fbpx
عندما تنعدم الأخلاقيات الصحفية

فقدان الأخلاقيات عند عدد من فئات المجتمع خلال الفترة الأخيرة بات أمرا ملموسا في الواقع المعايش، خصوصا بعدن، والحديث عن هذا الانعدام بشكل عام متشعب.
 
وهنا سوف أتطرق للأخلاقيات الصحفية التي يرجح الكثير من المثقفين والعاملين في الوسط الصحفي أن افتقار بعض الصحف والصحفيين لأخلاقيات المهنة يقف خلف ما تنشره تلك الوسائل من أخبار تركز فيها على إثارة الأحداث وخلقها من العدم، أو بناء على إشاعة وإثارة الرأى العام وتشويهه بها، بغض النظر عن كونها حقيقة أم زيفا وكذبا، والشخص الواعي يدرك أن معظم ما تتناوله تلك الوسائل يتنافى مع أخلاقيات مهنة الصحافة.
 
وهنا نود الإشارة إلى العديد من قضايا النشر المتعارضة والمفهوم العام للأخلاقيات الصحفية، والتي تتعمد بعض الصحف والمواقع الإكترونية لدسها لتثير بها الرأي العام وتحاول تغالط بها المتلقي البسيط، ومن بين تلك القضايا: التلاعب بالأخبار وحرفها عن مسارها، والتعدي على الخصوصية الشخصية، والإسهاب في الخيال، والتعارض مع المصلحة العامة، وعدم احترام القوانين فيما ينشر.. كل هذه تعد من قضايا النشر التي تتعارض مع أخلاقيات الصحفية، ومن أهم قضايا النشر المتعارضة مع أخلاقيات الصحافية هو المخاطرة بصدم الجمهور المتلقي في تقديم الحقيقة، فالأخلاقيات تضع حدا لصدم الجمهور بالحقيقة، فما بالكم حين يتم صدم الجمهور المتلقي والمتابع البسيط بما هو دون الحقيقة؟! 

وهناك العديد من قضايا النشر، والتي تنطبق عليها مخالفة الأخلاقيات الصحفية المشار إليها في الفقرة السابقة، باتت واقع حال بعض الصحف والمواقع الإلكترونية، ويدركها الكثير من المتفهمين والمثقفين، ما عدا بعض البسطاء الذين عليهم الحذر منها وعدم الترويج لها عبر وسائل التواصل الاجتماعي بالغة التأثير. 

القراء الكرام.. هذا المقال ليس تحريضا ضد أحد أو تجنيا على جهة معينة، فلكل شخص عقل يدرك به ما حوله من أحداث، وكيف يجدها في تلك الوسائل المتعارضة مع أخلاقيات الصحافة، فالصحيفة التي تتلاعب بالأخبار وتحرفها، ولا تراعي القوانين والمصلحة العامة، وتكتب تحليلات من نسج الخيال، ويكون همها إثارة الأحداث وتضخيمها وتصدمك بها أيها المتلقي.. هي صحافة لا تخدمك ولا تهتم لقضاياك ومعاناتك وهمومك، وإنما تسعى للاسترزاق والابتزاز والكسب المادي، خدمة لأجندات خاصة بها بعيدا عن مصلحتك والمصلحة العامة. 

وفي الختام أريد أن أكرر لكم ما أشرت إليه في الفقرة أعلاه، والذي يفيد بأنه لمجرد صدم المتلقي بالحقيقة يتنافى وأخلاقيات الصحافة، فما بالكم بالصحف والصحفيين الذين صاروا يصدمون المتابع الجنوبي مؤخرا بإشاعات وأكاذيب ليس لها أساس من الصحة.