fbpx
اليمن يدعو الى الارتقاء بالعمل العربي المشترك لحماية ومساعدة ضحايا الارهاب والحروب واجتثاث التطرف الفكري
شارك الخبر

يافع نيوز – القاهرة.
 ألقى السفير / رياض العكبري المندوب الدائم لليمن لدى جامعة الدول العربية، كلمة شاملة في الفعالية المخصصة لاحياء “اليوم العربي للتوعية بآلآم ومآسي ضحايا الأعمال الإرهابية”.
وفي الفعالية التي جرت في الأمانة العامة لجامعة الدول العربية اليوم الأحد ،  ألقيت كلمة السيد احمد ابو الغيط الامين العام لجامعة الدول، وعرضت أفلام وثائقية عن ماسي الارهاب ومعاناة ضحاياه.
وياتي تنظيم هذه الفعالية، تنفيذا لقرار مجلس الجامعة بجعل يوم 22 أبريل من كل عام يوما عربيا للتضامن مع ضحايا الارهاب وللتذكير والتوعية بآلام وماسي الاعمال الإرهابية في وطننا العربي.
واكد السفير رياض العكبري على “أهمية وضع التشريعات الخاصة بحماية ومساعدة، وضمان التعويض، والحق في نيل العدالة لضحايا الارهاب من الشهداء والمخطوفين والمفقودين والمصابين والمتضررين جراء العمليات الأرهابية، ورفع الوعي العام في شان حماية ومساعدة ضحايا الإرهاب في الوطن العربي، خصوصا في ظل التحديات العربية والإقليمية والدولية الجسيمة الراهنة، وفي المركز منها انتشار وباء التطرف والارهاب، الذي يستشري في أوصال الوطن العربي؛ فيقتل ويحرق ويذبح الأبرياء، ويدمر المنشآت والمؤسسات والمدن والأرض، وقبل كل شئ يفتك بالإنسان، كنتيجة مباشرة لإنتشار الفكر المتطرف”.
ودعى السفير رياض العكبري الى “أن يكون التصدي لحقوق ضحايا الإرهاب الإنسانية والحقوقية القانونية، مكونًا أساسيًا في الجهود الحازمة الرامية إلى التصدي لمعضلة التطرف والإرهاب”.
واستطرد المندوب الدائم قائلا ” من المهم، ونحن في خضم المعركة لهزيمة التطرف والارهاب، إيلاء عناية خاصة لاحتياجات ضحايا الارهاب، وتوفير بيئة من الاحترام الذي يستحقونه، وتحقيق حقوقهم وفقا للقانون، ومنها الجبر والتعويض وحماية الكرامة والأمن والخصوصية والمساعدة في الإجـراءات الجنائيـة والحـق في العدالة ومعرفة الحقيقة والتذكر”.
مشيرا الى ان ” من أهم احتياجات ضحايا الإرهاب الحاجة إلى الاحترام،  والاعتراف بحاجتهم الماسة إلى الدعم، من خلال توفير المعلومات والدعم العاطفي والنفسي والدعم العملي والدعم المتخصص. وتتسنم الاولويات الحاجة إلى الحماية، الحماية المادية والحماية من الإيذاء بكل صوره، والحق في الوصول إلى العدالة، والحق في الحصول على التعويض المناسب”.
وأكد المندوب الدائم في كلمته على “ان التعويض الأكبر لآلام المتضررين من التطرف والارهاب، هو العمل الجاد من اجل منع وقوعهما ولجمهما، والحد من تأثيرهما وقدرتهما على مواصلة  الإيذاء والتدمير”.
وقال: ” تبرز الأهمية القصوى لامتلاك استراتيجيات فكرية وثقافية وسياسية وإعلامية تتصدى للتطرف والارهاب بفعالية ومهنية وكفاءة، ورفع مستوى التنسيق العربي في مجال التوعية المجتمعية بمخاطر الفكر المتطرف، والعمل على ضمان خلو المناهج التعليمية من كل ما يدعو لترسيخ الأفكار المتطرفة، والتركيز في مناهج التعليم على قيم التسامح والعدالة والسلام، وتجريم الظلم، ونبذ العنف، وبناء انساق معرفية تستند على تعزيز مبادرات التفكير  النقدي والبحث العلمي”.
 وقال السفير رياض العكبري: “لقد أضحى غول التطرف والارهاب تهديدا مباشرا لكيان الدولة الوطنية العربية، يسهم في تغذية النزعات الطائفية والمذهبية، واشاعة الفوضى والدمار، وتدمير الاقتصاد وإعاقة التنمية. ان منهج إشاعة التطرف والغُلو، ومن ثم العنف والارهاب، يستهدف فئة الشباب تحديدا، اي انه يستهدف المستقبل العربي”.
ودعى المندوب الدائم الى وضع “استراتيجيات عربية وبرامج تنفيذية، وفقا لمقاربات جديدة ومتجددة، ومخاطبة جذورالمشكلات والظواهر واسبابها الفكرية والثقافية والاجتماعية، وتبادل الخبرات والتجارب بين الدول العربية لإنشاء منظومة عربية متكاملة لمحاربة التطرف والإرهاب. والتركيز على تعميم ثقافة السلام والتسامح ومنهج الوسطية في الفكر العربي.
وتشجيع مشاركة المجتمع المدني العربي في حملة مكافحة التطرف والإرهاب، وتأسيس خطاب ديني جديد”.
واستعرض المندوب الدائم الوضع في اليمن والعمليات الارهابية المليشاوية الإجرامية، التي كانت حصيلتها ضحايا بالآلاف من كافة مكونات المجتمع وفئاته وشرائحه الاجتماعية”. وتحدث عن “ويلات  العنف والحرب وهيمنة المليشيات الانقلابية،  المتوائمة مع آفة التطرف والارهاب”.
وشرح الاثار الناجمة عن الحرب واعتداءات المليشيات وقطعان التطرف والارهاب  والتي اودت بحياة عشرات الآلاف من اليمنيين، وعدد كبير من السواح الأجانب، ورجال الأمن، واصابة الآلاف بإعاقات دائمة ومؤقتة. موضحا “أن الجماعات الإرهابية لا زالت تنشط، مستغلة اجواء وبيئة الحرب الدائرة، وضعف او انعدام حضور ونفوذ الدولة، التي اختطفتها المليشيات الانقلابية ودمرت مؤسساتها”.
وتحدث السفير رياض العكبري عن “معاناة ضحايا الحروب والارهاب من مشاكل صحية ونفسية، وحاجتهم إلى مساعات إنسانية عاجلة، منددا بحرمان الأطفال من التعليم، واقدام المليشيات الانقلابية على التجنيد القسري للأطفال، ما تسبب في مقتل وإصابة الآلاف منهم في جبهات القتال، غالبيتهم جئ بهم من مناطق تعاني من ظروف العوز والتخلف الاجتماعي”.
وتحدث عن ان “الأطفال والتلاميذ في اليمن اضحوا من ضحايا الارهاب السلوكي في المراحل التعليمية المختلفة. حيث تتعرض المناهج للتزييف، وتدهورت العملية التربوية – التعليمية الى أسوأ حالاتها، وبرزت ظواهر سلوكية غير سوية، كتنامي الاضطرابات النفسية، والتعد اللفظي والبدني على المعلمين، اضافة لانتشار تعاطي المخدرات والمسكرات، وظواهر اللامبالاة والعصبية، وعدم الانضباط والانطواء والعدوانية، والغش في الامتحانات، وانخفاض مستويات الثقة بالنفس، والاكتئاب والشعور بالخوف، والتسرب من المدارس، او دفعهم عنوة لترك المقاعد الدراسية، والاستخدام السئ للإنترنت  ووسائل الاتصال الاجتماعي”.
واورد السفير رياض العكبري حقيقة ان  “الارهاب وجد ضالته في الظروف الغير مستقرة الاستثنائية التي تمر بها البلدان العربية التي تفترسها النزاعات المسلحة، واضعاف أو إزاحة الدولة الوطنية عن تأدية وظائفها”.
ودعى الى “تعزيز المشاركة المجتمعية في إحلال السلام ودعم الاستقرار، وتحقيق برامج الوقاية والحماية والمشاركة والإغاثة والمعافاة، وإعادة الإدماج، والتوعية بالعدالة والحقوق، وتقديم المساعدة المتكاملة والمتخصصة لضحايا الإرهاب في المجتمعات العربية، خصوصا تلك التي تقع تحت ويلات الاحتلال والاستيطان، والنزاعات والحروب، والتطرف والارهاب، او في مراحل ما بعد النزاعات”.
أخبار ذات صله