fbpx
ثانوية حطاط بمديرية سرار يافع من سيعيد لها الإعتبار ؟!
شارك الخبر


يافع نيوز – سرار – جلال السعيدي.

في هذه الخيام المهترئة التي تنتصب مهلهلة على ضفة وادي حطاط يتعاقب المئات من طلاب المناطق الريفية المترامية الأطراف للبحث عن مستقبل يتلاشى يوما بعد آخر بين كثرة الوعود وطول أمد الإنتظار.

يتحدث مدير الثانوية الأستاذ مرشد عبدالله بمرارة شديدة عن المشروع الذي أصبح مهملا ضمن خطة الصندوق الإجتماعي للتنمية قائلا:
قبل مدة زمنية قصيرة كنت قد طرحت سؤالا وقلت : الى متى؟
وفورا حصلت على الإجابة من الصندوق وهي كالتالي:-
الأعمال الإغاثية والانسانية مقدمة على المشاريع التنموية ويقتصر دورنا في الوقت الحاضر على التعاون مع المنظمات الدولية في مجال الأعمال الانسانية والاغاثية
وفي حال تم استئناف العمل بالمشاريع التنموية سيكون مشروع الثانوية في المقدمة.
ويبقى السؤال متى يتم ذلك .. ينتظر الاجابة.
وقبل أيام استقبلنا في ثانوية حطاط
كل من الأستاذ / يسلم عاطف مدير مكتب التربية م/سرار والأستاذ شيخ عوض النوباني مدير التربية السابق
برفقة الفريق الاعلامي الخيري الممثل بالأخوين
قائد زيد ثابت
وقائد منصر صالح
وتم إعداد تقرير أولي عن الثانوية ووعدونا بالنزول مرة ثانية اثناء فترة الدوام بحيث يكون الطلاب والمعلمين متواجدين
وقد ابدى الفريق الاعلامي استعداده في الوقوف الى جانبنا وتوصيل معاناة أبنائنا الطلاب الى كل ذي صلة بدعم التعليم من أبناء يافع .
وعلى الصعيد نفسه استلمت اليوم النسخة الورقية من الدراسة للمبنى من الاخ مدير التربية .
ويمضي المدير بالقول: ما نريد التأكيد عليه والتذكير به دائما وأبدا هو أن هذه المدرسة قد جسدت القيم الوطنية والمبادئ النضالية الراسخة
في ثانوية حطاط تعلم الشهيد علي محمد علي و الشهيد بكيل بالليل خضر والشهيد رامي نبيل محمد والشهيد سعيد سمير سعيد ، والشهيد وجدي احمد حسن ، وتعلم فيها العديد من الجرحى ويتعلم فيها اليوم عدد من أبناء واخوان واقارب الشهداء
(ثانوية حطاط مدرسة وطنية بامتياز).
ثانوية حطاط تستقبل مخرجات ست مدارس للتعليم الاساسي من الطلاب وهي ، مدرسة امسداره ، مدرسة الركب ، مدرسة امهاءحطاط ، مدرسة امشعبه امهاءحمه ، مدرسة حبر ، ومدرسة كلسام.
وتستفيد منها المناطق من امسداره وخرعان وفلاحه شمالآ الى اسفل وادي حطاط جنوبآ ومن امهاء حمه وخلهه شرقآ الى كلسام وساحب غربآ .
ولولاء هذه الثانوية لما استطاع ابناء هذه المناطق مواصلة تعليمهم على الإطلاق.

العوامل البيئية:

لا تتوقف متاعب الدراسة هنا عند وسائل التعليم المنعدمة وغياب توفر مبنى أساسي لفصول دراسية مناسبة، ناهيك عن عدم وجود الخدمات الأساسية التي كان يمكن أن تسهم في تخفيف حدة المعاناة اليومية التي تواجهها العملية التعليمية برمتها .

العوامل الطبيعة:

تظل الطبيعة البيئية المعقدة أحد أهم العوامل التي تتحكم في صعوبة طلب العلم وتحصيل العارف، حيث تبدو فرص التعليم الجيد ضئيلة جدا وتمضي في انحسار شديد مع مرور السنوات.
مسافات طويلة متعرجة تلك التي يقطعها الطلاب سيرا على الأقدام، عبر طرق بدائية بقيت كما هي لم تتغير منذ عهد الغابرين، هذه الطرق الوعرة تتفرع وتتوزع بين منحدرات الجبال الشاهقة وبطون الأودية السحيقة، التي تحتم اليوم على هؤلاء الطلاب ضرورة أن يجوبوها ذهابا وعودة في كل يوم دراسي، خلال رحلة مضنية تستغرق ساعات طوال من السير المتواصل .
الأستاذ مختار القمري قسم اللغة الإنجليزية بدوره عرج على جملة من أهم التفاصيل الشائكة معبرا عن ثانوية حطاط فيقول:
هذا الصرح العلمي الذي لايقدر بثمن لا يعرف قيمته الا من يعرف قيمة التعليم، فالعلم سلاح يحمله الانسان للقضاء على الأمية والجهل
قبل تأسيس تلك الثانوية كانت الغالبية العظمى من طلاب المنطقة متسربين بسبب عدم قدرتهم على مواصلة الدراسة في أماكن بعيدة، وكان عدد ضئيل جدا منهم يذهبون الى ثانوية رصد وزنجبار وجعار فيعيشوا باقسام داخلية وعزب على نفقاتهم الخاصة ويتجرعوا مرارة العيش والمعاناة والبعد.
وبعد أن تم تأسيس ثانوية حطاط على يد الاستاذ الشهيد الخضر ناصر سعيد- رحمة الله عليه -فقد أصبح كل أبناء أمسدارة والركب وحطاط وكلسام وإمهاء حمة وامهاء حطاط يدرسون في هذة المدرسة حتى يومنا هذا فهذة نعمة من الله .
وهذة الثانوية منذو تأسيسها وحتى يومنا هذا مستمرة بالقيام بواجبها التعليمي رغم نقص طاقمها التعليمي فتكاتف المعلمين الى جانب المدير يظل مكملا ومحققا كل الاهداف، الا ان هذة الثانوية أصبحت منسية من قبل الحكومة رغم كل المتابعات والاعتمادات.
ثانوية حطاط مكتبها شجرة العلب وصفوفها خيام نازحين وكتبها المدرسية أتلفتها الأرضة بسبب تسرب مياة الأمطار الى داخل الخيام الممزقة.
طلابها يعانون من حرارة الصيف وبرد الشتاء فهل من مغيث يقيهم من تلك المعاناة ؟.
ففي ضل ضياع الحكومة والفساد المتفشي بالبلاد فلا نملك إلا طلب أن نستغيث بأصحاب الأيادي البيضاء وأهل الخير لانقاذ هذا الصرح العلمي وتحقيق حلم أبناء المنطقة .
فشكرا لكل من وقف الى جانبنا وبادر بالمتابعة وشكرا لكل متبرع لبناء هذة الثانوية وجزاكم الله خير الجزاء !.

خلاصة:
مشقة التعليم هنا لا تفرضها الطبيعة البيئية وحدها على رغم قسوتها، بل أن عوامل الإهمال الحكومي المستمر وشح الظروف المعيشية اجتمعت الآن معا لتشكل الى سابقاتها عقبة عصية حالت بين الأجيال ومستقبلهم، وتوقفت عندها كل المساعي والأهداف النبيلة الرامية الى مواكبة الأمم والحضارات واقتحام عوالم المعرفة وقيم الحداثة ومجالات التطور التكنولوجي العصري.
فهل ستزول كل الخيبات ويعاد للتعليم اعتباره ؟ أم أن حبل الرجاء ما يزال معلقا في ذلك الأفق البعيد ؟.

أخبار ذات صله