فقد دخل لاعبو البلدين إلى الملعب تحت راية علم موحد، وكتب على ظهر الرياضيين كلمة “كوريا”، وتقدمهم الكوري الجنوبي وون يون-جونغ المشارك في منافسات الزلاجات والكورية الشمالية هوانغ تشونغ غوم التي ستلعب مع فريق هوكي الجليد الموحد.

وأطلق على هذا الأولمبياد تسمية “أولمبياد السلام” وسط تقارب بين الكوريتين، بعد قرار الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ-أون المشاركة، وصولا الى حد إرسال شقيقته كيم يو-جونغ لترؤس الوفد الشمالي في زيارة غير مسبوقة، وهي أول عضو من العائلة الشمالية الحاكمة يزور الجنوب منذ نهاية الحرب الكورية في 1953.

وبينما استقبل الرئيس مون جاي – إن وعقيلته كبار الشخصيات في المربع المخصص لأصحاب المقام الرفيع لمشاهدة مراسم الافتتاح، صافحت يو-جونغ الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي-ان بعد وصوله إلى حفل الافتتاح.

كما أرسلت بيونغيانغ 22 رياضيا الى الجنوب سيلعب عشرة منهم تحت راية كوريا الشمالية و12 في فريق مشترك (مع كوريا الجنوبية) للهوكي النسائي، إلى جانب العديد من المدربين ومسؤولي الجهاز التدريبي.

سخط شعبي في سول

لكن هذه الخطوة “التوحيدية” التي حصلت للمرة الأخيرة خلال الأولمبياد الشتوي في تورينو عام 2006، لم تلق ترحيب الجميع في كوريا الجنوبية، إذ يعارض البعض هذا الأمر ويرون بأن الجنوب كان سخيا جدا تجاه جاره وبأنه سمح للأخير بخطف الالعاب.

وأطلق بعض المتظاهرين على أولمبياد بلادهم “اولمبياد بيونغيانغ” في إشارة الى عاصمة الجار الشمالي.

الوفد الروسي خلف راية الأولمبياد
الوفد الروسي خلف راية الأولمبياد

المشاركة الروسية

على رغم ذلك، لا يزال الرياضيون الروس يشكلون أحد أكبر الفرق في بيونغتشانغ (168 رياضيا)، وإن تحت علم محايد، ما يعني عزف النشيد الأولمبي في حال تتويجهم بالذهب بدلا من نشيدهم الوطني، وغياب أي أثر لعلم بلادهم.

بنس وشقيقة كيم في المقصورة
بنس وشقيقة كيم في المقصورة

تحت مقصورة واحدة

كما شهد الحفل حضور نائب الرئيس الأميركي مايك بنس وشقيقة زعيم كوريا الشمالية كيم يوجونغ لمشاهدة العرض من مقصورة كبار الزوار.

محادثات سياسية

ولم تخل المناسبة من مزجها بالمحادثات السياسية، فقد التقى الأمين العام للمنظمة الدولية أنطونيو غوتيريش لفترة وجيزة مع الزعيم الشرفي لكوريا الشمالية كيميونج نام أثناء حضوره مراسم الافتتاح.

وقال المتحدث باسم المنظمة فرحان حق للصحفيين “أجرى حديثا مقتضبا مع الرئيس كيم أكد خلاله مرة أخرى … أنه يتوقع ويأمل أن تتخذ جميع الأطراف من الحوار سبيلا لتحقيق نزع السلاح النووي فيشبه الجزيرة الكورية بشكل سلمي”.

شبيها ترامب وكيم
شبيها ترامب وكيم
 لمحة طريفة

وفي لمحة أخرى في افتتاحية الأولمبياد تسبب شخصان تنكرا في هيئة الرئيس الأميركي دونالد ترامب وزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون في بلبلة عندما ظهرا في أروقة حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الشتوية قبل أن يطردهما أفراد الأمن.

وقال المتنكر على هيئة كيم الذي رفض أن يذكر اسمه “نحن على وفاق تام”.

وأضاف “أردنا أن نفاجئ الجميع ونأتي بالسلام العالمي ثم رافقنا حراس الأمن إلى الخارج… وهذا ما أظن أنه ظلم حقا… ألا يريد الجميع السلام؟”

وقد يرى البعض هذه الأحداث متنفسا للشمال المحاصر بالعقوبات، لتخفيف الاحتقان السياسي والعسكري الناجم عن تجارب بيونغيانغ الصاروخية بعيدة المدى، والتهديدات والشتائم المتبادلة بين الرئيسين الكوري الشمالي والأميركي، وأملا للتوصل إلى اتفاق دبلوماسي ما، يعيد الأمور إلى نصابها بعض الشيء.