fbpx
جيل الوحدة الذي تحول إلى جيل الاستقلال … شباب الجنوب.. بين مرحلتين ” تقرير “
شارك الخبر

  • استهدف نظام صنعاء شباب الجنوب من خلال ( تدمير التعليم بكل مراحله بما فيه التعليم العالي –حرمانهم من الوظائف وحق العمل –استهداف نسيجهم ومنعهم من تنظيم أنفسهم – نشر المخدرات – نشر الأفكار المتطرفة) وخلق الأزمات ومحاولة إشغالهم بأنفسهم .
  • خاض شباب الجنوب معركة طويلة وشاقة، وأثبتوا قدرتهم الفائقة على الصمود، في أحلك الظروف وأصعب المراحل، وبإمكانياتهم الذاتية، فساروا بالثورة الجنوبية إلى مراحل متقدمة، واكبوا معها كل التطورات المحلية والخارجية.
  • كان الحراك الجنوبي السلمي، هو بوابة ممارسة الشباب للحياة السياسية ضمن ثورة التخلص من الاحتلال اليمني، حيث وجد شباب الجنوب حريتهم الكاملة في اعتناق توجهات سياسية جنوبية، مشكلين بذلك سياج جنوبي عجز نظام صنعاء عن تجاوزه أو كسره.
  • يقف شباب الجنوب ـ اليوم ـ أمام معادلة جديدة وإفرازات لواقع جديد تحدده طبيعة المرحلة وظروفها، بعد أن أصبحوا قيادات المرحلة وواجهة الجنوب، وهم بحاجة إلى مزيد من التلاحم والتماسك ورص الصفوف، فكل الرهان عليهم، لاستكمال ما تبقى من فصول النضال لأجل تحقيق الهدف المنشود واستعادة استقلال دولة الجنوب.

 

المقدمة

من بين الركام، وقهر المعاناة والألم، وضبابية المشهد، يبزغ ـ كل يوم ـ فجر الشباب في الجنوب، باعتبارهم حملة لواء الوطن وحماته، كما أنهم عماد مستقبله وقياداته.

هؤلاء الشباب كأن لسان حالهم يقول: ” نظرنا طويلاً نحو الأفق وصبرنا كثيراً حتى فاض بنا الصبر نفسه، شاهدنا ما لا يرضاه بشر، بشاعة وإجرام وتدمير وطمس وتهميش، ظلم لا حد له، تمييز عنصري مسعور، مستقبل حالك أمامنا، استهدفوا تعليمنا وأضاعوه منا، وجدنا أن الحياة في الجنوب كالموت ولا فرق بينهما، فخرجنا سلمياً إلى المظاهرات، خرجنا ونطقنا ورفضنا قبل أن يستطيع أحد أن ينبس ببنت شفة، كسرنا حواجز الذل والإذعان، وحطمنا أسوار الإهانة والطغيان، صبرنا على كل القمع والاضطهاد، استشهد منا شباب في عمر الزهور، جرحوا، أسروا، اعتقلوا، واختطفوا، صمدنا بوجه نظام الاحتلال اليمني نظام الحرب والدمار.

صبرنا صبراً أسطوري سيحكيه التاريخ لأجيالنا القادمة بعدنا، وجدنا أنفسنا الآن قريباً من الوصول إلى هدفنا المنشود الذي نسير إليه حاملين أرواحنا من أجله في أيدينا ، وسنبقى على طريقنا هذه، مقبلين غير مدبرين ، ومناضلين غير متمصلحين، لا شيء لدينا غير استعادة هويتنا ودولتنا وعاصمتنا عدن ، وبغير ذلك سنكون لا شيء على الإطلاق في العالم، لا هوية لنا، لا مكانة لنا، لا ننتمي إلى مكان آباءنا وأجدادنا  بغير استعادة دولتنا، وسنكون لا شيء وسينظر الجميع إلينا أننا مجردين من الهوية والتاريخ.

 صحيح نحن لم نعش أوضاع دولتنا الجنوبية قبل عام 90 م ، ولكننا جئنا اليوم من نسج خيوطها وتفاصيل حياتها وأمنها وتعليمها وصحتها ومكانتها التاريخية والعالمية، جئنا من أجلها ،وسنبقى من أجلها ، ولكن بشكلها الحديث وفكرها المتطور وشكلها الديمقراطي المتوائم مع عالم اليوم، لقد اقتربنا منها ولم يعد أمامنا إلا القليل من الصبر والصمود والثبات على هدف استعادة استقلال دولتنا الجنوبية “.

” يافع نيوز ” تخصص هذا الملف، لفئة الشباب، ودورهم وتضحياتهم ومستقبلهم، في ظل التطورات المتسارعة التي يعيشها الجنوب والمنطقة بشكل عام.

يافع نيوز – خاص:

يعتبر الشباب أكثر فئة في المجتمع تقدم التضحيات غير المنقطعة، وتعيش المعاناة كل يوم، وتتحمل هموم الوطن الجنوبي ومستقبله ومصيره ، وهم شريان الحياة ودماء الوطن المتدفقة، وأساس التطور والنمو في المجتمع.

شباب الجنوب هم من فجروا الثورة الجنوبية، وصنعوا بأيديهم مسارات الحراك الجنوبي السلمي، ودفعوا بعجلة الثورة إلى المقدمة، فكانوا قلعة الصمود وصخرة التحدي، وشكلوا الوعي الثوري وفقا لمرحلة الثورة الجنوبية، ولم يدعوا شبرا أو مكانا في الجنوب إلا وخاضوا فيه ملاحم البطولة النضالية، سواء بالسلم أو بالنار .

وفقاً لمرحلة الانتقال، من واقع ومرحلة سابقة، إلى مرحلة وواقع آخر بتطوراته الجديدة، ومساراته المتعددة، إلا أن الشباب الجنوبي، تمكنوا من مواكبة كل المراحل بوعي الشباب الفتي، ونظرة المستقبل.

وخاص شباب الجنوب معركة طويلة وشاقة، منذ فجر الحراك الجنوبي في العام 2007م، وقاوموا صلف الاحتلال اليمني بصدورهم العارية، حاملين لواء السلمية الذي كان يتوفر أنذاك كسلاح وحيد لإبراز صوت الثورة الجنوبية، والتصدي لمخططات نظام صنعاء وأتباعه.

أثبتوا قدرتهم الفائقة على الصمود، في أحلك الظروف وأصعب المراحل، وبإمكانياتهم الذاتية، فساروا بالثورة الجنوبية إلى مراحل متقدمة، واكبوا معها كل التطورات المحلية والخارجية.

 

  • استهداف شباب الجنوب:

واجه شباب الجنوب تحديات ومخاطر كبيرة فقد راهن الاحتلال على تسمية شباب الجنوب بــ( جيل الوحدة ) والذي سماهم بجيل الوحدة، وأراد من ذلك تغذية الرأي العام بهذه الشكل، ورسم صورة عن شباب الجنوب غير حقيقية.

ولم يكتف نظام صنعاء بذلك، بل دفع بجهات سياسية واجتماعية الى استقطاب شباب الجنوب، باعتبارهم شريحة تمثل صفحة بيضاءسيكتب عليها ما يريد ويصقلها كما يريد، لأنهم سيمثلون الخطر الأكبر عليه  والكابوس المزعج لأحلامه الاستيطانية وتطلعاته في الجنوب وبالتالي بحجم الخطر سيكون حجم التعامل والنهج والأدوات المستخدمة ضد شباب الجنوب من منطلق أن الشباب هم وقود الثورة الجنوبية التحررية وطاقتها المتجددة المستمرة وهم القيادة والإدارة المستقبلية وبالتالي مصلحة الاحتلال تكمن في تدمير فكر وسلوك الشباب اليوم ليسهل السيطرة عليهم غداً.

ووسع الاحتلال من استهدافه لشباب الجنوب من خلال أتباع سياسة منهجية تهدف إلى حرمانهم من التعليم وتجهيلهم في المدرسة والجامعة ونشر الغش والتسيب، ومضاعفة العبء الاقتصادي كالرسوم الجامعي، وإرهاق إبائهم في مواصلة تعليمهم في الوقت الذي يدرس أتباع نظام صنعاء أبنائهم في مدارس خاصة ويستأثرون بالمنح في أرقى جامعات العالم .

وفي جانب ذلك، استخدم النظام العمل على إحباط شباب الجنوب بكل الطرق، ونشر المخدرات وتسهيل مرورها وإدخالها إلى مناطق الجنوب عبر عصابات منظمة تنتهج خطة مدعومة، ونشرها بين الشباب بطرق تستغل ظروف الشباب الجنوبي وتوسيع شبكة المخدرات لحرف الشباب سلوكيا وفكريا حتى يسهل الاحتلال عمله في السيطرة عليهم.

وبل أنه استخدم التصفيات، فمن حاول التمرد من الشباب الجنوبي على الحالات يتم اللجوء لتصفيته، واستخدامالفتن بين الشباب وهدم جسور الثقة بينهم من خلال شبكة استخباراتية متخصصة لذلك.

ومن الأساليب الخطيرة التي اتبعها نظام الاحتلال، هي عزل شباب الجنوب في عمر صغير عن المجتمع وتربيتهم عقائديا بطريقة لا تمت لوسطية الإسلام بصلة مستغلين حماس الشباب وغيرته على دينه، ومن ثم يتم الزج بهم في جماعات تكفيرية ترعاها سلطة الاحتلال وتمولها.

  • تهميش الشباب من قبل نظام 94:
  • عمد نظام صنعاء منذ وقت مبكرة بعد تمكنه من احتلال الجنوب عام 1994، على استهداف فئة الشباب الجنوبي، فقام باستقطاب العديد منهم، ومعاقبة البقية، من خلال محاولة تجهيلهم وتغييب التعليم تماماً.

ومن أبرز صور الاستهداف التي طالت شباب الجنوب منذ الوحدة اليمنية وحرب 94، هي رمي الشباب إلى رصيف البطالة، سواء الخريجين أو غيرهم، وذلك ضمن مخطط كان يعتقد نظام صنعاء أنه من خلاله سيخضع شباب الجنوب، ويملك مصيرهم، ويمنعهم من أي تحرك بالجنوب.

فتم استهداف شباب الجنوب، من خلال ( تدمير التعليم بكل مراحلة بما فيه التعليم العالي – تفريق الشباب – حرمانهم من الوظائف وحق العمل –استهداف نسيجهم ومنعهم من تنظيم أنفسهم ) فضلا عن خلق الأزمات ومحاولة إشغالهم بأنفسهم .

فاعتمد نظام صنعاء على أسلوب ” صناعة الأزمات ” للتأثير على شباب الجنوب، وهو الأمر الذي كان شديداً عليهم، خلال مرحلة بتفاصيل وتغيرات معقدة، كانت في مجملها ناتجة عن أسلوب ” صناعة الأزمات ” داخل الجنوب وأقطابه وشرائحه السياسية، وهو ما خلق ظروفاً يعدها الكثير مؤلمة للشعب الجنوبي لغياب الاستقرار السياسي والأمني، إلا أن شباب الجنوب كانوا أكبر من تلك الأزمات.

أساليب ” الأزمات”  التي تم استخدامها مع الجنوب سياسياً  كانت ناتجة من ” الوحدة اليمنية ” الفاشلة التي وقعت بين دولتي ” الجمهورية العربية اليمنية – الشمالية ” و ” جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية – الجنوبية ” ، واُفشلت منذ ميلادها بنوايا السوء ومخطط مرسوم كان معد مسبقاً لالتهام الجنوب بعد أن تم تهيئته على مدى عقود من الزمن كما أثبت ذلك حرب غزو الجنوب واحتلاله عام 1994م ، وكانت النكبة التي عايشها الجنوب بكل سلبياتها وتأثيراتها الكارثية.

 

  • شباب الجنوب والحياة السياسية:

لم يتوقع نظام الاحتلال اليمني، أن أساليبه وإنفاقه الباهض، للسيطرة على شباب الجنوب، سيصطدم بوعي شبابي صلب، وإرادة لا تلين، وصمود وصبر على كل الضربات التي وجهت للشباب، بل لم يتوقع أن يخوض شباب الجنوب قمار السياسة بكل ثقة ويصنعون التحول الذي طالما خشي منه نظام الاحتلال.

فلعب شباب الجنوب دورا بارزاً في الحياة السياسية الجنوبية، وامتصوا جميع الأزمات والظروف التي صنعتها أيادي نظام صنعاء، لاستهداف فئة الشباب.

ورغم أن ممارسات نظام صنعاء السياسية، كانت تصب أساسا في استهداف شباب الجنوب، خشية نهوضهم، تم استخدام كل الأساليب لتغييب شباب الجنوب سياسياً، وطالما ادعى نظام صنعاء أن شباب الجنوب هم ( جيل الوحدة اليمنية ) ، لكنه لم يدرك أن هذه الوحدة اليمنية حولت حياة أولئك الشباب إلى جحيم.

ولأن شباب الجنوب، وجدوا أنفسهم أمام استهداف ممنهج، سياسي واجتماعي، كان لابد للكثير منهم أن ينخرطوا في الحياة السياسية بكل تعقيداتها، ويخوضوا معاركها، انتصاراً لدور الشباب ومكانتهم، وذلك ضمن ثورة الحراك الجنوبي السلمية، التي فتحت الباب على مصراعيه أمام شباب الجنوب للتحرك على مختلف الأصعدة .

فكان الحراك الجنوبي السلمي، هو بوابة ممارسة الحياة السياسية للشباب ضمن ثورة التخلص من الاحتلال اليمني، حيث وجد شباب الجنوب حريتهم الكاملة في اعتناق توجهات سياسية جنوبية، مشكلين بذلك سياج جنوبيعجز نظام صنعاء عن تجاوزه أو كسره.

دافع شباب الجنوب عن توجهاتهم وآرائهم، مقدمين كل غالي ونفيس من أجل حقهم في خوض المعترك السياسي بعد أن حولهم نظام صنعاء إلى فئة محاصرة سياسياً مهمشة اجتماعياً.

فخاضوا المعترك السياسي حاملين لواء الجنوب، ومدافعين عن حقهم في العيش بكرامة والتخلص من نير الاحتلال وأساليبه وممارساته التي تركزت على تفكيك الشباب الجنوبي وإضعافهم .

 

  • دورهم في الحراك الجنوبي:

منذ انطلاق شرارة ثورة الحراك الجنوبي، كان شباب الجنوب حاضرين بقوة، ومنذ إطلاق مبدأ ( التصالح والتسامح الجنوبي ) في 13 يناير 2006 من جمعية ردفان بعدن، كان الشباب هم صمام أمان هذا المبدأ، لينتقلوا بعدها لتعزيز احتجاجات ( المتقاعدين العسكريين والأمنيين المدنيين) في أول مسيرة أقيمت لهم بساحة العروض بخور مكسر في 7 يوليو 2007.

ونتيجة للقمع الوحشي الذي انتهجه نظام صنعاء المحتل للجنوب، كان شباب الجنوب أمام تحدٍ وإثبات الوجود، وتغيير المعادلة في الجنوب، فأعلنوا عن تشكيل ( جمعيات العاطلين عن العمل ) التي كانت أول جمعية شبابية اجتماعية وسياسية يلتئم فيها شباب الجنوب.

وبدأوا بعدها في الانخراط الرسمي بالمعترك السياسي الذي بدا واضحاً أنه معترك بين طرفين ( جنوبي وشمالي )، فبرزت قيادات جنوبية شبابية عملت ليل نهار في الحراك الجنوبي، سواء لتوعية بقية الشباب أو لقيادة وتحريك الشارع الجنوبي.

وكانت أبرز سمة لشباب الجنوب، أنهم استوعبوا مختلف الظروف، وتعرفوا ببديهة مدهشة عن قواعد اللعب السياسي وأدواته، فنشروا الوعي السياسي بالقضية الجنوبية وارتباطها بمصير شباب الجنوب مستقبلهم.

فتشكلت في إطار الحراك الجنوبي، العديد من المكونات الشبابية، التي وإن وجدت تباينات بينها، إلا أنها كانت إطاراً تجمع الشباب ويحتكموا للوائحها المنظمة، والتي جميعها تصب في إطار الهدف الجنوبي الشعبي العام المتمثل بالتمسك بحق الجنوب في استعادة دولته التي تم احتلالها عام 1994، بعد أن فشلت ( الوحدة اليمنية ) .

فقاد شباب الجنوب دفة الحراك الجنوبي لمواجهة صلف الاحتلال، فكانوا أساس المسيرات والمظاهرات السلمية، وفي الوقت نفسه لعبوا دور الواعي الناشر للفكر والوعي السياسي بين الشباب، والمدرك لمقتضيات المرحلة وتعقيداتها، فعملوا على الموازنة بين المتطلبات المرحلية والاستراتيجية، وعلاقات ذلك بمصالح الدول والمنطقة والعالم.

  • تدريبات عسكرية سرية:

مع توسع رقعة الحراك الجنوبي، كان شباب الحراك الجنوبي، قد صمدوا أمام أعتى أدوات القمع والبطش التي استخدمها جيش الاحتلال اليمن، فذهب الكثير منهم للانخراط السري في تدريبات ( المقاومة الجنوبية ) التي كان يشرف عليها ويتبناها ( القائد عيدروس الزبيدي ) .

فجمع أولئك الشباب بين الكفاح السلمي، والكفاح المسلح، وصاروا مقاتلين مستعدين للتضحية بأرواحهم لأجل نصرة مشروع الحراك الجنوبي، وضرب جيش الاحتلال الشمالي الذي بطش وقتل وأجرم كثيراً في أرض الجنوب.

فتشكلت خلايا شبابية مسلحة، في الضالع وردفان ويافع وشبوة وأبين، لتكون البدايات الأولى أو نواة ( المقاومة الجنوبية) ضد الاحتلال اليمني.

  • دورهم في الحرب:

ما إن جاءت الحرب الحوثية العفاشية على الجنوب، في العام 2015م، إلا وشباب الجنوب جاهزين لخوض كل الاحتمالات والتحديات، وفقاً لمستوى الوعي والإرادة التي اكتسبوها من سنوات نضالهم الدؤوبة ضمن الحراك الجنوبي السلمي.

وبرغم كل الظروف التي جاءت الحرب فيها، إلا أن شباب الجنوب كانوا مؤمنين بالدفاع عن الجنوب كوطن وأرض وهوية، فتوشحوا أسلحتهم وتشكلوا ضمن تشكيلات عسكرية للمقاومة الجنوبية ليبدأوا التصدي للعدوان الشمالي الذي يقوده الحوثيون وأنصار صالح .

قدم شباب الجنوب خلال الحرب، تضحيات جسيمة، فكان أغلبية الشهداء من الشباب وكذلك الجرحى والمعاقين نتيجة إصاباتهم، حملوا أرواحهم على أكفهم للدفاع عن الجنوب الأرض والهوية والكرامة والحرية ، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر.

 

  • قيادات شابة تصنع المستحيل في الجنوب:

برز في الجنوب خلال الفترة الماضية ومنذ انتهاء الحرب، وجوهاً شابة، وقيادات في أوج عمرها، تتحمل مسؤولية ضخمة في قيادة المرحلة المعقدة جداً، أمنياً وسياسياً، والتي تتشابك مع الكثير من الملفات المحلية والخارجية.

لكن شباب الجنوب يثبتوا كل يوم، أنهم قيادات تراكمت لديهم خبرة العمل، وامتزجت الخبرة بفتوة الشباب الناضج المدرك لطبيعة العمل في ظل واقع معقد ومرحلة صعبة للغاية، متسلحين بإرادتهم التي لا تلين، في مواجهة كل التحديات الماثلة، وفي مقدمتها تحدي ( الإرهاب ) الذي أصبح يهدد العالم بأسره.

 

  • شباب الجنوب ينتصرون ضد الإرهاب:

يقف شباب الجنوب ـ اليوم ـ أمام معادلة جديدة وإفرازات لواقع جديد تحدده طبيعة المرحلة وظروفها.

قيادات شبابية اليوم، أبت إلا أن تكون حامية للجنوب أمنياً، راسمة أمامه خارطة سياسية جديدة رغم قلة الخبرات والتدريب، إلا أنهم  يمتلكون العزيمة والإصرار والاستبسال، وحب الوطن والاستعداد للتضحية في سبيل حفظ الأمن وتحقيق الطمأنينة والاستقرار لكل أبناء الجنوب،يقفون كالطود الشامخ لملاقاة أي مصير يكتب لهم، يهبون أرواحهم الزكية  دفاعاً عن الجنوب من أن تُدنس بأيادي الغدر والإرهاب، وتوصم بإيواء سدنة البغدادي أو زنادقة الظواهري ومن لف لفهم.

لقد تمكن شباب الجنوب،بثباتهم أن يميطوا اللثام عن قوة الجماعات الإرهابية وإظهارها كبالون منفوخ وبُعبُع كان يستخدم لإقلاق السكينة العامة وترويع الآمنين، ساهم في صناعتها ما كانوا يتلقونه من دعم حكومة صنعاء من تواطؤ، والذين كانوا يولون الأدبار تاركين خلفهم العدة والعتاد بمجرد أن يقترب بضعة أفراد من أتباع الإرهاب من أحد معسكراتهم، حتى أصابتهم الظنون بأنهم سيجدون من شباب الجنوبالمعاملة نفسها التي تعودوها من قبل الجيش والأمن اليمني.

تعودت جماعات الإرهاب على تنفيذ عمليات التفخيخ والتفجير،والخروج منها بخسائر قليلة في الأفراد مقابل إلحاق خسائر فادحة في صفوف الأجهزة الأمنية والعسكرية، والوصول إلى تحقيق أهدافهم وإن كان ذلك للحظات قبل أن يستجمع الشباب قوته فيعيدون الكرة عليهم ويذيقهم الهزيمة.

لكن تفاجأت تلك الجماعاتبمعاملة غير ما اعتادوا عليه، فقد وجدوا الأمن والنخبة والحزام الأمني يتدافعون للتضحية والفداء والتصدي لهم باستبسال وصمود أسطوري، والذين استطاعوا بصمودهم واستبسالهم أن يخلخلوا صفوف الإرهابيين، حتى وهنوا وأضعفوا وباتوا لا يستطيعون التحرك إلا بمساحات ضيقةٍ وحدود محصورة.

وبذلك يصنع شباب الجنوب، المستحيل الذي عجزت عن صناعته دول عظمى تجاه الإرهاب.

 

  • تماسك ورص صفوف:

يحتاج شباب الجنوب ـ اليوم ـ إلى مزيد من التلاحم والتماسك ورص الصفوف، فكل الرهان عليهم، لاستكمال ما تبقى من فصول النضال لأجل تحقيق الهدف المنشود واستعادة استقلال دولة الجنوب.

ومع كل الانتصارات التي تحققت للجنوب، وكان عنوانها شباب الجنوب، سواء في الحراك الجنوبي السلمي، أو المقاومة الجنوبية، إلا أن قوى الشمال لا تزال تراهن على تفكيك شباب الجنوب، وتسميمهم بالأخطار استهدافا للجنوب والنسيج الاجتماعي.

لهذا فاليوم هو أكبر من أي وقت مضى، يحتاج في الشباب الجنوبي إلى التسلح بالوعي والإدراك مثلما هم دوماً، لضمان السير الموثوق نحو استكمال المرحلة النضالية وتتويجها بالانتصار الأكبر يوم إعلان استقلال دولة الجنوب.

 

أخبار ذات صله