fbpx
( شقدفه ونقدفه ) ..!!

 

فضل محسن المحلائي

كلمت صديقي – بو – ( حضرم ) – أبو – ( رضوان ) – قال يا صاح : ( لا تكلمني أنا زهقان ، طفشان وفي حالة من الهثيان والغثيان وفي كوري شيطان ) ..!! – قلت له : من أين جاء لك وكيف دخل كورك هذا الشيصبان ؟! – قال الله أعلم من سنحان – عمران – مران – حيدان – همدان – ذبحان – رغوان – بعدان – ضوران – خولان – ضبيان – حيفان – من الجدعان – فج عطان – قاع جهران – مشرعه وحدنان – جزيرة كمران – وقد يكون من جان الشيخ – ( ربيش كعلان ) – لا أعرف بالضبط من أية هذه الأوطان والبلدان ، لا فرق عندي إن كان هو من – ( أُم الجآن .. أو أُم الصبيان ) .

 

قلت له : صدقت كلهم من الغيلان والسعلان والكهان لا فرق بين انسهم والجآن – إنهم شعب – ( أحمد يا جنّاه ) – المُكْنَى – ( طاهش الحوبان ) – إنهم أبناء – ( الباهوت ) – ( أحمد بن علوان ) – إنهم أحفاد – ( عبدول الحظرد ) – صاحب كتاب – ( عزيف الجآن ) – إنهم من قال الله تعالى عظيم الشأن فيهم آيات فيها من البيان – قال تعالى : (( إني وجدت امرأة تملكهم … )) ( 23 – النمل ) – ولم يقل سبحانه – ( تحكمهم ) – وكأني بهم قطعان من الخرفان والثيران والبعران – والله أعلم بحكمته عظيم الشأن – وقال تعالى : (( بل كانوا يعبدون الجن أكثرهم بهم مؤمنون … )) ( 41 – سبأ ) – وما زالوا حتى الآن صدقوني يا أخوان – وفي آية أخرى قال تعالى : (( قتل أصحاب الأخدود … )) ( 4 – البروج ) – لقد أحرقوا نصارى نجران ولم ينجو من فعلتهم الشنعاء غير ( دوس ذو ثعلبان ) – وفي آيات أخرى قال تعالى : (( وعاد وثمود وأصحاب الرس … )) ( 38 – الفرقان ) – لقد كذبوا نبي الله وفي بئر عميق رسو – ( حنظلة أبن صفوان ) – وفي الخامسة لقد ثبت في صحيح البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : ( كان أهل اليمن يحجون ولا يتزودون ويقولون نحن المتوكلون على الله فإذا قدموا مكة يسألون طعامهم وشرابهم من الحجاج والمعتمرين والجيران – فأنزل الله تعالى قوله : (( وتزودوا فإن خير الزاد التقوى … )) ( 197 – البقرة ) – وقال صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل رضي الله عنه – ( لا تبشرهم فيتكلوا ) – وقال تعالى فيهم : (( ويلٌ للمطففين … )) ( 1 – المطففين ) – قال السدي : ( قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وبها رجل يقال له : أبو جهينه ومعه صاعان يكيل بإحداهما ويكتال بالآخر ، يأخذ بالأوفى ويعطي بالأنقص ) – وهو تاجر يماني الأصل والفصل من نسل – ( جهينه بن زيد بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان ) – وفيهم قال تعالى : (( لقد كان لسبأ في مسكنهم آية جنتان … )) ( 15 – سبأ ) – فأحالهما الله من نعيم إلى جحيم نكالاً وشرد بهم في كل الأوطان – وقال تعالى : (( فقالوا ربنا باعد بين أسفارنا وظلموا أنفسهم فجعلناهم أحاديث ومزقناهم كل ممزق )) ( 19 – سبأ ) – وهم أتباع – ( عمر بن عامر ابن مزقيا ) – صاحب كهلان عبدت الجآن والأوثان – وقال تعالى فيهم : (( ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه … )) ( 20 – سبأ ) – سدنة اللعين الشيطان – ولم ينجوا من أذاهم حتى إمامنا الشافعي فلقد ضربوه بالعراجين وأدخلوه الزنازين ورحلوه مكبل بالصفدان لقد أتى إليهم من غزة وقال قولته المشهورة : ( لابد من صنعاء وإن طال السفر ) – جاء لينورهم بنور الإيمان فجازوا إحسانه لهم بالامتهان فدعا عليهم دعوته فاستجاب له الرحمن وكانت حادثة مسجد الجَند لقد أريقت دماءهم داخل صحن المسجد وتلطخت به الجدران والأركان

وبعد ذلك عاثوا وعابوا بالجيش المصري الذي جاء لينقذهم فسفكوا دماءه وسالت في كل شعابهم والوديان ، ثم غدروا بشعبنا الجنوبي الغلبان وبقيادته البلهان الغشمان في ظل وحلة الزور والبهتان ويوم الربوع المشؤوم – ودجاجة حبلى ما زالت عالقة في الأذهان – هؤلاء يا أخوان أناس ( هوارش وقوارش ) – إنهم بقايا أحفاد – ( وهرز – وباذان بن ساسان ابن جروان ) – إنهم أناس همج ، لطوش ، دعالجه وعلى جدران منازلهم ينحتون على الصخر ( الحكمة يمانية والإيمان يمان ) .. !! – هذه سيرتهم وتاريخهم يا أخوان لقد قال الله فيهم قوله عظيم الشأن أنه قول الحق والبيان .

كلامي هذا – ( شقدفه ونقدفه ) قليل من كثير موجه لكل عاقل إنسان أفيدونا هل هذا فيهم أم أنا غلطان .

الهامش :

  • حتى ثعالبهم تمتاز بالمكر والدهاء يقول الإمام الشافعي : ( كنا في سفر بأرض اليمن فوضعنا دجاجتين على النار لطعام العشاء فحضرت صلاة المغرب وأقمنا الصلاة فأتى ثعلب ونحن نصلي وأخذ دجاجة وهرب فلما أنتهينا من الصلاة أسفنا على الدجاجة وقلنا : حرمنا هذا الثعلب من طعامنا وبينما نحن كذلك إذ جاء الثعلب وفي فمه الدجاجة نراه من بعيد فوضعها بعيداً عنا ثم وقف بعيد عنها فهجمنا عليها فهرب الثعلب فلما وصلنا إليها لنأخذها ونحن نحسبها الدجاجة فإذا هي ليفه على شكل دجاجة وليست دجاجة ..!! – وبينما نحن نضحك كان الثعلب ذهب والتف من خلفنا وأخذ الدجاجة الثانية وهرب بها فضحك علينا الثعلب ونحن من كبار العلماء ) .
  • الشقدفه : من شقدف ، الضرب بالفأس ونحوه على الجسد أو الحطب يقال : شقدفه بلهجة مناطق ردفان .
  • النقدفه : من نقدف ، وهو نزع وقلع الحجارة بلهجة مناطق ردفان .
  • دعالجة : مفرد دعلج ، وهي الذئاب المصابة بالسعار .
  • الكور : الرأس بلهجة أبناء حضرموت .