fbpx
الأبعاد(والتبعات) السياسية لصواريخ الحوثي على الرياض

 

بقلم/المحامي يحي غالب الشعيبي..

.ثلاثة اسئلة نضعها بنقاشنا هذا وهي ..
س1_هل كانت الرياض على علم مسبق باطلاق صواريخ الحوثي؟
س2_هل حقق الحوثي مكاسب سياسية من اطلاق الصواريخ عشية ذكرى انطلاق عاصفة الحزم وزيارة المبعوث الأممي لصنعأ؟
س3_هل موضوع ايقاف ومنع الصواريخ نحو المملكة اصبح أولوية سياسية دولية اهم من موضوع اعادة الشرعية الى اليمن؟

*السؤال الأول 
هل كانت الرياض على علم مسبق بلحظة انطلاق صواريخ الحوثي نحو المملكة؟قد يكون الجواب من البعض بسرعة البرق (لا) ..الجواب نعم كانت على علم مسبق وفق تقنية معلومات رصد وعمل استخباراتي عميق لدول عاصفة الحزم ومنظومة رادارات الدفاع الجوي وهذا ما اظهرته وأكدته صحيفة سبق الالكترونية السعودية ان موقع “Flightradar24” المتخصص بتتبع الطائرات حول العالم، أظهر أن كل الرحلات المتجهة إلى الرياض كانت تدور قرب العاصمة، السعودية الرياض قبل انطلاق صواريخ الحوثي وانه تم اشعار رحلات الطيران بتأجيل الهبوط حتى تتم السيطرة واالتعامل مع الصواريخ وهو ماتم بالفعل بنجاح وكفاءة عالية ..
هذا الدليل لظاهر الأمور اما واقع الاحداث يثبت ان الحوثين ابتلعوا الطعم ووقعوا في الفخ ومصيدة استخباراتية عميقة كبرى استدرجتهم لهذه المغامرة الغبيه غير محمودة العواقب سياسيا على مستقبلهم ومطالبتهم بوقف الحرب وأصبح هذا المطلب بعد صواريخ ليل امس غير مقبول في اذهان الساسه ودهاليزها وصانعي القرار الدولي

*السؤال الثاني ..
هل حقق الحوثي مكاسب سياسية من اطلاق الصواريخ عشية ذكرى انطلاق عاصفة الحزم وتزامن زيارة المبعوث الأممي لصنعا؟

من خلال المتابعة لزيارة المبعوث الأممي إلى صنعا لاحظنا حفاوة وأهتمام وترويج إعلامي والجدول الرسمي الذي تم اعداده باحترافية ومراسيم سياسية ومنح صفات والقاب دبلوماسية لزعامات المليشيات ومواعيد لقائاتهم بالمبعوث الأممي وردود افعال قيادات سياسية حوثية بالقنوات الفضائية اظهرت تلك اللقاءات تجاوب سياسي من الحوثين لعملية السلام وأطمئنانهم للمبعوث الأممي واستبشروا خيرا بقدومه ومرحبين وموجهين انتقادات لسلفه ولد الشيخ باحاديثهم ومؤكدين استعدادهم بالتجاوب مع خطة عملية السلام …لكن خطاب زعيمهم عبدالملك الحوثي جاء مغاير وهدد باطلاق صواريخ نحو المملكة وهو ماتم بالفعل وهذا يدل ان هناك تناقض وخلافات داخل مؤسسة الحوثي السياسية..قد يقول البعض بأنه توزيع ادوار لكن بالعكس اثبتت واقعة اطلاق الصاروخ مع وجود المبعوث الأممي الذي وضعه الحوثين بأحراج سياسي كبير جدا بل ان اطلاق الصاروخ بهذا التوقيت اثبت غباء سياسي كبير وقدم عبدالملك الحوثي دليل دامغ وواضح بتهديده وتنفيذ تهديده دليل صريح عن رفضه لعملية السلام بعكس ادعاءات ومطالب اتباعه السياسيين وهذا مكسب سياسي لدول التحالف كانت تبحث عنه بعد ان كانت بداءت تتعرض لضغوط سياسية دولية قويه ولكن غباء الحوثي خفف تلك الضغوط على التحالف وعزز ثقة المجتمع الدولي ان جماعة الحوثي تشكل خطر على امن واستراتيجية المنطقة ويضع تساؤل كيف لو تمكنت هذه القوى من السيطرة على باب المندب وميناء عدن والجنوب والموانئ البحرية ولم يتم دحرها؟ماذا كانت ستعمل بدول الخليج من دمار وبأمن البحر الأحمر؟بل ان اطلاق صواروخ الحوثي بهذا التوقيت بذكرى انطلاق عاصفة الحزم يثبت ان انطلاق عاصفة الحزم كان ضرورة موضوعية وتدخل ايجابي لامفر منه ويثبت مشروعية القرارات الأممية ويقدم كل المبررات على ضرورة دعم الدول الكبرى للسعودية بالسلاح وصفقات البيع والشراء بهذا الخصوص بعد ان كانت بعض الدول مثل المانيا وغيرها منعت ذلك ..وبهذا خسر الحوثي سياسيا بل قدم دليل بنفسه ضد نفسه..

*السؤال الثالث هل موضوع اعادة الشرعية الى اليمن أولوية سياسية دولية على موضوع وقف الصواريخ ووقف الخطر القادم من صنعا نحو المملكة…؟

الشرعية مفهومها السياس واسع لدى دول التحالف والعالم اليوم فهي صحيح ممثلة بالرئيس هادي بصفته السياسية وأيضأبكل القوى السياسية اليمنية المناهضة للتوسع الايراني بالمنطقة ..
* موضوع اعادة الشرعية الى اليمن وتعهد دول التحالف للمجتمع الدولي بذلك تم تنفيذ ذلك الالتزام واعادة الحكومة والرئيس ونائبه وقاداتها ووزرائها الى عدن والجنوب المحرر ولكن حصل هناك خلل في علاقة الحكومة الشرعية في التعامل مع دول التحالف وفتحت الشرعية جبهة خلاف مع التحالف من جهة ومع القوى المسيطرة على الارض التي حققت الانتصارات بالجنوب فقد اساءت الحكومة التعامل واثبتت بأنها غير مؤهلة قياديا باختلاقها خصومات داخل صفوفها وتفكيك عناصر النصر وايجاد خلافات عميقة بمنظومة التحالف وارسال رسائل غير ايجابية سياسيا وغير مطمئنةلدول التحالف مثل رسالة التأييد لدولة قطر التي نشرتها وكالة سباء وتم بعد ذلك سحب الرساله ..
وظهور تيار الإخوان المسلمين في الشرعية وتقديم نفسه سياسيا بأنه المسيطر والبديل السياسي لحكم الجنوب والشمال وهذا زرع مخاوف لدى الاقليم والعالم وتعزز الخوف برفض جماعة اخوان الشرعية التقارب مع تيار عفاش المناهض للحوثي ..بل ان الشرعية 
اغفلت جبهات الحوثي سياسيا وعسكريا ونقلت المعركة الى عدن . واثبتت الحكومة عدم قدرتها الادارية والمهنية لادارة مؤسسات الدولة بالمناطق المحررة بل عجزها بادارة البنك المركزي الذي رحبنا واستبشرنا بقرار نقله الى عدن بل تم ادخال المناطق المحررة في نفق مظلم من الافقار وانعدام خدمات الحياه كهربا ومياه ومرتبات وغيرها كل هذه العوامل منفردة ومجتمعه تعتبر عوامل غير محفزة لدول التحالف بجعل اعادة الحكومة الشرعية في سلم أولوياتها بعد ان جربت ونجحت بذلك ولكن الفشل السياسي كان من الحكومة ذاتها..وبعد تقرير لجنة خبراء مجلس الأمن الدولي التي اكدت على تأكل منظومة الحكومة الشرعية وعدم قدرتها على التواجد بالمناطق المحرره وفشلها بإدارتها..والأمر الأهم لدول التحالف العربي بأن القوى السياسية المسيطرة على الجنوب هي قوى فاعلة وموثوقة مؤتمنه ويعتمد عليها وقاتلت وانتصرت ولازالت تقاتل الغزو الحوثي الى. الساحل الغربي وحدود صعده …
*لذلك فأن أولويات دول التحالف العربي والعالم لم تعد بشأن اعادة الشرعية الى اليمن بل اصبح موضوع تأمين اليمن جنوب وشمال من المد الايراني ..واصبح موضوع وقف الصواريخ ووقف الخطر القادم من صنعا نحو اراضي المملكة العربية السعودية اولوية سياسية وهذا الموضوع محور بيانات ونقاشات وتوصيات مجلس الأمن الدولي ونقاشات الرئيس الأمريكي ترامب مع ولي عهد المملكة محمد بن سلمان وهذا الأمر اصبح يشكل قلق دولي مما اجبر واشنطن التراجع عن قرار وقف بيع الأسلحة للمملكة حيث وافقت وزارة الخارجية الأمريكية الخميس الماضي على بيع أسلحة للمملكة العربية السعودية، تبلغ قيمتها مليارًا و76 مليونًا و800 ألف دولار، بموجب صفقة تشمل 3 بنود.
بحسب بيان صادر عن وكالة التعاون الدفاعي الأمريكية التابعة لوزارة الدفاع “البنتاغون
…وجاءت صواريخ الحوثي عشية انطلاق عاصفة الحزم وزيارة المبعوث لصنعاء كهدية سياسية مجانية لدول التحالف العربي ودليل اثبتت مجددا تورط الحوثين كقوة تشكل خطر وتهديد على أمن المنطقة..