fbpx
ومات هزاع الصبيحي منتصراً لأمانته

بقلم/ماجد الداعري

بلغني نبأ وفاة الشيخ عبده هزاع الصبيحي،البرلماني الصبيحي النبيل ومؤسس جمعية الشط الإستهلاكية وأحد أروع وأشرف وأنزه الشخصيات الاجتماعية التي تشرفت بمقابلتها صحفيا في بداية حياتي الصحفية بعدن،وحينما كان معتقلا يومها على خلفية رفضه التنازل عن أي من أملاك الجمعية الاستهلاكية التي أسسها بسبعينيات القرن الماضي وكان مديرا لها ومسؤولا عن أصولها وأملاكها المختلفة المتواجدة بلحج وعدن وفضل المعتقل على نهاية عمره، بدلا عن أي تنازل لباطل مطالبيه بالتخلي عن بعض أراضي وعقارات الجمعية التعاونية لصالح هوامير فساد كبرى.

حسب ما أفادني شخصيا يومها في مقابلة صحفية اجريتها معه بغرفة إيقافه بسجن المنصورة،قبل أكثر من عشرة أعوام برفقة الزميل المرحوم وجدي الشعبي عليهما رحمة الله تغشاهما واسكنهما فسيح جناته.


اتذكر جيدا كيف كان يتحدث معي الرجل يومها بكل قهر ومرارة مقنعة وثقة صارمة،عن طرق ابتزاز حكومية وقحة وممارسات بلطجية مقرفة كان يتعرض لها من شخصيات نافذة في عهد النظام البائد،قادته إلى تفضيل المعتقل رغم العوارض الصحية التي يعانيها باعتبار أن مايتم مساومته عليه،ملك لغيره ووديعة في ذمته.


تحسرت كثيراً وانا اودعه يومها،وتعاطفت مع حاله والكثير من أمثاله ممن كان يعاقبهم نظام صالح بجريرة حفظ أمانة الآخرين ورفضهم الانغماس في وحل الفساد وتمرير صفقات بيع وشراء الذمم.


ولذلك لا أملك اليوم إلا أن أتقدم بخالص العزاء والمواساة إلى أهله وذويه وكل محبيه.سائلاً الله أن يرحمه ويغفر له وان يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.
وانا لله وانا اليه راجعون.