fbpx
القاضي الجنوبي أنيس جمعان يفتح ملف مسروقات الآثار الجنوبية 
شارك الخبر

يافع نيوز- متابعات
تحت عنوان (من أجل استعادة الآثار الجنوبية المنهوبة) وفي إطار سلسلة أعماله التوثيقية المنشورة في مدونته الحقوقية الجنوبية للرصد والتوثيق لانتهاكات حقوق الإنسان في الجنوب ونهب ثرواته، فتح الناشط الحقوقي الجنوبي القاضي أنيس جمعان ملفا خاصا بهذا الشأن طالب فيه باستعادة الآثار التي نهبتها قيادات نظام صنعاء وعائلة الرئيس السابق القتيل علي عبدالله صالح وأقربائه من متاحف عدن خاصة ومتاحف الجنوب عامة وكذلك مقتنيات ومحتويات أرشيف إذاعة وتليفزيون عدن.

ووجه القاضي أنيس جمعان نداء إلى المختصين في مجال الآثار والعاملين في متاحف الجنوب لإعداد قوائم بتلك الآثار التي كانت مدونة في سجلات المتاحف بشكل كامل وتحديد المفقود منها وإبلاغ الجهات المتخصصة المحلية والدولية وكذلك الإنتربول الدولي كخطوة أولى لحظر بيعها للخارج تمهيدا للمطالبة باستردادها، وطلب أيضا من الجهات العاملة في قطاعي إذاعة وتليفزيون عدن تحديد منهوبات هذين القطاعين واتخاذ الخطوات التي من شأنها استرجاعها من صنعاء.

وفيما يلي ما جاء بالملف :

من أجل استعادة الآثار الجنوبية المنهوبة من قيادات نظام صنعاء من متاحف الجنوب من قبل عائلة الرئيس السابق القتيل علي عبدالله صالح عفاش واللواء علي محسن الأحمر واللواء مهدي مهدي مقوله والعميد محمد صالح طريق والعميد عبدالله قيران واللواء عبدالحافظ السقاف وعائلة الشيخ عبدالله حسين الأحمر واللواء أحمد علي محسن الأحمر الذي عين كقائد للمنطقة العسكرية الجنوبية في عدن.. مباشرة بعد غزو واجتياح الجنوب في عام 1994م وغيرهم من العسكريين والمتنفدين المدنيين في نظام صنعاء الذين عاثوا فسادا أثناء عملهم في عدن ونهبواً آثارها وقلاعها وموروثاتها واجتهدوا في طمس تراثها الثقافي وتهديم صروحها وأبنيتها الأثرية والتاريخية ومنها تهديم أحد عشر مسجداً في عدن تقريباً ونهب محتوياتها، ومنها على سبيل المثال لا الحصر تهديم مسجد أبان التاريخي الذي تم بنائه في العام 105هجرية أي قبل 1335عام رغم أصوات الاعتراض .. ونهبت كافة محتوياته من أبواب ونوافد وشرفيات ومحاريب ونقوش أثرية حيث كان يعد معلماً أثرياً رائعا وآية من آيات فن العمارة الإسلامية بإعتباره أول مسجد بني في عدن في عهد الإسلام .

إن العشرات من القطع الأثرية التي وجدها الحوثيون تاريخ 20 ديسمبر 2017م، وعرضتها قناة المسيرة التابعة لهم في منزل اللواء مهدي مهدي مقوله في صنعاء (خال الرئيس القتيل عفاش) والذي عمل كقائد للمنطقة العسكرية الجنوبية في عدن، ثم قائد للمنطقة العسكرية في حضرموت معظمها قطع أثرية نهبت من الجنوب ومن المتحف الوطني في عدن وفي حضرموت أثناء تواجده في هاتين المحافظتين الجنوبيتين، والبعض الآخر من هذه الآثار تم شرائها من عناصر لصوص الآثار في الجنوب.

إضافة إلى أنه من خلال جولة في المتحف الوطني العسكري في صنعاء ستجد بأن قسم تاريخ ثورة 14 أكتوبر المستحدث قبل عدة سنوات يحتوي على وثائق وأسلحة وتحف ومقتنيات أثرية جنوبية قد تم نهبها من المتحف العسكري بعدن ومتحف الشهيد لبوزة في ردفان الذي تم إغلاقه.. كما أن بعض السيارات القديمة التي دخلت عدن في منتصف القرن الماضي وكان البعض منها موجود في حوش المتحف العسكري بعدن وأخرى كانت مع بعض أبناء عدن وتم شرائها منهم وبدلاً من إهدائها للمتحف العسكري بعدن وذلك لإرتباطها بتاريخ عدن، هي الأخرى جرى نقلها إلى المتحف العسكري بصنعاء وكتب فوق إحداها إهداء من اللواء علي محسن الأحمر . وفي هذا السياق فإن النظام اليمني بعد اجتياحه للجنوب في عام 1994م حاول نهب عدد كبير من القطع الأثرية من متاحف عدن لكنه تبين صعوبة ذلك حينها وذلك بسبب أن القطع الأثرية في متحف عدن للآثار الموجودة في أحد أجزاء قصر الشكر للسلطان العبدلي سلطان لحج الكائن في كريتر مسجلة وموثقة مثل تمثال ملك أوسان وغيره، فلجأو إلى طريقة أخرى تمثلت بسحب معظم آثار الجنوب ونقلها إلى مقر منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة ( اليونسكو) في باريس للمشاركة في معرض الترويج السياحي للآثار والحضارة اليمنية، وظلت هذه الأثار المحرم أخراجها دولياً وفقاً للأعراف الدولية تطوف بلاد الأتحاد الأوربي أكثر من خمس سنوات .. ثم أعيدت إلى متحف الآثار في صنعاء. .

ولانعلم كم عدد القطع الأثرية التي نهبت والمعادة منها إلى متحف عدن للآثار ومتاحف الجنوب ..مضافا إلى ذلك تواجد أعداد من الآثار المنهوبة في صنعاء منها المدفع الأثري لمدينة الرعارع، العاصمة القديمة لحوطة لحج وموجود حالياً في ساحة معسكر العرضي بصنعاء حيث شوهد قبل عدة سنوات مذيع القناة الفضائية اليمنية عند اقتحام الأرهابيين معسكر العرضي في صنعاء يستعرض للمشاهدين عدة مدافع أثرية من محافظات اليمن معروضة في ساحة المعسكر التي نجت من التدمير أثناء الهجوم والتي كانت بحوزة الرئيس السابق القتيل علي عبدالله صالح عفاش ومن ضمنها المدفع الأثري لمدينة حوطة لحج القديمة الرعارع الذي كان يطلق قذيفة اثناء إعلان أذان صلاة المغرب في رمضان.

إن الآثار والتراث الفني والأدبي تعتبر من أهم الروابط الثقافية والحضارية لأي شعب.. وسرقة الأثار والتراث الوطني للجنوب كان الهدف منها طمس الهوية الجنوبية والغاء وجودها، فبعد أجتياح الجنوب ودخول عدن في 7يوليو 1994م مباشرة تم إقتحام تلفزيون وإذاعة عدن ونهب أرشيفهما التاريخي الممتد منذ إنطلاق أول موجة بث لإذاعة عدن عبر الأثير في تاريخ 7 أغسطس 1954م وأنطلاق أول بث لتلفزيون عدن في تاريخ 11 سبتمبر 1964م .. وجرى نهب منظم ومتعمد لأرشيفي مكتبتي تلفزيون وإذاعة عدن من تراث أدبي وفني ووثائقي وتم نقله للعاصمة اليمنية صنعاء وجرى رمي هذه المنهوبات في بدروم قناة الفضائية اليمنية حسب ماوصلتنا من أخبار حينها فتعرضت معظم الأشرطة للتلف والتخريب والأخرى لازالت مرمية في العراء حتى وقت قريب وقد سحب جزء منها لقناتي (الفضائية اليمنية) و(اليمن اليوم) التابعة للمؤتمرالشعبي العام، وجزء منها لقناة السعيدة وخاصة المنهوب من التراث الغنائي لفناني الجنوب والتي كنا نشاهدها طوال السنوات الماضية من على شاشة قناة السعيدة التي يملكها حامد نصرالشميري أخ عبدالغني نصر الشميري الذي كان يشغل رئيس قطاع الفضائية اليمنية تلفزيون قناة اليمن أثناء فترة إجتياح الجنوب.. وعمل على إتلاف الاشرطة الوثائقية التي تؤرخ تاريخ الحياة السياسية في الجنوب بعد الأستقلال الوطني إضافة إلى ذلك قد عرضت قبل عام في شبكة الإنترنت في الفيسبوك بعض القطع والمقتنيات الأثرية من عدن للبيع من قبل مجهولين .. وقد نشرت بعض صور من هذه الأثار منها : تمثال صغير في موقع صحيفة عدن الغد بتاريخ 13ديسمبر 2016م.

لذلك لنعمل معاً على إعادة آثار الجنوب المنهوبة الموجودة حالياً في بعض بيوت قيادات نظام صنعاء التي استباحت الجنوب بعد إجتياحه في عام 1994م، وفي المتحف الوطني للآثار والمتحف العسكري ومعسكر العرضي في صنعاء وغيرها، وكذلك المهربة للخارج إلى مكانها الطبيعي في المتحف الوطني للآثار والمتحف العسكري بعدن ومتاحف حضرموت ولحج وأبين وشبوة والمهرة .. وعودة أرشيفي مكتبتي تلفزيون وإذاعة عدن وإنقاذ ماتبقى منه .. باعتبار مهمة استردادها في أعناق أبنائها.

لهذا نتوجه بالنداء إلى المختصين في الآثار والعاملين في متاحف الجنوب إعداد قوائم بهذه الآثار التي كانت مسجلة في متاحف الجنوب والمفقودة حتى الآن كخطوة أولى وإبلاغ الجهات والمنظمات المحلية والدولية المتخصصة مثل (اليونسكو والانتربول الدولي ) وغيرهما لحظر بيعها خارجياً تمهيدا لإجراءات استردادها.

من فضل حبيشي

أخبار ذات صله