ملف خاص بمناسبة الذكرى الثالثة لعاصفة الحزم .
مع بداية الدقائق الأولى ليوم الــ26 من مارس 2015م، كان العالم مع حدثاً تأريخياً هاماً، لم يحدث قط في تأريخ العرب والمنطقة، دقائق حولت الأطماع الإيرانية العدوانية في اليمن والجنوب، إلى ركام .
انه الحدث الكبير إنطلاق عاصفة الحزم ، التي غيرت موازين القوى على مستوى المنطقة، وكذا في الداخلي المحلي الجنوبي واليمني، أنقذت العروبة من بطش مليشيات مؤدلجة تمتهن العنف والحروب لتحقيق رغبات عدوانية تديرها ” إيران ” في المنطقة العربية.
في اللحظات الاخيرة قبل إلتهام إيران لــ” باب المندب والجنوب” عبر مليشياتها القادمة من شمال اليمن ” مليشيات الحوثيين ” المسنودة بقوات المؤتمر الشعبي العام، كانت (عاصفة الحزم) كملاكاً منقذاً، وسياج منيع للأمن القومي العربي.
عاصفة، أكلت المليشيات الحوثية، وقضمت أيادي إيران وكسرت مشروعها العدواني، ووجدت حاضنة شعبية كبيرة في الجنوب، فانتصرت بالجنوب، ونصرت الجنوب بعد ربع قرن من الضيم والقهر الذي لحق به.
يافع نيوز – القسم السياسي:
جاءت عاصفة الحزم، كملاك منقذ لليمن، بعد ان التهمت مليشيات إيران في اليمن، غالبية المحافظات، وباتت على قاب قوسين أو أدنى من الإطباق على عدن، رغم المقاومة الشرسة، التي أبداها الجنوبيين بوجه مليشيات العدوان الحوثية ومحركهم الرئيس السابق علي عبدالله صالح، وكانت بدأت معارك الحرب، بعد أيام من انتزاع الجنوبيين في معركة شرسة، لمعسكر الصولبان بعدن ” الأمن المركزي “.
وشكلت عاصفة الحزم، بقرارها التاريخي، الحدث الذي غير معادلة الميدان والسياسة في اليمن، شمالها وجنوبها، وأعادت رسم خارطة التحالفات في المنطقة العربية، وقضت على أحلام إيران التوسعية، وذلك بتضحيات جسيمة قدمها الشعب الجنوبي، الذي انتفض للوقوف مع أشقاءه دول الخليج، والدول العربية، فجسد اللحمة العربية، ورسخها بدماء شعبه الزكية التي اختلطت مع دماء أشقاءه من دول الخليج، لاسيما السعودية والإمارات.
مثلت عاصفة الحزم محورا استراتيجيا ذات أبعاد ودلالات محورية تهدف الى تعزيز وترسيخ مبدأ الدفاع الأمني ذات الأبعاد المختلفة.
أظهرت عاصفة الحزم مقدرة التحالف العربي على حماية مقدرات ومقدسات الأمة الإسلامية ومواجهة التحديات بحزم وعزم منقطع النظير وكانت بادرة التدخل هي قطع دابر التقدم الفارسي الزاحف ناحية الجزيرة العربية بأبعاده الطائفية والحربية، والذي مازال يعمل جاهدا على خلخلة النسيج العربي والتدخل في شؤون امتنا العربية بطرق ومناهج عدوانية مختلفة .
لم يكن من خيار هناك امام عاصفة الحزم غير منع مليشيات إيران الحوثية، من الاقتراب او السيطرة على ” باب المندب وعدن “
أبرز التحالف العربي، توليفة أهداف, للتدخل باليمن، منها ما هو معلن، ومنها ما هو غير معلن، فالمعلن منها القول بأن تدخل دول التحالف العربي، قد جاء بناء على طلب من الرئيس الشرعي للجمهورية اليمنية عبد ربه منصور هادي، بهدف إعادة هذه الشرعية التي تضررت بفعل ” الانقلاب الحوثي” الذي قاده تحالف صالح والحوثيين.
أما توليفة الأهداف غير المعلنة، فبالتأكيد هو إبراز تصميم هذا التحالف على الوقوف في طريق المد الإيراني في هذه المنطقة، الذي أراد أن يدخل إليها من خلال الحركة الحوثية.
كما يعتبر ذلك بمثابة رد فعل على التدخل الإيراني في منطقة الحزام الشيعي (العراق- سوريا- لبنان).
ومن الأهداف غير المعلنة أيضاً، يبرز هدف تحطيم القوة العسكرية للطرف الآخر(تحالف صالح والحوثيين)، وبالتالي يكون التحالف العربي قد شرعن بتدخله في هذه الحرب، تحقيق هدف مساعدة شعب الجنوب على التخلص من هذا الاحتلال الشمالي، وتمكين الجنوبيين من استعادة دولتهم.
وبالمقابل تؤثر المتغيرات المتسارعة في المنطقة، على الصراع في اليمن بشكليها المباشر والغير مباشرة.
ولكن لكون التحالف العربي حسم أمره في اليمن، ودخل بحرب مصيريه بالنسبة له، فقد تم الحد من تلك التأثيرات، التي يسعى لأحداثها تحالف “إيران وروسيا “وتعميمها الى اليمن، غير ان الصواريخ الحوثية التي تطلقها على المملكة أصبحت مشكلة ومسألة تداول دولي .
ومن الجيد، ان التحالف استفرد بما يجري في اليمن، حتى لا يحول ذلك بينه وبين مزيد من التعقيدات السياسية والميدانية، والتي قد ترمي بثقلها على دول الخليج وأمنها القومي والاقتصادي والتي من بينها تدخل روسيا في الحرب المباشرة باليمن مثلما فعلت مع الحوثيين.
لا شك ان عاصفة الحزم وقيام التحالف العربي، لم يكن أمر لحظي، بل كان مدروسا ومخطط له بدقة، للتخلص من الخنجر التي زرعها علي عبدالله صالح منذ سنوات في خاصرة العرب وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية، والمتمثل ببناء جيش يمني مسلح بعدة وعتاد كبيرة جداً، تهدد السعودية ودول الخليج، والتي بناءها من أموال الشعب اليمني، وعلى حسابه لقمة عيشه وتنميته.
وفي 16 أكتوبر 2014 دعا الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، عبداللطيف الزياني،دول المجلس إلى إنشاء قوة بحرية مشتركة، لمواجهة ما تشهده دول المنطقة من ”تحديات ومخاطر جديدة.”
وقال الزياني، في كلمة خلال الدورة الـ13 لمجلس الدفاع المشترك لدول المجلس المنعقد في الكويت: ” جميع الظروف والمعطيات تؤكد الضرورة القصوى لإنشاء هذه القوة، لما لها من دور فعال في استكمال منظومة الدفاع المشترك، والمساهمة في تقديم الدعم والمساندة المطلوبة للحفاظ على الأمن البحري وحماية المصالح الحيوية لدول المجلس”، على ما نقلت وكالة أنباء الكويت.
وعلى خلفية المخاطر التي باتت تهدد الممر الدولي الجنوبي ” باب المندب ” وما قد يترتب على ذلك من مخاطر، في حالة سيطرة مليشيات مسلحة يمنية عليه، أعاد مجلس الأمن للواجهة ” قضية القرصنة ” البحرية، واتخذ قرار يمدد ولمدة سنة الدول المخولة بمواجهة القرصنة، بحماية الممر البحري قبالة سواحل باب المندب والصومال .
وقالت وكالة ” الكويت الرسمية ، أن مجلس الأمن الدولي تبنى بالإجماع القرار رقم 2184 الذي يمدد لمدة سنة تفويض الدول والمنظمات المعنية بمواجهة القرصنة البحرية قبالة السواحل الصومالية.
وفي 12 نوفمبر 2014 كشفت صحيفة المصريون، عن مصادر دبلوماسية ان تحركات مصرية محاطة بالسرية تهدف إلى تشكيل حلف عربي لمواجهة التمدد الحوثي، من خلال اتصالات مع عدد من الدول العربية، بمشاركة نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية، لبحث تفعيل اتفاقية الدفاع العربي المشترك، المبرمة في أربعينيات القرن الماضي، والتي لم تفعل إلا عام 1990 لصد الغزو العراقي للكويت.
وأفادت المصادر، أن هناك تنسيقًا مصريًا سعوديًا لإمكانية القيام بعمل عسكري محدود يتمثل في ضربات جوية مكثفة لأهداف تابعة للحوثيين، قد يشمل تشكيل قوة تدخل سريع عربية تستطيع القيام بمواجهة أي تهديدات، وهى القوة التي ستتكفل دول الخليج بتحمل نفقات تشكليها وتدريبها وتسليحها، حيث سيتم إبرام صفقات تسليح ضخمة لهذه القوة من روسيا والصين ودول غربية.
وفي 19 يناير 2015 قال السيد ” حيدر ابو بكر العطاس ” ان ما يجرى بصنعاء، هو صراع جديد قديم، من اجل السيطرة على الجنوب . مشيراً في حديث لقناة ” سكاي نيوز ” ان كل الصراعات التي جرت منذ 94م، وما بعدها وحتى اليوم، هي بسبب ترك القضية الجنوبية دون حل، واغفال حلها من قبل ما سمي ” الحوار الوطني بصنعاء ”
وفي 21 يناير 2015عقد وزراء خارجية مجلس التعاون لدول الخليج العربية، اجتماعا استثنائيا، في العاصمة السعودية الرياض لمناقشة التدهور الأمني والسياسي في اليمن.، وتم اتخاذ قرارات هامة اتضح فيما بعد انه التدخل المباشر لمنع إيران من السيطرة على باب المندب وعدن عبر مليشيات الحوثيين.
وممار زاد الأمور تعقيداً، هو قيام الحوثيين بمناورات عسكرية بتاريخ 12 مارس 2015م، في منطقة وادي جبارة بالبقع القريبة من الحدود السعودية واستخدموا فيها كافة أنواع الأسلحة.
وما سبق ذلك من عملية اسقاط عمران ومن ثم صنعاء، واحتجاز الرئيس هادي وحكومته من قبل الحوثيين، وكذا اسقاط مقرات الوزارات والمعسكرات في صنعاء، قبل الانتقال الى اسقاط محافظات الشمال واحدة تلو الأخرى بدون أي مقاومة لمسلحي ” الاخوان المسلمين ” ومعسكراتهم التي يفترض انها تدعم الشرعية .
في الـ24 من مارس بدأت مليشيات الحوثي المدعومة بالحرس الجمهوري والأمن المركزي الذي يقوده صالح، باجتياح الجنوب بدءاً من اقرب منطقة للعاصمة عدن وهي ” كرش “، وسبق ذلك عمليات دخول لعناصر حوثية الى عدن وتمركزها في معسكرات بالجنوب منذ احتلال الجنوب عام 94، وجميعها تتبع صالح .
وتمكن الحوثيين من اقتحام كرش مع اسقاط عناصر تتبع صالح معسكر لبوزة بعقان من الداخل، وكذلك اسقاط العند، وتم اسر وزير الدفاع محمود الصبيحي وعدد من القيادات بعد خيانة رفقاء لهم، لتنهار مع ذلك كل المعنويات الجنوبية.
وبينما الحوثيين على أبواب عدن، انطلقت عاصفة الحزم العربية، وتشكل ” التحالف العربي ” كإنقاذ للموقف الخطير، ومنع إيران عبر الحوثيين من السيطرة على عدن وباب المندب، وفي تلك الاثناء كان الرئيس هادي ومسئولي سلطته يغادرون عدن هاربين الى الخارج، تاركين كل شيء منهار.
وبعد معارك المقاومة الجنوبية في الجبهات الجنوبية التي تشكلت بسرعة فائقة، وانخراط شباب الجنوب من مختلف التيارات والتوجهات، وكان اغلبهم من شباب الحراك الجنوبي، استمرت المعارك شهرين.
وجاءت بشائر النصر من الضالع التي كسرت الحوثيين وألوية صالح، ومنعتهم من التقدم شبرا واحداً من الضالع، وكان هذا النصر بداية الانهيار لمليشيات الحوثيين بالجنوب، تلت تحرير الضالع، تحرير مديرية المسيمير وكسر الحوثيين هناك، لتتوالى الانتصارات متسارعة وصولا الى الاعلان الكامل عن تحرير عدن يوم 17 يوليو 2015م ومن ثم لحج والصبيحة وأبين وشبوة .
عرف باب المندب الجنوبي بموقعه الهام، ومنه ارتبط بعلاقاته المباشرة بأمن واقتصاد الدول المحيطة وحتى الصناعية البعيدة، وارتباطه المباشر بــ(قناة السويس المصرية ) باعتبارهما ممران لا ينفصلان عن بعضهما ويمر عبرها اغلب السفن التجارية والنفطية في العالم .
ومن أهم العلاقات المباشرة التي اكتسبها باب المندب، علاقته بنفط الخليج وتجارته والأمن القومي العربي، باعتبار الاقتصاد الأساس الذي تقوم عليه الدول أو تسقط، وإذا تعرض هذا الشريان العالمي (باب المندب ) لخطر ما، فقد تتضرر بشكل مباشر كثير من الدول وأولها دول الخليج .
من اجل هذا كان تدخل التحالف العربي الذي تقوده دول الخليج وخاصة ( السعودية والإمارات) في اللحظة الاخيرة بمثابة ( إنقاذ لدول الخليج والعرب ومصالح العالم ) من خطر داهم،كان سيؤدي الى تفاقم مشاكل كبيرة جدا لن يستطيع أحد إنهاءها، خاصة إذا ما تمكن حلفاء إيران من اليمن الشمالي ” مليشيات الحوثيين ” من إحكام سيطرتهم على ( باب المندب ) والذي قد يدفع الى تواجد الحركات الإرهابية أمثال القاعدة وتنظيم الدولة .
كما سيتيح فرصا عديدة لتواجد قراصنة البحر ومنها تضرر سفن التجارة العالمية ومضايقة الخليج وإحكام السيطرة عليه اقتصاديا، وخلق المشاكل في دول الخليج من خلال تغذية حركات معارضة مسلحة لإسقاط أنظمتها وكياناتها، حتى يسهل التهامها، وهذا هو مشروع إيران لما يسمى بــ ( الهلال الفارسي ) .
لا يمكن بأي حال من الأحوال الفصل بين الخليج والجنوب من حيث المخاطر والمصالح والجغرافيا والتداخل الأمني والاقتصادي وحتى السياسي.
ويؤكد التأريخ أن الجنوب لم يكن يوما إلا جزءً من الأمة العربية ومصدر أمن واستقرار لكل العالم في منطقة هامة وإستراتيجية كــ”عدن وباب المندب” اللتين تشكلان ممرا للتجارة والاقتصاد ومصالح العالم وتجارته وعمقا استراتيجيا للأمن القومي العربي .
وقد أظهرت التغيرات الاخيرة في المنطقة العربية، والصراع المحتدم بين القوى الإقليمية لا سيما ( السعودية وإيران ) حقيقة ( المصير المشترك ) والترابط المتين بين ( الجنوب والخليج ) فيما شذ شمال اليمن عن ذلك بعد التخاذل الذي ظهرت به قوى الشمال التي كان يعتقد الخليج ان مواقفها الى جانبه.
وتكمن الخطورة الإستراتيجية ضد الخليج، في بقاء ما سميت ( الوحدة اليمنية 1990 ) خاصة بعد ان باتت إيران وعبر مليشياتها الشمالية الحوثية ممسكة بالحكم بعد انقلابها على سلطة الرئيس هادي.
ولولا الترابط المتين والاستراتيجي بين الجنوب والخليج العربي، ما كان للتحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة أن ينشأ ويتشكل لإخماد الخطر الداهم الذي يتهدد امن الخليج والدول العربية ومصالح العالم في الجنوب وباب المندب الذي حاولت قوى الشمال ممثلة بــ( بمليشيات الحوثيين وصالح ) السيطرة عليه في البداية ضمن مخطط إيراني يهدف لمحاصرة دول الخليج وإسقاطها .
من هنا ورغم الكم الهائل من الضربات التي تلقاها الجنوب خلال ربع قرن من قبل قوى اليمن الشمالي وحكام صنعاء، والتي قوبلت بصمت مطبق من الجميع، إلا أن شعب الجنوب كان عند مستوى التغيرات والأحداث الخطيرة وهب فورا للالتحام بالخليج والعودة لمكانته الطبيعية في قلب الأمة العربية، مدافعا ومنافحا عن أمن الخليج والعرب ومقدما أغلى التضحيات في التصدي لمشروع إيران وحلفاءها في المنطقة، وهو ما تحقق فعلياً، وتم قطع أيادي إيران من الجنوب.
مع انطلاق عاصفة الحزم، تغير الوضع السياسي كلياً، وفقا لتغير المواقف من المعركة الميدانية، وهو ما تسبب إرباكاً لقوى الشمال الرئيسية وكل الأحزاب، التي ظلت محتارة في اتخاذ مواقفها مما يجري، وخاصة من تدخل ” عاصفة الحزم “.
يمكن تصنيف القوى السياسية اليمنية التي تشكل فريقي الشرعية اليمنية والقوى المنقلبة عليها من تحالف يجمع قوى ( صالح – الحوثي ) من حيث بنيتها وتوجهاتها الى قوى سياسية قد تبدو بعضها من الناحية الشكلية تخدم الأهداف الإستراتيجية للتحالف ولكنها في حقيقة الأمر خلاف ذلك وقد تبدو ايضا منسجمة مع الأهداف وتعمل من اجل تحقيقها ولكن ذلك على المدى القصير وليس على المدى البعيد الذي يمكن ان يعتمد عليه في بناء استراتيجيات عامة بعيدة المدى.
ذلك التصنيف ليس من باب المكايدات السياسية بقدر ما هو منسجم مع الواقع نفسه ومؤكدا عليه , اذ ان تفنيد دقيق لبنية هذه القوى ومصالحها وتوجهاتها السياسية وحتى عقائدها تبرهن على ذلك ولا تنفيه .
فالطرف الحوثي لا يحتاج الى جهد كبير كي نبرهن على ارتباطه الوثيق مع المشروع الإيراني كحليف أساسي تهدف من خلاله إيران الى خلق نسخة جديدة لحزب الله في اليمن , في حين ان تحالف قوى صالح قد اثبت أولا انه حليف لا يمكن الاعتماد عليه أو الوثوق به عطفا على تجارب تاريخية تنصل فيها صالح عن التزاماته تجاه مختلف الأطراف التي تحالف معها سواء في اطار اليمن نفسها كما فعل مع الجنوب عام 1994 او في الاطار العربي حينما ادار ظهره للملكة العربية السعودية مرتين الأولى كانت في أزمة الخليج الأولى حينما تحالف مع نظام صدام حسين , والثانية في الأزمة السياسية الحالية حينما تحالف مع الحوثيين وخطط معهم ونفذ جميع مراحل اسقاط المدن والمناطق الشمالية وصولا الى صنعاء ومتجها بعد ذلك الى عدن .
كما اثبتت التجارب وحتى الأحداث الأخيرة ان هذا الطرف هو اقرب ما يكون الى لغة ونهج ما يسمى بـ ” محور الممانعة ” .
وعلى الجانب الآخر الذي تمثله قوى الشرعية اليمنية فإن القوة السياسية الرئيسية فيها تتمثل في حزب التجمع اليمني للاصلاح ( فرع الاخوان المسلمين في اليمن ) اضافة الى مجموعة من العناصر الدينية المتطرفة والتي تم تصنيف معظمها حتى من قبل التحالف العربي نفسه ضمن قوائم الإرهاب .
والأهم من ذلك هو أن مستقبل هذه الإخوان المسلمين على المدى البعيد لا يمكن أن يكون الا مع ” قطر وتركيا” التي تمثل الحاضنة الرئيسية للمشروع السياسي الاخواني في الوطن العربي بشكل عام ناهيك عن علاقاتها التنظيمات الإرهابية.
ويبقى فريق صغير من الشخصيات التي تحيط بهادي موزعة ما بين هذه القوى مجتمعة ومتحالفة مع الفساد أيما تحالف .
ان أي قراءة لحقيقة هذه القوى خلاف لك لا يمكن ان يكون إلا من باب التمني, ما يعني ان توجهات هذه القوى على المدى المتوسط والبعيد ترتبط بشكل عميق مع إيران ودول الممانعة وتركيا على التوالي.
لا تزال قوى الشمال الثلاث ” الحوثيين والمؤتمر والإصلاح ” الإخوان المسلمين ” تلعب أدوارها بإتقان سواء محليا أو خارجياً، ففي حين جميعهم متفقين على إبقاء (احتلالهم الجنوب ) كانت الحرب الاخيرة، قد خلطت عليهم الأوراق، مع تدخل التحالف العربي عندما بدأت مليشيات الحوثيين والمخلوع بالتقدم الى الجنوب بمساعدة وتساهل الإصلاح.
فذهبوا لتوزيع أدوار متقنة، من اجل منع الجنوبيين من تحرير أرضهم، فعملوا على إعاقة التحرير بمختلف الوسائل والمخططات، إلا ان إرادة الجنوبيين وأهداف التحالف العربي التي استشعرت خطر سيطرة الحوثيين على عدن وباب المندب، كانت أكبر من مخططات الإصلاح والحوثيين وصالح، فتحرر الجنوب وهم غير راضين عن هذا التحرير، خوفاً من استقلال الجنوب وإنهاء الوحدة اليمنية التي يعتبرها قيادات الشمال وقواه مكسباً “مصلحياً ” لهم من أجل النهب وتجميع وبناء الثروات على حساب الشعب الجنوبي، بل وحتى على حساب الشعب الشمالي.
لا شك أن انتصارات ” التحالف العربي ” عبر ” عاصفة الحزم ” كانت منذ انطلاق الحرب وحتى الان، انتصارات ” جنوبية خالصة ” بمساندة وإدارة من التحالف العربي، وخاصة ” الإمارات ” .
وبهذه الانتصارات ضمن التحالف العربي، تحقيق العناوين البارزة لأهداف عاصفة الحزم، وهي ” حماية الأمن القومي للملكة العربية السعودية ودول الخليج ” ومنع إيران من السيطرة على باب المندب وعدن.
ومن أبرز النتائج التي تحققت خلال عاصفة الحزم الآتي:
أولاً – النتائج العسكرية:
*ثانياً – النتائج السياسية:
كما يذكر في الجنوب، من السلبية إن وجدت فهو ظهور في الواقع مقاومتان: مقاومة جنوبية صادقة، وأخرى مزيفة مهمتها سرقة انتصارات شعب الجنوب، التي تحققت بقيادة المقاومة الجنوبية الصادقة، بالإضافة إلى كل ما سبق ذكره، من المؤكد بأن للحرب وتبعاتها، آثاراً سلبية على نفسيات الكثيرين من المجتمع الجنوبي.