fbpx
لو أن حزب الإصلاح !!

أمين اليافعي

لو أن حزب الإصلاح تيار مدني، وحركة نضالية، ومنذ البداية، لاستوعبت تلك السرديات النضالية العظيمة لناشطيه، ولأحترمتها، ولشاركت في الدفاع عنه وقت الشدائد.
هذا الحزب الذي تقاسم السلطة والنفوذ والمصالح غير المشروعة والفساد والحروب والقتل وكل البلاوي مع نظام صالح بالتساوي، وكان دولة داخل الدولة وبكل ما للكلمة من معنى، ولو شئتم رأياً علميا حول ذلك أرجعوا إلى دراسة الباحث المصري المعروف عمرو حمزاوي بعنوان “الإصلاح بين الحكومة والمعارضة”، مركز كارنيجي، 2009.
لجأ إلى المعارضة فقط عندما شعر بتهديدات تطال مصالح ونفوذ قياداته، وهذا التهديد كان بفعل أسباب عدّة، داخلية وخارجية. وقد اتيحت له فرصة عظيمة مع قيام ثورة فبراير الشبابية التي حاول السطو عليها، وبأبشع الطرق، لاستخدامها كحصان طروادة في سبيل استعادة مصالحه مع نظام عفاش نفسه، وتثبيت طموحاته اللامحدودة واللامشروعة. وبعد تشكيل حكومة توافقية، مارس القتل والفساد والبلطجة، بذات الطريقة والأسلوب العفاشي، شبراً بشبرٍ، وذراعٍ بذراعٍ، حتى جحور الضب التي دخلها نظام صالح، لم يستطيعوا أن يمنعوا أنفسهم من دخلولها أفواجاً.
مختصر ما أريد قوله هنا، هو لو أن هناك أمراً له علاقة وثيقة بصالح ويستحق هجاءنا وردحنا، فهو هذا الحزب برمته؛ فألم ينشئه صالح نفسه وبطريقة تآمرية في أبلغ صورها!
الزعيم التاريخي للإصلاح يتحدث في مذكراته عن أتفاقه الدنيء مع صالح: “إن الاتفاقية تمت بيني وبين الحزب الاشتراكي وهم يمثلون الحزب الاشتراكي والدولة التي كانت في الجنوب، وأنا أمثل المؤتمر الشعبي والدولة التي في الشمال ، وبيننا اتفاقيات لا أستطيع أتململ منها ، وفي ظل وجودكم كتنظيم قوي سوف ننسق معكم بحيث تتبنون مواقف معارضة ضد بعض النقاط أو الأمور التي اتفقنا عليها مع الحزب الاشتراكي وهي غير صائبة ونعرقل تنفيذها” (“قضايا ومواقف”؛ الآفاق للطباعة والنشر، صنعاء، ط2، 2008، ص256).
إن ذلك الذي تآمر على مشروع الوحدة واتفاقياتها، ومنذ اليوم الأول، لصالح مصالح ضيقه لقادته، ونزعة متأصلة للهيمنة والاستحواذ، من المستحيل أن يتم تصديقه الآن كمدافع عن مشروع “وحدة حقيقي”، وبأي صيغة كانت، خصوصاً وأنه يُمارس الأدوار ذاتها، لن يتم تصديقه ولو أشرقت الشمس من المغرب!!