشية الموعد الذي حددته الميليشيات الحوثية لتشييع جثة رئيس مجلس حكمها الانقلابي صالح الصماد؛ استمر انقلابيو اليمن في فرض حالة الطوارئ الأمنية في صنعاء بالتزامن مع إغراقها العاصمة بالصور والشعارات التي وزعتها في مختلف الأحياء وفرضت تعليقها على واجهة الحافلات العامة وسيارات الأجرة.

وبينما بدأت الجماعة الحوثية في استقبال المئات من أتباعها الذين حشدتهم من مناطق سيطرتها إلى صنعاء للمشاركة في التشييع أصدرت أوامر بمنع دخول ناقلات البضائع والشاحنات الكبيرة لمدة 24 ساعة لتذليل الطرق الرئيسية ومداخل المدينة للواصلين من عناصرها.

في غضون ذلك، أكد شهود اندلاع اشتباكات مسلحة في حي «السواد» جنوبي العاصمة، استمرت لنحو ساعة ظهر أمس، واستخدمت فيها أسلحة رشاشة خفيفة ومتوسطة، يعتقد أنها دارت بين عناصر الميليشيات الحوثية وعدد من العسكريين السابقين الذين تحاول الجماعة إجبارهم على العودة للخدمة تحت إمرتها في سياق حملة التعبئة العامة للقتال في صفوفها.

وفي سياق الاستعدادات التي استبقت بها تشييع الصماد اليوم، سخرت الميليشيات الحوثية أمس منابر المساجد في صنعاء والمناطق الخاضعة لها للتباكي على مقتله وحض سكان العاصمة والمحافظات على المشاركة في التشييع، لجهة ما يمثله ذلك بحسب ما زعم خطباؤها من «واجب ديني» يدعون أنه «يجب عدم التفريط فيه».

وأفاد مسؤول محلي في أحد أحياء صنعاء بأن الميليشيات أمرت أعيان الأحياء في العاصمة بحشد أكبر قدر من المواطنين للمشاركة في التشييع الذي حددت مكانه في ميدان السبعين، أكبر ميادين المدينة، الذي كان الاحتشاد إليه حكرا على أتباع الرئيس الراحل علي عبد الله صالح وحزبه «المؤتمر الشعبي العام».

وفي الوقت الذي يتوقع أن يلقي زعيم الجماعة الحوثية خطابا مطولا للتهديد والوعيد ومحاولة رفع معنويات ميليشياته المنهارة، فرضت الجماعة إجراءات مشددة في مداخل العاصمة لجهة تفتيش المسافرين الذين تشتبه في عدم موالاتهم لها، وتفحص محتويات هواتفهم بما فيها الرسائل النصية.

وفي سياق حالة عدم الثقة التي تسود بين أجنحة الميليشيات، كشف السكرتير الخاص للصماد، ويدعى أحمد الرازحي بصفحته على موقع «فيسبوك» أمس، عن أنه كان تخلف عن مرافقة رئيس الجماعة الحوثية في زيارته إلى الحديدة التي قتل فيها، بناء على طلب من الصماد نفسه، وذلك لإنجاز بعض المهام التي كلف بها، مؤكدا أن الجماعة أخفت عنه نبأ مقتله وأنه لم يعلم بذلك إلا بعد الإعلان الرسمي.

وعلى نحو متصل بحالة الإنفاق الضخم من قبل الميليشيات على فعالياتها الطائفية، قدرت مصادر حزبية في صنعاء مناهضة للجماعة، أن الكلفة الإجمالية التي من المتوقع أن تنفقها الجماعة لتشييع الصماد وحشد أتباعها من المحافظات للمشاركة قد تصل إلى مليارات الريالات، وهي بحسب المصادر تكلفة ضخمة، كان ينبغي أن تسخر لدفع جزء من رواتب الموظفين وليس للاستعراض الطائفي عديم الجدوى.

وفي ظل حالة الصدمة التي سببها مقتل الصماد في أوساط الميليشيات، هددت أمس عبر وسائل إعلامها المسموعة بإنزال العقوبة على كل من يتطاول على عناصرها أو يسخر من مقتل رئيس مجلسها الانقلابي، في مسعى قمعي لتكميم أفواه الموطنين وإجبارهم بالقوة على التظاهر بالحزن وإبداء مشاعر الأسف لمصرعه.

وكشف مذيع حوثي في حديث بثته المحطة الإذاعية الرسمية التابعة للجماعة، بأن رئيس الميليشيات الجديد مهدي المشاط، أمر بملاحقة المعارضين والناشطين المناهضين على مواقع التواصل الاجتماعي، وشدد على عناصر الجماعة لمراقبة الأحياء والتجسس على المواطنين.

وتشير التهديدات الحوثية الجديدة إلى احتمال قيام الميليشيات بموجة مرتقبة من أعمال القمع والانتهاكات بحق المواطنين في صنعاء وبقية مناطق سيطرتها، تعبيرا عن حال العداء الطائفي والسلالي الذي تكنه الجماعة لكل مخالفيها من القوى والتيارات اليمنية الأخرى.

أخبار ذات صله